على مدار الساعة

خواطر مغترب: العوْد إلى الوطن أحمد..

27 يونيو, 2021 - 02:20
لامات أحمد سيدي

أولا، حسبي وحسب الكلمات حين أُلقيها، أنّ لها صدى في قلوب تحب الخير لهذا الوطن وتتمنى له التوفيق ودوام الأمن وحصول اليُمن ونزول الخيرات وعموم البركات..

 

الوطن ذالك  المأوى العزيز،  الذي نعود إليه دائما ككل  مغترب يحمل مع الشوق  الأمل بالتغيير ، الأمل أن يومه أفضل من الأمس، وغده أفضل مما كان عليه..

 

ثم يفاجئنا الوطن أن شيئا لم يتبدل، وأن حالا لم يتغير..

 

وأنّ نفس "النّاموس" الذي كان يطارد نومنا قبل عام، حصل على ترقيات وغدى يطاردنا في أنفاس اليقظة..

 

خذوها مني: المغترب يُسهده التفكير أن "الناموس" ينتظره بشوق..

 

ولكن أخرى!

 

يعود المغترب، وكل أمانيه أن تضع الحروب الهامشية أوزارها، وأن تتسع الأفكار لبعضها، فالناس في تناظر الأفكار يسلمون، وفي تنافر وجهات النظر، تضيق بهم حلومهم..

 

يعود المغترب وكل أمانيه، شعب يحترم قواعد المساكنة، ويحرص على النظافة، ويسعى إلى عدم إضرار الجار والبيئة والمظهر الحضاري للمدينة..

 

يعود المغترب، وهو يتمنى أن يزداد منسوب الوطنية في نفوس التّجار، فيستوردون سمحا، ويبيعون سمحا، ويعاملون الشعب الذي يمونونه سمحا..

 

وأخص في السماحة، تجار الأدوية، فالسماحة هنا تتجسد في أن يستوردوا  دواء نافعا، لا يضر.. شافيا - بإذن الله - لا يقتل..

 

يعود المغترب، وكل أمانيه أجهزة عمومية خدمية جادة تراقب التاجر وتحمي المواطن، توفر العلاج، والتعليم والماء والكهرباء..

 

يعود إلى وطن يشغله التفكير في مستقبله، ويسهده الحزن على حاضره، يقلقه ما تؤول إليه أحواله..

 

وطن قلّ أن يمنح الفرصة للناصحين الأمناء، للأسف الشديد.

 

يعود وهو يحمل شوق المغترب، وهمّ المنتمي، وسهاد المشفق، وأمل المؤمن..

 

يعود المغترب، وهو مشغول البال بالأمن، شارد الخَطرة بما قد تؤول إليه أحواله، في بلد يشهد تنوعا في الجريمة غير مسبوق، نرجوا أن يجد المجرمون ما يوقف إجرامهم  من صرامة وجدية من القطاعين الأمني والقضائي.

 

يعود المغترب والخريف على الأبواب، وانواكشوط مدينة منكوبة في بنيتها التحتية، لا تعرف كيف تواجه أمطار الخريف، ومستنقعات المطر، وبقايا آثار الماء على وجه المدينة الموجوع..

 

نواكشوط، المدينة التي تتوسد الإهمال منذ الأبد، والتي شاخت وهي لما تزل بعد مدينة شابة، إلا أن ضربات الفساد المالي والأخلاقي، تلقي بظلالها على واقع المدينة البئيس..

 

يعود المغترب، وله أمل كبير أن شيئا تغير بعده، وأن خطط التنمية ستحقق الرجاء والرخاء، وأن واقع البلد لن يظل على حاله، وأن مستقبله سيكون رابطا بين عالمين، بين أفريقيا التي ينتمي إليها، وبين العالم العربي الذي ينتمي إليه..

 

أملنا بالله كبير، ونتمنى التوفيق لكل الجهود التي تسعى إلى البناء، نباركها وندعو الله أن يسدد خطى المصلحين..

 

يعود إلى أهله وعترته، إلى إخوانه وصحبه في ربوع الوطن،

 

الحمد لله، على كل حال،