على مدار الساعة

ناقوس الخطر

2 مارس, 2021 - 00:51
لامات أحمد سيدي

عندما أتأمل حال بلدي أشعر بكآبة وحزن عميق بلد تتعاوره صنوف المآسي للأسف الشديد؛ يعيش نصف شعبه في مجاهل العالم بحثا عن لقمة عيش كريم..

 

بلد يفيض بثرواته الطبيعية والمعدنية وإمكاناته الزراعية الهائلة، ومقدراته التنموية المعتبرة.. في الوقت الذي يعيش نصف شعبه تحت خط الفقر..

 

بلد يعد العبث بالمال العام فيه بطولة، والسرقة شهامة.. عبث طال المؤسسات السيادية للبلد، وفي وضح النهار ودون مراعاة لاعتبار من قيم وسلوك،

 

فيما تعاني ثروتنا السمكية والمعدنية وشركاتنا الوطنية كاسنيم وغيرها.. النهب والتبديد، يختفي بريق ذهبنا وراء عتمة الفساد وظلمة النهابين لتبدد أحلام الشباب الطامحين مع الريح، وإلى حين استفاقة من ضمير أو إشفاق من غيور تبقى الأحلام مؤجلة.

 

سيادة الدولة تداس بالأقدام جهارا نهارا، والتحقيقات التي كشفت عن ما يمكن تصديقه من فساد لم تسفر عن محاسبة أحد..

 

والأدهى من ذلك أن يسقط نظامنا الأخلاقي في وحل التسريبات وهتك أعراض المسلمين والتشهير بالناس زورا، لا لشيء سوى اختلاف في السياسة والرؤى.

 

حرب على الأخلاق والقيم والذوق العام، ستدمر الجميع إذا لم توضع لها نهاية..

 

مثلها مثل تنامي خطابات الكراهية والتجييش على الأعراق.. في النهاية ستؤدي فقط إلى انهيار سقف البلد على رؤوس الجميع..

 

أما الداهية الأدهى، فهي أولئك الذين يتم تعيينهم رغم ملفاتهم السوداء في تسيير البلد وإعادة تزكيتهم التي هي بالأساس رسالة سلبية مفادها أن الفساد ليس بجريمة وأن النهب ليس بممنوع..

 

فلا بد من التنبيه إلى أن ما يحصل هو دليل على غياب الوطنية والمسؤولية، وقد آن الأوان للتراجع عن كل هذه الأخطاء.

 

ألوف الشباب يتيهون في مجاهل الشكات وغياهب اليأس في تازيازت، رغم غنى البلد وامتلاكه هو هذه الثروات..

 

إلى الآن ما زلت عاجزا عن فهم كيف أن شعبا وحكومة ليس لهم من الأعداء إلا بلدهم..

 

القطاع العام يتعرض للنهب من أشخاص يتداولون المناصب دولة بينهم، دون تقديم أي شيء في هذه المناصب..

 

القطاع الخاص قطاع يحمل الكثير من الألغام،. تزوير الدواء، تزوير الغذاء، الاحتكار في أبشع صوره...

 

إذ كيف يمكن تقبل فكرة رفع الأسعار والمضاربات عليها.. دون أن يحاسب عليها أحد..؟؟

 

نحن غيورون على وطننا ونرجو له الخير، ولكن ما نراه ماثلا أمام أعيننا يجعلنا ندق ناقوس الخطر..

 

هذا البلد يتجه إلى الانهيار..

 

إمكانات البلد الهائلة لو تم التركيز عليها واستغلالها بشكل صحيح لعم الخير وانتشرت البركة حتى تشمل أولئك الفاسدين الذين يخافون الفاقة والفقر لذلك يسرقون خيرات بلدهم..

 

لقد آن للشباب أن يفيق من سباته، ويسعى للنهضة ببلده..

 

لقد آن أوان التغيير والسعي نحو البناء وإقامة بلد محترم يضمن للجميع التساوي أمام القانون.. ويضمن عدالة لا تستثني أحدا ..