على مدار الساعة

الدولة ملزمة بتكوين أبنائها قبل تشغيلهم

11 أغسطس, 2023 - 19:56
سيدي الشيخ

استقلت بلادنا سنة 1960 وكان التعليم النظامي الأساسي والثانوي حينذاك محصورا في مراكز قليلة، أما التعليم الجامعي فكان معدوما تماما، ورغم قلة الموارد، فقد جعلت الدولة من أولوياتها بناء مؤسسات جامعية أو شبه جامعية لتكوين الشباب محليا، وقد نجحت إلى حد كبير.

 

وهكذا، فقد كان إنشاء مركز الإرشاد الزراعي في كيهيدي ENFVA سنة 1962، وخرجت للوجود مدرسة تكوين المعلمين العريقة L'ENI سنة 1964، والتي حلت مشكلة الكادر التعليمي الأساسي، أما مدرسة الإدارة والقضاء والصحافة L'ENA فقد أسست سنة 1966 بإدارة الجزائرية الموريتانية الفرنسية السيدة تركية داداه، وتبعتها المدرسة العليا للتعليم الشهيرة بـL'ENS ، وكانت بحق نواة للتعليم الجامعي في هذا البلد سنة 1970 تحت إدارة العلامة محمد المختار اباه.

 

أما المدرسة الوطنية للصحة فقد تأسست سنة 1968 سنتان بعد بناء المستشفى الوطني بنواكشوط، وظهرت المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بأطار   L'EMIA لتكوين الضباط وضباط الصف في أتون حرب الصحراء سنة 1976، وتلاها إنشاء المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية سنة 1978؛ وتم إنشاء الجامعة سنة 1980 بكليات الآداب والاقتصاد والحقوق، وتلاها المعهد العلمي العالي L'ISS  والذي كان بحق نواة كلية العلوم والتقنيات.

 

وقد أضيفت كلية الطب سنة 2006 بإشراف البروفسور سيد أحمد مكي، والمعهد العالي للمحاسبة والإدارة ISCAE سنة 2009، أما جامعة لعيون الإسلامية فقد أسست سنة 2011، و المدرسة متعددة التقنيات École Polytechnique بمكوناتها المختلفة وهي أول مدرسة للمهندسين في بلادنا فقد رأت النور سنة 2011 أيضا، وأنشت الأكاديمية البحرية بنواذيبو سنة 2014، وتلتها مدارس الرقمنة والبترول والغاز والإحصاء، وأخيرا فقد أعيد بعث مدرسة المعادن، وأنشئ المعهد العالي لمهن الأشغال والبناء بألاك Genie Civil   وأنشئت المحظرة الشنقيطية الكبرى في أكجوجت سنة 2019.

 

رغم كل هذه المدارس المرموقة ما زالت بلادنا عاجزة عن استقبال الحاصلين على الباكلوريا رغم أنهم لا يبلغون 10000 آلاف طالب، وما زلنا نطلب الصدقة من جيراننا في المغرب والجزائر وتونس والسنغال ومصر وفرنسا وغيرهم لكي يخصصوا لنا مقاعد جامعية سنة بعد أخري.

 

على وزارة التعليم العالي إنشاء تخصصات جديدة لتزيد من الطاقة الاستيعابية لمؤسساتنا التعليمية، ومنها مدرسة للطيران، والمحاسبة والمالية التي يزداد الطلب عليها، وفي الميادين الفنية كتقنيات الصيانة الطبية، والألكترو تكنيك، وغيرها، وما أكثر الأجهزة المتعطلة في مستشفياتنا وشركاتنا، كما أن تركيب الأعضاء الصناعية وتقنيات الترويض على الكلام والصوت والرؤية orthopedie,  orthophonie,  orthopsie   ليست لها مؤسسات للتكوين في بلادنا.

 

على مسؤولينا أن يكونوا أكثر طموحا، ويؤسسوا جامعات جديدة وخاصة في الداخل لدعم جامعة نواكشوط، ويمكن تكملة جامعة العيون بمختلف التخصصات، وإنشاء جامعات أخرى لكي لا يأتي الموريتانيون جميعهم للعاصمة من أجل تدريس بناتهم وأبنائهم، وما زلنا ننتظر جامعة الإمارات العربية التي تطوعت بها أخيرا هذه الدولة الصديقة...

 

لقد عمل جيل تأسيس الدولة رغم شح الموارد على إنشاء تعليم جامعي محترم، وعلينا نحن في زمن الطفرة الاقتصادية الحالية أن نكمل ما بنوه لنرى جامعات تحمل أسماء مثل: باب الشيخ سيديا، مختار حامدن، آب اخطور، محمد محمود اتلاميد، الإمام ناصر الدين، أحمل الديد، المختار داداه، سيدي محمد الشيخ عبد الله، اعل محمد فال، الشيخ الحاج محمود با، محمد المختار اباه، فياه معيوف، بكار اسويد حمد، أحمد امحمد، وغيرهم، ويبقى الأمل موجودا. 

 

طابت جمعتكم