على مدار الساعة

دُموعُ النخِيل! (شعر)

28 أغسطس, 2017 - 13:57
شعر: سيدي محمود بن محمد الأمين بن الصغير

غائبُ السفْر بعد حيـــنٍ يثوبُ *** وصريعُ المنـــــونِ ليس يؤوبُ

أيُّ حزن عراك يوم تنـــــادوا *** لمسيرٍ تضـــــيق عنه الدروبُ

مشرقٌ يومهم ببهجة أنس *** ورِواقُ الهـــــــــــناء بيتٌ رحيبُ

يتساقون من كؤوس الأماني *** كأسَوُد بالصــــــــالحات تطيبُ
ظلُّهم وارفٌ ومغنى أنيقٌ *** وسرورٌ بالطـــارقين عــــــــجيبُ
لم يدُرْبالخيال أن غداةً *** من سُرورٍ تَكْتنُّ فيــها الكــــــــروبُ!
هجم النَّعْيُ بالخطوبِ عليهم *** تَفْجَعُ النــــــائباتُ حـــينَ تنوبُ

حسبنا الله.. إنَّ ذا لمُصابٌ *** هائلٌ تُسْتَطارُ منه القـــلــــــوبُ؟!
لهفَ (كامورَ) كم أنينٍ وجيعٍ *** في حناياه إذْ يحينُ الغــــروبُ

يرجُف (القلب) في نشيج فظيعٍ *** ودموعُ (النخيل) نهــرٌ صبيبُ
كلُّ من مرَّ منْ هنا ذات يومٍ *** يَذْرِفُ الدمــــــعَ والوفاءُ ضُروبُ
ذكرياتُ الكرام لحنٌ شجيٌّ *** منْ رثاءٍ، فــــيه المَقَامُ الوجيبُ
هذه الأرضُ كلها تتشظَّى *** من أسى الفقد والفضــــاء كئيبُ
رزءُ من كان باكيا خيرُ (أم) *** و(بناتٌ) هنَّ السَّناءُ المــــــهيبُ
و(فتى) رائعُ الخصال مُعَنى *** بالمعالي إذا تهـُــــــبُّ الجَنوبُ

 

***

 

أهْلَنا الغُرَّ قد تطولُ المراثي *** قد ينوح الحمام والعـــندليبُ
قدْ يدوم البكاء دهرا طويلا *** والشَّجى المرُّ علقم لا يطـــيبُ
ثم يَمْتَصُّهُ الزَّمان.. ونسلو *** يَنضُبُ الدمعُ أو يمَــسُّ اللغوبُ

هذه سنة الحيـــــــاة: لقاءٌ *** ووداع وفــــــــــــرحة ونحيب
واللبيبُ اللبيبُ من يتعزى *** بثوابٍ هو المَثـــَـــابُ الخصيبُ
أهلَ – نا – أعمرَ بنِ أحمدَ أنتمْ *** بـــيتُ عِزٍّ به تــــعزَّى الأريبُ
وليُمسِّ السلامُ رَوْحا وأمنا *** أهل وّداد والوِدادُ الرطيــــــبُ

لا يَهُولَنْكمُ المُصاب وكونوا *** لنداء العزاء نعـــــــــم المجيب

يا سقى الله روضة سكنوها *** سارياتٍ تطيبُ منــــها الجُنوبُ

نفحُها المسك أو أريج الخزامى *** والرضا الوارفُ الظلال القشيبُ
وصلاة الإله تنهل سحبا *** واكفاتٍ بحيــــث يثوي الحبيبُ
سلوةُ الدهر في المصائب طرا *** شافع الخلق يوم تخــــشى الذنوبُ