على مدار الساعة

أزمة الوقود: لماذا نطارد الرمية ونغفل الرامي

30 يونيو, 2021 - 09:13
أحمد فال بن الشيباني

حول أزمة الوقود وبعض الحقائق التي أغفلها من أرادوا أن يخوضوا في الماء العكر، ويطاردون الرمية ويتركون الرامي.

 

إن أصل المشكلة هو توريد المورد الوطني ADDAX (شركة صينية للمحروقات) لكمية من الوقود الثقيل (FIOUL ) غير جيدة فتضررت منها كل الشركات المنتجة للكهرباء سواء لأغراض تجارية كـSONELEC أو لأغراض صناعية كـ"اسنيم"، وتازيازت و MCM. والضرر تفاوتت خطورته بين من شغل منشآته بالفعل بهذا الوقود الفاسد فتضررت منه المنشآت وليست اسنيم من هؤلاء حيث كانت اليقظة بفضل الله قد مكنت من اكتشاف إشابته قبل استخدامه على الأقل في منشآتها بالزويرات حيث الاستخدام الأوسع، لكنها تضررت كالآخرين من انقطاع التزود من هذه المادة الاعتيادية لتشغيل محركات المولدات الكهربائية الضخمة. وتحتم عليها تسيير أزمة استثنائة بكل المقاييس وهي تشغيل منشآت الطاقة لديها بالمازوت بدل الوقود الثقيل ولمدة قاربت الشهر وهو ما لم تكن مهيأة له من حيث الوسائل اللوجستية كسعة التخزين ووسائل النقل (أسطول الصهاريج الناقلة للمازوت) إلخ وارتفاع التكاليف، لكن الدربة الكبيرة والخبرة المميزة لطواقمها في تسيير الأزمات ومغالبة الصعاب وجهوزيتها مكنها من تجنب الأسوأ، بل تمكنت من مسك إنتاجيتها في الحدود المقبولة (نتجه لإنتاج أكثر من المليون طن وهو متوسط الإنتاج في الظروف العادية).

 

فإن حدث توقف لثلاث ساعات في انتظار تحريك صهاريج وإعادة توجيهها لحيث الحاجة أمس، فجعل من الحبة قبة وبدأ تخوين هذه الجهة وهذه عن جهل وغفلة واستغفال، فالتوقف في المنشآت الكبيرة كمنشآتنا لهذا السبب وفي نفس الظروف، وبهذا القدر فقط، يوحي باليقظة والتحكم والبراعة حتى.

 

لقد تركتم أصل المشكل، وهو التحكم في جودة المحروقات الموردة ولعمري ليس ذلك من اختصاص أي جهة في اسنيم بل مسؤولية شركة SOMIR ووزارة الطاقة من فوقها.

 

في الأخير، أرفع القبعة لعملاق الشمال وفخر الاقتصاد الوطني اسنيم من القمة للقاعدة، وأقول لهم بهذه الروح والحيوية والجهوزية تتقدم واثقين نحو تحقيق نتائج استثنائية على شتى الصعد التقنية والاقتصادية والاجتماعية وعند الصباح يحمد القوم السرى.