للتاريخ... وتعلم الدروس!

التاريخ دروس وعبر، والأمم الرائدة هي التي تقوم مسارها، كما تقوم قادتها وما أخفقوا في إنجازه على ضوء إمكانيات البلد المتاحة والمتوفرة، فالحاضر نتيجة طبيعية للماضي، ولن يكون المستقبل إلا ثمرة للحاضر، وغدا يحصد الزراع ما زرعوا..!

لقد كان الرئيس الانقلابي معاوية ولد الطائع هو الذي حطم وأجهز على ما تبقى من "مشروع الدول الموريتانية المستقلة" بأكمله فلم يترك منه أي شيء: يذكر..!

 

كما شجع القبلية والجهوية والحركات العنصرية من تحت الطاولة وأهمل الهوية الوطنية الجامعة، وأضر بالوحدة الوطنية..!

 

قضى تماما على قدسية المال العام: مال الشعب الموريتاني فأصبحت سرقة مال الشعب ونهب المؤسسات العامة مشرعا من نظام ولد الطائع "اللي اتولى شي لحسو".. "ذيك مؤسسة عاطيهالي الرئيس".. "اللي ما أيلكجض منفوش" و..
 

مما تسبب في نهب أكثر من: (15 مليار دولار) حسب تقديرات الخبراء من القروض والتمويلات المخصصة للشعب الموريتاني الفقير مما أخر البلد عن ركب الحضارة والتقدم وجعلها في ذيل الدول الفاشلة المتخلفة!)، وفوت على موريتانيا فترة الثمانينيات الذهبية للإقلاع الاقتصادي الذي استفادت جميع الدول في العالم، حتى المجاورة المغرب والسنغال مثلا..!

كما تم نهب مئات الشركات العامة المملوكة للشعب الموريتاني..!

 
دمر التعليم فلم يبني مؤسسات كافية، وأهمل المؤسسات المدرسية القائمة التي بنتها دولة الاستقلال، ولولا "صدقة اليابان" لدرس التلاميذ في العاصمة نواكشوط تحت ظلال جذوع الأشجار..!

 
وحشر التلاميذ مكدسين (120 تلميذا في حجرة بالكاد تسع 40 تلميذا مع نزول البركة حته)، كما ألغى السكن الداخلي محمول النفقة للتلاميذ الفقراء، وألغى المنح المدرسية للتلاميذ الفقراء سنة 1987، ولم يؤسس "باط" جامعة معيارية بالمعايير الدولية خوفا من وعي الشعب..!
 

دمر الاقتصاد الوطني لما خفض قيمة العملة الوطنية الأوقية سنة 1992 بنسبة 90% من قيمتها، مما جعل كل مواطن بفقد تسع أعشار قيمة ثروته 9/10..!

 
كما فقدت الرواتب والأجور نفس النسبة 9/10، وهذه كارثة اقتصادية ما زال المواطنون يدفعون ثمنها إلى اليوم، كما تم تدمير القوة الشرائية للمواطنين جلا أو كلا..!

 

خلق طبقة من رجال المال ممولين من مال الشعب العام، جلهم من المقربين..!

 
انتهج سياسة ليبرالية متوحشة وعرجاء أي: قائمة على الاحتكار البشع وعدم وجود المنافسة، مما زاد الفقر والجوع والفجوة الغذائية ودمر القوة الشرائية..!

 
فلَّس وباع جميع البنوك العامة المملوكة للشعب الموريتاني التي ترك الرئيس المؤسس المرحوم المختار ولد داداه، فبيعت البنوك العامة لعائلات من رجال المال المقربين..!

 
باع قطاع الاتصالات المربح جدا في هيئة البريد والمواصلات  : (OPT)التي كانت تحقق أرباحا كبيرة لشركة (تلكوم المغرب) لتولد شركة موريتل، كشركة مهيمنة على الاتصالات ، ومالكة لكل ما أنجزت موريتانيا في مجال الاتصالات منذ الاستقلال..!

 
وكان يعتزم بيع "صوملك" لولا أن كهرباء المغرب أجرت دراسة عن صوملك تبين لها "أنه في موريتانيا الذين يستهلكون الكهرباء حقيقة لا يسددون فواتير استهلاكهم الكبيرة للكهرباء، بينما الضعاف الفقراء وحدهم من يسددون الفواتير وأحيانا مضاعفة، فرفضت مؤسسة الكهرباء المغربية شراء صوملك خوفا من الخسارة المحتمة..!

 
استفحلت البطالة في عهد ول الطايع، حتى تم تشغيل خريجي "الجامعة" مسيرين لـ"امبلكات" الماء التي تتزود منها عربات الماء التي تجرها الحمر الأهلية، كما تأخر سن الزواج وزادت العنوسة في المجتمع..!

 
دمر ولد الطائع الجيش الوطني، وأهمله وحاول القضاء على العقيدة الجمهورية للجيش حتى نشرت بعض الصحف آنذاك أنه ربما تكون بعض أسلحة الجڜ الموريتاني بيعت لجماعات أزواد والطوارق المتمردين في أوائل التسعينيات في مالي.

وأهمل الرئيس الانقلابي معاوية الجيش ومعداته حتى إنه لما وقع هجوم لمغيطي الإرهابي كانت قدرة لجيش على الرد آنذاك محدودة جدا، لأن الرئيس الانقلابي ولد الطايع أهمل الجيش بسبب هواجسه الانقلابية وركز قط على لواء الحرس الرئاسي BASEP وجعله هو القوة الضارية الوحيدة المسلحة تسليحا جيدا والحاسمة في أية مواجهة..!

 
أضعف الرئيس الانقلابي ولد الطايع سيطرة البلاد على الحدود الشاسعة خاصة مالي والجزائر والمياه الإقليمية الموريتانية..!

 
أضعف ولد الطائع الوحدة الوطنية بسب التصفيات التي كانت تعقب كل المحاولات الانقلابية الكثيرة التي شهدتها فترة حكمه، شملت كل الطوائف والإيدلوجيات خاصة مع الأخوة لكور الذين "سفر" ولد الطائع منهم عشرات الآلاف، ثم رضخ سرا سنة 1997 بعد وساطة أحدى مرجعيات "حركة أفلام" على رجوع ما قالت المصادر الصحفية حينها إنه حوالي (30 ألف عائد من المسفرين إلى السنغال)!

 
كما حدثت تصفيات عقب محاولات الرائد صالح ولد حننا وتنظيمه "فرسان التغيير" منذ سنة 2000 مرورا بـ2002 و2003.

تخلى نظام ولد الطائع عن مصالح وأموال والحق في التعويض لحوالي (300000 مواطن موريتاني)، من التجار الذين طردوا من السنغال وتم الاستيلاء على ممتلكاتهم من شركات ومحلات وجرد بعضهم من الجنسية السنغالية، فلما جرت مباحثات إعادة العلاقات مع السنغال تخلى ولد الطائع تماما عن قضية هؤلاء الموريتانيين المنتجين والذين كانوا ينتمون غالبا لثلاث ولايات كانت من معاقل المعارضة في انتخابات 1992 هي (ولايات العصابة والبراكنة والترارزة) حسب شهادة المحامي والمؤرخ السياسي محمدن ول أشدو في برنامج "ضيف وقضية" على قناة الوطنية المقربة من نظام الرئيس الانقلابي محمد ولد عبد العزيز..!

 

كما فشل ولد الطايع في إعادة ترسيم الحدود مع السنغال وأخذ التعهد من حكومة السنغال أن تحترم حدود وحوزة موريتانيا الترابية أثناء مباحثات إعادة العلاقات الدبلوماسية..!

 
تورط ولد الطائع في تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ورفعها لدرجة تبادل السفارات وسط سخط الرأي العام الموريتاني ورفض الشعب لتلك العلاقة الآثمة..!

 
وكانت صحف مغربية وجريدة القدس العربي قد نشروا أخبارا عن سماح ول الطايع لإسرائيل بدفن نفايات نووية في ولاية تكانت، وجرت محاكمات للمعارضين الذين أدانوا القضية، ثم عتم نظام ولد الطايع على الموضوع..!

أراد ول الطائع إقامة نظام علماني متطرف على شاكلة نظام بن علي في تونس منذ منتصف التسعينيات، فحاول سن قانون يؤمم المساجد، ويكمم أفواه الخطباء، وأن تكون خطب الجمعة من تحرير المخابرات فقط، فرفض العلماء والدعاة ذلك المسلك، فسجن النظام العلماء والدعاة وضغط على الإمام الأكبر إمام البلد الراتب منذ الاستقلال الشيخ بداه بن البوصيري، كما وأغلق المعاهد والمراكز والجمعيات الخيرية الإسلامية وسط مطاردات هوجاء..!

 
قضى على كثير من مؤسسات الصناعة التخويلية في البلد فأغلقت مصانع حديد تسليح البنيان "شركة صافا" ومصفاة نواذيبو لتكرير النفط ونهبت الخطوط الجوية الموريتانية وأفلست الخطوط الجوية الإفريقية التي كانت موريتانيا من أهم المساهمين فيها كما نهبت اسنيم وظلت "أمهوتمه أعل 11 مليون طن" اللي خلاها عليها المختار داداه رحمه الله سنة 1978..!.

كما نهبت وفلست وسرقت شركة سونمكس وتراجعت حصتها من السوق وبيعت "والل نعطات كرعات" منها، كما منعت من الاستيراد مرات عديدة "ياك أتخلي أطريك للمقربين..".

مع أن شركة سونمكس كانت قادرة على توفير احتياجات البلاد من مواد أساسية مدة ستة شهور قادمة وتتمتع بضمانة مصرفية دولية، وذات خبرة متراكمة..!

 
كما بيعت وفلست شركة "شركة صوديفارم" التي تضمن حاجة البلاد من الأدوية الأوربية الأصلية، فعمت الفوضى قطاع الصيدلة، فتركت البلاد لبعض "تيفاية الأدوية" من كل حدب وصوب ما تسبب في انتشار الأدوية المزورة وغير المطابقة للمواصفات، مما ساهم في انتشار الأمراض الخبيثة القاتلة..

 
كما تم بيع وتفليس شركة المحروقات مما تسبب في غلاء سعر الوقود وتناقص جودته..!

 
تم تفليس الخطوط الجوية الإفريقية التي كانت موريتانيا أكبر مساهم فيها ومنذ أيام التأسيس..!

 

تم تفليس شركة تنمية المواشي وتصديرها وتصدير اللحوم التي كان مقرها مدينة كيهيدي، وكانت تملك عشرات آلاف الرؤوس من المواشي ومجزرة عصرية مصممة لضمان حاجة السوق مستقبلا والتصدير للخارج..!

 
 خسرت موريتانيا استفادتها من كهرباء سد ماننتالي، فلم تحصل سوى على نسبة 15%، ثم ضاعت نسبة كبيرة من هذه النسبة بسبب استخدام كوابل ضغط عالي مزورة..

كما تم تفليس وبيع شركة النقل البري (SNTP) ، وترك المواطنون يركبون "ميكرو باصات الخردة الصدأة و"أهل لخلا" مما قضى على النقل، وأصبحت وسائل النكد هي السائدة وأصبح العذاب قطعة من السفر..!

 
وهي الخردة "اللي كانت مزروكة في أمباليط أوربا"، كما بدأت في الظهور لأول مرة في موريتانيا "تاكسي صاندوتش" المكتظة بستة من بني آدم "كل واحد امبغدد للثاني"..!

 

كما ترك ولد الطائع المواطنين النازحين من الداخل يتكومون في الكزرات والكبات حتى أصبح (70%) من سكان نواكشوط يسكنون في "البيدوه فيل" أي: (الكبات والكزرات)..

 
وباستثناء تخطيط كبات: (كبة مندز في سينكيم) التي رحلت جميعا إلى عرفات لتكون نواة مقاطعة عرفات، و(كبة سيزيم وبعض كبة سينكيم التي رحلت إلى الرياض لتكون نواة المقاطعة، أو كبات لكصر وتيارت التي حولت إلى دار النعيم لتولد مقاطعة دار النعيم أو بعض كبة ميناء المرفأ التي حولت بعد غمرها بالمياه إلى حي ملح، فقد ترك ولد الطائع الكزرات تتمدد وتتمدد حتى سنة 2002 عندما تم تمويل وكالة التنمية الحضارية ADU بمبلغ: (45 مليار أوقية ممولة من دولة قطر والكويت والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي)، كانت دراسته الأصلية قد نصت على أن الوكالة سوف تبني "استديو لكل أسرة فقيرة في الكبة والكزرة"، وهو مالم يتم قط، حيث بدأ ببناء بيت واحد ومرافق في "كبة سيزيم" سنة 2004..!

 
ميز ولد الطائع بين المواطنين في حجم ومساحة القطع الأرضية حيث يحصل مواطنو تفرغ زينه مثلا أو لكصر أو تيارت الفوكانية على قطع أرضية تبلغ مساحتها مثلا: (400 متر مربع) أو (600 متر مربع)، بينما يحصل المواطنون في عرفات أو السبخة أو دار النعيم أو الميناء أو الرياض أو توجنين دبي على قطع أرضية صغيرة لا تتجاوز غالبا مساحتها (150 مترا مربعا) وغالبا (120 مترا فقط) وهي الأكثر..!

 

بينما كان المعمول به منذ تأسيس الجمهورية هو منح جميع المواطنين في كافة الأحياء قطعا أرضية أقلها مساحة (400 مترا مربعا)..!

 
كما شيدت حكومة الاستقلال أحياء سكنية متكاملة منذ أواخر الخمسينيات مثل "ابلوكات" والوزارات وأحياء: (إلو V وإلو A وإلو B و BMD وغيرها) ، وأنشأت شىركة "سوكجيم" التي بنت ثلاثة أحياء في نواكشوط.

 

تضاعفت أسعار المواد الغذائية وساد الغلاء فترة حكم ولد الطائع حيث انتقل سعر الأرز "مارو يبرك" من (18 أوقية للكيلوغرام سنة 1984 إلى 180 سنة 2005..!).

 

حاول الرئيس الانقلابي معاوية ولد الطايع تزوير التاريخ فلم يسمح بمجرد ذكر جيل التأسيس والرئيس المؤسس الأستاذ المختار ولد داداه رحمه الله طيلة مدة حكمه المديدة، وحتى عند وفاته تم التعتيم في وسائل الإعلام الحكومية على خبر وفاته رغم الحشود الهائلة من المواطنين الذين جاؤوا للصلاة على أبي الأمة الموريتانية الأستاذ المحامي المرحوم المختار ولد داداه رحمه الله..!

 

شكل ولد الطايع مدرسة جامعة للفساد والإفساد، وصناعة المفسدين، فنظام العشرية هو صناعة نظام ولد الطايع، وقديما قال العلماء "الحجاج سيئة من سيئات عبد الملك".