على مدار الساعة

ملوك الطوائفِ.. ونصرُ غزة..!

20 أكتوبر, 2023 - 02:14
كتبته: أمينة بنت بباي ولد عمار

في الذاكرة "الأندلسية" النابضة بالنصر، والألم، والضياع.. تخترق كلمات "يوسف بن تاشفين" سياج الصمت العربي المطبق على "غزة" - الغاصة بالجراح والأنين.. - واصفا حال "ملوك الطوائف": (كانوا السبب الأساسي في ذلّ الأمة، وكانوا يظلمون الرعية، وكان همهم فقط البقاء على عروشهم، وكانوا خونة يتواطؤون مع العدو..)!

تناصّ تام بين ماضي "الأندلس" المُنحنية "لألفونسو"، وبين حاضر عربي ممزق، آخر إحداثياته: "ملوك الطوائف" - النسخة المعاصرة - يجترحون الخيانة ويتآمرون على "فلسطين" في استحضار مرهق لذكرى ضياع فردوسنا المسلوب.

 

"أُذْنُ" الضّيفِ الواعية أنصتت للتاريخ فساغه سهلا ذلولا.. ليكتب للمجاهدين سطور النصر، وحروفه، وفواصله، نصرٌ أزاح كاهل الهزائم عن الأمة وفنّد سردية "الجيش الذي لا يقهر"، فما بين المحراب والخندق يمشي "الضيف" متبخترا.. مُصلتاً سيفَ خالد، وسعد، وصلَاح الدين.. يستجدي الشهادة حدَّ الولَهِ، يبصر "المسرى" فتداهمه كمائن الشوق لثالث الحرمين، فيدغدغ سلاحه المتوثب للقتال، ويهمس لأبي عبيدة مبتسما: كن مستعدًا لتلاوة بيان النصر أيها الملثم العنيد.

 

لقد تنفس صباح السابع من تشرين نسائم "المجد" و"الخلود".

 

ليرسم "القسام" البهجة على جبين أمة طرّزته المآسي والنكبات، فبعد عقود مطعمة بالذل والخنوع، طُمست خلالها معالم الانتصارات العربية، وأُتلف السادس من تشرين كتاريخ انتهت صلاحيته، ينتقي الضيف السابع من "تشرين" تمهيدا لمتتالية الانتصارات الباهرة..

 

جاء تشرين ضاجا بالصخب الملحميّ لتتسع أحداق العالم على نهاية وهم يسمّى "قوة الردع لدولة إسرائيل"!!.

 

الجيش الأقوى تسليحا والأشد فتكا.. تهزمه أنفاق وجنود ملثمون.. وعتاد يدويّ الصنع..!

 

فيبرز السؤال المربك "لملوك الطوائف"، ماذا قدمتم لفلسطين؟

 

دعوني أفصل إجابة على مقياس التمني: بضع طائرات عسكرية متطورة + دبابات مدرعة + حفنة من الصواريخ.. ساعتها سيؤم هنية في المسجد الأقصى المصلين بإذن الله تعالى..

 

أما إجابة السؤال على "ريختر" الواقع فلم يقدموا لها سوى الغدر، والخذلان، والتآمر..

 

حين جهَرت "غزة " بالنصر لم نقدم لها "نخبا" ولا شعيرا ولا تمرا.. رغم وفرته في مخازن الجبناء.

 

أعيروا أسلحتكم الكاسدة لغزة لتطهرها من رجس جبنكم فأياديكم الرخوة لا تحسن حملها.. فلولا سلطانكم القاهر على الشعوب لفتحت أبواب الجحيم على "الكيان" لينهار ما بين صولة "المجاهدين" وتكبيرات "الفاتحين"

 

لولا "ملوك الطوائف" وتآمرهم على "الأقصى" و"القسام" لرتّل "السنوار" "الإسراء" على مُكْثٍ عند أولى القبلتين.

 

لولا "ملوك الطوائف" لانسكب الرواء، وعاد الأسير، وغرد الطير، وأثمر الرمان، وابتهج الزيتون.. والتحفنا رايات النصر.

 

لولا "ملوك الطوائف" لما تداعت الأمم قتلا وتنكيلًا وتدميرا "لغزة ".

 

فالنصر المعجز للمجاهدين أخرج مارد الشر من قمقمه ليصل القتل غرف المستشفيات، لتحصد آلة الحرب "الصهيونية" آلاف أرواح البراعم في مجازر ليس لها في التاريخ مثيل..!

 

الحزن الصارخ بين جوانحي على "غزة" ألجم نطقي، لتصطف حروفي على رفوف الصمت ففي الحرب لا يسمع إلا أزيز "الرصاص".

 

ليطل الشيخ الوقور "يوسف بن تاشفين" متهجما متوشحا سيفه: لقد أنذرتكم مبكرا، كي لا يقول مثبط: ما جاءنا من نذير.