على مدار الساعة

هبة موريتانيا لنصرة فلسطين

10 أكتوبر, 2023 - 11:28

افتتاحية الثلاثاء 10/10/2023

 

إن "الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أصدر بياناً، قرأناه بعناية، بياناً تحذيرياً من الإبادة الجماعية التي بدأت ضد الشعب الفلسطيني في غزّة"، " وسبق لنا وأن شهدنا في الماضي مذابح، ومجازر وحشية، بحقّ الشعب الفلسطيني"

 

من المحزن أن تكون هذه أولى الكلمات الصادر فجر اليوم لرئيس دولة، الرئيس الفنزويلي منبها على جرائم القتل في فلسطين بعد ثلاثة أيام من نزف الدماء البريئة وتنديدا بكيان عنصري بنى أكبر مشروع استيطاني في العالم، وأطول جدار فصل عنصري في التاريخ، وارتكب عشرات المجازر الوحشية، ويمارس اليوم ذروة مساره الدموي.

 

وقمة البلوى المعنوية أن يجد هذا الكيان القاتل بين العرب والمسلمين من يتعاطف معه تصريحا أو تلميحا ويستخدم القفازات الحريرية لوصف وحشيته ودمويته واحتلاله، سعياً إلى المساهمة في نزع رداء الإجرام عنه بمساواته مع ضحاياه العزل .

 

من يدعو من العرب والمسلمين ( لوقف العنف) و( حماية المدنيين) يعطي ذرائع للعدوان والإرهاب والاحتلال القديم المتجدد، وكان عليه أن يحفظ ما بقي من حياء الفطرة السليمة بعد أن غاضت نخوة الرحم والدين وصوح نبت الكرامة في مرابع نظامنا العربي الرسمي..

 

فمن لم تنطو نفسه على عذاب ضمير يمنعه من التفرج على مذابح الفلسطينيين العزل، أو أقعده العجز المعنوي عن محاربة القاتل وردع الظالم، فلا أقل من أن يصف جرائمه بوصفها الحقيقي ويندد ببشاعتها ويمتنع عن إضفاء الشرعية على عدوانه، حتى يبقى ضمير الأجيال القادمة مستيقظا عارفاً بخريطة الصراع، واعياً بحدود وطنه، متحفزاً لاستئناف المعركة مستقبلا ضد المشروع العنصري في ظروف أفضل مما نحن عليه الآن في زمن التخاذل والهوان العربي الرسمي..

 

فهذه هي الخلفية الفكرية والحقوقية والأخلاقية المطلوبة في حدها الأدنى لمن لم يصل إلى شرف الذهاب نحو خندق المقاومة ومواجهة العدو سلاحا بسلاح وبارودا ببارود..

جل البيانات الرسمية للدول العربية والإسلامية الموصوفة تاريخيا بالمركزية قدمت رصيدا للعدو ستستخدمه آلته الاعلامية لتنظيف السكاكين التي يذبح بها أطفال ونساء فلسطين بعد تدمير منازلهم وقطع الكهرباء والماء والدواء عن أحيائهم المحاصرة منذ عقدين.

 

ومن واشنطن حتى لندن مرورا بباريس وروما وبون وقف معسكر العدوان الامبريالي الرجيم مع الارهاب والقتل الممارس ضد الفلسطينيين في حين لم نسمع في الأمم المتحدة ولا خارجها دعما رسميا للفلسطينيين وتعاطفا مع أشلائهم الممزقة بالاباتشي وأف 16 والميكارفا غير الصوت الهادر دوما من كاراكاس، صوت الضمير والإنسان والرجولة. ومن المحزن أن الشارع العربي غاب إلى حد الآن وانحسرت هباته السابقة بتأثير من النظام الرسمي وأدوات قهره وتطويعه لأجساد مواطنيه وإرهابهم الذهني والمعنوي…وتضليل وعيهم الجماعي.

 

وسنكون في موريتانيا اليوم فخورين بوثبة شعبنا التي انعقد عليها إجماع كل الطيف السياسي المعارض والرسمي لدعم إخوة لنا ( أعد لهم الذابحون المدى ) كما لم يفعلوا من قبل وهي فرصة على نخب المرحلة الحالية استثمارها في كل الساحات للعب دور فاعل في المنعطف التاريخي الذي أحدثته المقاومة الفلسطينية واستثمار لحظات الانتصار الذي أهدته إلى أمتها، لإيقاد شعلة التحرر من جديد وفق الضوابط والأسس الاستراتيجية المنبثقة تخطيطا وتنفيذا من صولة السابع من اكتوبر 2023.

كل التفاعلات:

١٠١٠