على مدار الساعة

السيول تعزل مدينة ودان وتوقف تنقل السكان منها أو إليها (فيديو)

21 يونيو, 2022 - 10:57

الأخبار (وادان) – عزلت السيول التي تدفقت صباح اليوم من المرتفعات الجبلية مدينة وادان التاريخية بشكل كامل، ومنعت سكان المدينة من مغادرتها، كما منعت من يوجدون خارجها من الوصول إليها.

وتجمع عدد من سكان المدينة على ضفتي البطحاء التي تتدفق فيها السيول بقوة، حيث انتظروا عدة ساعات أملا في تراجع منسوب المياه، لكنها واصلت الارتفاع، كما زادت قوة تدفقها في الوادي القريب.

 

عزلة مفاجئة

حالت السيول التي تدفقت منذ ليل الأحد بين الأم وأبنائها، والأخ وأخيه، فيما يتبادل الجميع المعلومات والأحوال عبر الهاتف في حال ساعدت الخدمة، أو بالحديث المباشر عبر رفع الصوت من جوانب البطحاء.

تتشابه قصص المنتظرين على ضفة البطحاء كثيرا، فهذه أم غادرت بيتها لأخذ بعض الأغراض من الحي على الضفة الأخرى ولم تستطع العودة إلى الآن، وهذا فتى ترك أسرته لزيارة خالته ثم طالت الإقامة، وذاك عامل يخشى أن يطرد من عمله، أو يستبدل بغيره.

فاطمة بنت بوصبع صادفناها تقف على الضفة الجنوبية للبطحاء، وعينها على الضحة الأخرى، لقد تركت أبناءها في اليوم الأول للأمطار، وتتسقط الآن أحوالهم وأحوال بقية العائلة.

وتقول فاطمة إنها تنتظر انحسار المياه أو تراجع قوة السيول لتعبر إلى منزلها في الضفة الأخرى، وهي لا تدري متى تحين هذه اللحظة، وليس بيدها سوى الانتظار.

وتضيف فاطمة أن المعلومات التي وصلتها من الضفة الأخرى تؤكد أن منزلهم تضرر جراء الأمطار، شأنه شأن جل منازل جيرانها، حيث سقط المطبخ، وكذا أحد جوانب سور المنزل.

فيما يقول الفتى المولود ولد عبد الله إنه زار خالته في الضفة الجنوبية من البطحاء في حي "كافي" ولم يتمكن من العودة إلى منزل الأسرة إلى الآن خوفا من الغرق، في ظل قوة تدفق السيول من المرتفعات في المدينة.

ويروي المولود اللحظات الأولى للسيول، حيث بدأ هو وبعض الشباب في مساعدة أسرة كانت بحاجة إلى تدخلهم، وذلك بإبعاد الأشخاص عن الخطر، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأمتعة.

ويطالب المولود السلطات بالتدخل لتقديم مساعدة للسكان الذين يعيشون في حالة عزلة عن الولاية، ومنع التجار من انتهاز الفرصة وزيادة الأسعار المرتفعة أصلا.

 

أضرار كبيرة

أما زايدة بلال – وهي مسيرة نزل في المدينة – فتؤكد أن الأضرار كبيرة جدا جراء الأمطار، وخصوصا في المدينة المعزولة، مردفة أن الضرر كان أكثر في الضعاف والمهمشين، كما تحدثت عن تضرر العديد من حدائق النخيل، وبعضها مشاريع نسوية صغيرة أقيمت لدعم نساء المدينة.

وأضافت بنت بلال في حديثها للأخبار أن العديد من سكان المدينة، فقدوا منازلهم الطينية، أو الأخبية التي كانت تؤويهم، وهو ما يتطلب من الحكومة تدخلا عاجلا لتوفير أماكن إيواء لهم، ومساعدتهم في إعادة بناء منازلهم.

وتضيف بنت بلال أن أكبر ما يتهدد مدينة وادان وسكانها هو العزلة، والتي تعرض حياة مرضاهم للخطر في حال احتاجوا الرفع الطبي إلى مدينة أخرى، كما تجعلهم عرضة للحصار والعزلة بشكل دائم نتيجة أي حادث عرضي، أو غيره.

وتطالب بنت بلال باسم سكان وادان بإقامة جسر على بطحاء المدينة، وفك العزلة عنها بشكل نهائي، مؤكدة أن أولوية السكان الآن هي إعادة بناء المنازل المتضررة لإيواء من فقدوا منازلهم.

فيما استغرب عدد من سكان المدينة العالقين على الضفة الجنوبية من تصريحات الإداريين حول الواقع في المدينة، ومحاولة تخفيف الأضرار التي خلفتها السيول، والتي ما زالت متواصلة. حسب تصريحاتهم.

وكان عمدة المدينة محمد محمود ولد اميه قد دعا السلطات العليا في البلد، وجميع الخيرين لدعم ساكنة المدينة المنكوبة لاستعادة عيشهم الكريم، كما طالب الرئيس محمد ولد الغزواني بإصدار الأوامر لذوي الاختصاص بإصلاح الطريق المؤدية للمدينة.

#الأخبار