على مدار الساعة

مختبر أمراض النخيل.. أداة موريتانيا لحماية وتكثير نخيلها (فيديو)

12 ديسمبر, 2021 - 23:45

الأخبار (وادان) "هذه المؤسسة العلمية، هدفها هو حماية وتكثير النخيل في موريتانيا كما وكيفا، وكذا تحسين إنتاجه"، هكذا يلخص الباحث في مختبر الأمراض والتقنيات الحيوية للنخيل محمد فال ولد محمد أحمد أهداف هذا المختبر الذي حول إلى مؤسسة مستقلة منذ فبراير 2019.

 

ولد محمد أحمد يتولى الإشراف على الجناح الذي يشارك به المختبر في المعرض المنظم ضمن فعاليات مهرجان "مدائن التراث" في وادان، ويقدم لزوار هذا المعرض معلومات عن المؤسسة، وعينات من الأعمال التي قامت بها منذ إنشائها.

 

وتقدر ثورة موريتانيا من النخيل بنحو 2.6 مليون نخلة، موزعة على أربعة مناطق، هي ولاية آدرار، وتضم نسبة 45% من هذا العدد، وتكانت، والعصابة، والحوضين.

 

زيادة كمية وكيفية
ويقول الباحث ولد محمد أحمد في حديث للأخبار إن من أبرز أهداف المختبر وضع نتائج البحوث العلمية في خدمة تنمية القطاع الواحاتي بصفة تطبيقية مبسطة من أجل رفع إنتاجية المزارع الواحاتي، وزيادة هذه الثروة كما وكيفا.

 

وأضاف ولد محمد أحمد أن للمختبر ثلاثة محاور عمل أساسية، هي زيادة المساحات المزروعة من خلال توفير الفسائل، ومكافحة الآفات التي تتهدد هذه الثروة، والتحسين الوراثي.

 

وأكد ولد محمد أحمد أن المختبر وصل في محور عمله الأول المرحلة الأساسية فيه، وهي الحصول على البراعم، لافتا إلى أن هذه الطريقة تتيح إنتاج مئات الآلاف من الفسائل من فسيلة واحدة، ومن نفس الصنف.

 

ووصف الباحث في المختبر المرحلة التي وصلها العمل في هذا المحور بأنها هي الأصعب، متوقعا أن تكون الفسائل جاهزة للزراعة في الحقول بحلول العام 2023.

 

تكريم دولي
وضمن الأعمال التي قام بها المختبر، قال ولد محمد أحمد إنهم نجحوا خلال العامين 2015 - 2016 في القضاء على الحشرة القشرية الحمراء بعد ظهورها في تكانت، وهي آفة خطيرة جدا، حيث إن التخلص منها يتطلب حرق النخلة وأحيانا حرق الحقل كله.

 

وأضاف أنه هذا النجاح كان محل تقدير من الشركاء الدوليين لموريتانيا، خصوصا منظمة الأغذية العالمية "الفاو" التي كرمت موريتانيا على هذا الإنجاز.

 

ولفت ولد محمد أحمد إلى أن الآفات التي يواجهها المختبر تنقسم إلى آفات وافدة، وأخرى مستوطنة، مردفا أن المختبر يقوم سنويا بحملات لمكافحة هذه الآفات، تستهدف نصف مليون نخلة أو حفرة.

 

وذكر ولد محمد أحمد بأن من بين هذه الآفات عنكبوت الغبار، مؤكدا أنه يؤثر بشكل سلبي جدا على الإنتاج، مردفا أن المختبر يقوم بمكافحته عبر نشر حشرات تتغذى عليه بشكل طبيعي.

 

وأكد ولد محمد أحمد أن المختبر يوزع أدوات على المزارعين لحماية العراجين من الطيور ومن كل الآفات سواء الوافدة أو المستوطنة.
 
 

مشروع تطويري
ولد محمد أحمد أكد أ، المختبر يولي أهمية خاصة للتطوير، والتحسين الوراثي للنخيل، حيث يمتلك بنكا لغبار الفحول، ويقوم بانتقائها بشكل علمي، مذكرا بأن الفحول تتفاوت في كم الإنتاج.

 

ونبه ولد محمد أحمد إلى ضرورة مراعاة التوافق بين غبار الفحل والنخلة، وكذا اختيار التوقيت المناسب لذلك.

 

وعبر ولد محمد أحمد عن طموحهم لرفع مستوى أداء المختبر من خلال التمكن من رفع تغطية الحملة السنوية للحماية من الآفات من نصف مليون إلى مليون نخلة أو أكثر.

 

وعن التحديات أو العقبات التي تعيق عمل المختبر، قال ولد محمد أحمد إن أبرزها هو بناء الثقة مع المزارعين، وجعلهم يتعاطون بانسيابية وإيجابية مع المختبر، مردفا أن القائمين على المختبر يعملون على ذلك من خلال إيجاد حقل نموذجي يتم إطلاع المزارعين ميدانيا من خلاله على الفروق التي يمكن أن يحدثها احترام القواعد العملية التي يعمل المختبر على نشرها.

 

ويضع المختبر ضمن أهدافه – وفقا لنشرية يوزعها القائمون عليه – تشخيص الحالة الصحية للنخيل، وانتقاء الفحول الجيدة، والمحافظة على التنوع الوراثي للنخيل، وتحسيس مزارعي النخيل بأهمية وضرورة تطبيق التقنيات الزراعية المتعارف عليها دوليا من أجل الحصول على مردودية أكبر.