على مدار الساعة

شهادة في حق شيخنا العلامة؛ محمد بن المختار فال

11 يونيو, 2021 - 16:06
بابَ عثمان

رحم الله شيخنا الجليل؛ فضيلة العلامة محمد بن محفوظ بن المختارفال وأسكنه أعالي الجنان مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا....

 

يرقد في هذا القبر العلم الغزير، والأخلاق الفاضلة، والزهد والكرم، والتواضع الجم، لقد ترك فقد هذا الشيخ  فراغا واسعا في ساحتنا العلمية عز ملؤه؛ فبرحيله فقدنا شيخا ذا قدم راسخة وشأو طويل وعريض في علوم الشريعة الإسلامية كلها؛ من علوم القرآن(المقرأ، والتجويد، والرواية والدراية، ومعرفة واسعة بتفاسير القرآن العظيم، ولديه عدة مؤلفات في هذا المجال)، ومن علوم الحديث(علم الرجال، والعلل، والجرح والتعديل، وسير الرجال، وأحوالهم، ودراسة الأسانيد والمتون، وهو محدث كبير)ومن علوم الفقه(من أصول وفروع، وقواعد كبرى، وقواعد المذاهب الأربعة، وعلم الفرائض، وأحكام المواريث) ومن علوم الآلة؛ اللغة العربية وفروعها المختلفة؛ من نحو وصرف، وبلاغة(علم المعاني، علم البيان، علم البديع)، وعلوم المنطق، وأشعار العرب، وتاريخهم، وأنسابهم، وأيامهم في الجاهلية والإسلام، فمن لطلاب هذه العلوم بعد الشيخ محمد بن محفوظ بن المختار فال، ومن للمسلمين المتلهفين لمن يعلمهم أمر دينهم، ويفتيهم على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته وسلف هذه الأمة الصالح؟؟؟!!!!..

 

لقد كان هذا الشيخ(صاحب هذا القبر)  مثالا للعالم المتبصر، المدرك للواقع، والملم بأحوال الناس والمطلع على الوقائع والمستجدات، فكانت فتاويه تنبض بالعلم الصافي، ومعرفة الواقع، وكان يكتشف مستفتِيه دون كبير عناء مستواه العلمي الكبير وحجم ورعه واتقائه للشبهات، وزهده فيما عند السلاطين، وأهل الحظوة والمال، ودورانه مع الحق، وماترجح لديه من أقوال أهل العلم المعضدة بالأدلة الشرعية.....

 

رحم الله صاحب هذا القبر وأجزل له الأجر والمثوبة في الآخرة، وملأ عليه قبره خضرا ونورا وجزاه عنا وعن الإسلام والمسلمين أحسن الجزاء.... اللهم لاتحرمنا أجره ولاتفتنا بعده.

 

نعزي فيه أنفسنا أولا، وطلبة العلم النافع في جميع أنحاء المعمورة، فقد فقدوا برحيله أحد أبرز علماء هذا البلد العاملين بعلمهم، الزاهدين في هذه الدنيا الفانية، ونعزي فيه دوحة العلم والشرف والكرم والفضل، والمآثر والسؤدد(آل المختار فال) الأجلاء؛ الأبناءالكرام : سيدي محمد، الشيخ، وإخوتهما، والإخوة الفضلاء؛ سيدي محمد، محمد الأمين، سيدي، أحمدُ، ابراهيم، وكل فرد من أفراد الأسرة الكريمة، وسكان قريتي بلنوار، والدوارة المحروستين، ونعزي أحباء الشيخ وأصدقاءه، وجيرانه، ومحبيه، وسائر أفراد هذا الشعب الكريم، فموت العلماء ثلمة في الدين.....
 لعمرك ما الرزية فقد مال   ولا شاة تموت ولا بعيـر
ولكن الرزية فقـد شهـم    يموت بموته خلق كثيـر

 

إنا لله وإنا إليه راجعون