على مدار الساعة

مداخلتي كابن لامبود خارج صالون الأطر الليلة

16 نوفمبر, 2020 - 01:10
حمزة جعفر

ستفتحون سيادة الرئيس العام الدراسي من مقاطعتي امبود وهي خطوة مثمنة لما تحمله من دلالة واعتراف بهشاشة التعليم في هذه المنطقة، التعليم في مقاطعة امبود سيء إلى أبعد ما يكون، فإذا استثنينا مدينة امبود فلا تكد تعد حملة شهادات جامعية عليا أكبر من الليصانص، وحتى الليصانص إن حملها خمسة أشخاص في البلدية الواحدة فهذا يعتبر تقدما كبيرا تتميز تلك البلدية به عن بقية بلديات المقاطعة، آدوابة كبيرة في المقاطعة ليس من بين أبنائها أي حامل لشهادة الباكلوريا وأحيانا كثيرة "ابريفه"، حتى "كنكور" يعجز بعض آدوابه أن يكون من أبنائهم حاملا له، هذه هي نتائج التعليم في امبود، أما نتائج النتائج فلا تقتصر على حرمان بلديات  من عديد القرى والسكان من أن ترى ابنا لها في وظيفة عمومية، في امبود آدوابه خاصة بتصدير السلّاخة، وأخرى تصدر الخبازة، وأخرى تصدر الغسالة، وأخرى بائعات الكسكس... ويمكن القول إن امبود عموما هو المصدر الأول وطنيا للبيّات.. هذه النتائج وما هو أبشع منها ليست إلا انعكاسات لوضعية تعليمية بدأت سيئة وتزداد سوء مع مطلع كل سنة دراسية، في امبود البنى التحتية التعليمية هشة بدءا بمفتشية التعليم بالمقاطعة التي حتى كتابة هذه السطور لا يتوفر بابها المتصدأ على قفل مرورا بالثانوية والإعداديات أما الإبتدائيات فتسميتها بالمدارس ظلم للمدرسة.

 

أقسام يزيد تلاميذها على الـ150 ومع ذلك لا تتوفر على كل وقت معلم، فالمعلم في امبود قسمة على قسمين في أفضل ظرفه وغالبا ثلاثة، وأحيانا ستة أقسام بشكل مؤقت، ففي السنة الماضية مثلا كانت مدرسة تارنكة إيديشف تضم 510 من التلاميذ موزعين عن ستة أقسام كان المدير وحده يتجول بينهم وظل هذا الوضع حتى يوم 16 ديسمبر حيث التحق به معلم عقدوي والتحق بهما الثالث فيما بعد واستقر الحال هكذا حتى انتهت السنة.

 

هنالك آدوابه يمكن أن تغلق مدارسهم بتحويل أو غياب معلم كما هو واقع أدباي إليوه بتكوبر، وبوعسلة بتارنكه فهاتين القريتين الكبيرتين يمكن القول إن الدولة تمارس الإجرام بحقهما في مجال التعليم بشكل فظيع.

 

افتراش الأرض عند تلاميذ امبود أمر طبيعي بل إن وجود طاولات أحيانا لدى القسم السادس أو الخامس في بعض المدارس الكبيرة يعد حلما يتمنى أي تلميذ في السنة الثالثة أن يصل إليه.

 

أنا هنا تكلمت عن المحظوظين فقط الذين نالوا موطأ قدم في هذه الوضعية، ففي امبود يحرم آلاف الأطفال في سن التمدرس من حق التعليم بسبب عدم وجود مدارس، عدم وجود أقسام في المدارس غير المكتملة، الأوراق المدنية، وصول القسم الحد الأقصى...، ففي أدباي بيلكة ببلدية أدباي أهل كلاي كان عدد الأطفال الذين هم في سن التمدرس وخارج الفصول في السنة الماضية 382 طفلا...

 

السيد الرئيس،

إن تغيير واقع كهذا يحتاج أولا للاعتراف به، وهو ما تجسده رمزية افتتاح العام الدراسي لكن أيضا من المعين استحضار سنة التعليم قبل خمس سنوات، لقد كان ذلك شعار كبير لكنه بلا مضمون.

 

كان بالإمكان أن يكون هناك إحصاء شامل لأطفال امبود ومدارسه وتوفير العدد الكافي من المعلمين بحيث لا نرى طفلا خارج الفصول ولا نرى فصلا يزيد على 50 تلميذا مع توفير بقية المتطلبات الأخرى.. يحتاج هذا لعدد كبير من المعلمين قبل كل شيء ويحتاجه الوطن ككل وليس امبود فحسب لكن مع تطبيقه في امبود هذه السنة سيكون لهذا الافتتاح معنى وسيبدأ الأمل بإصلاح التعليم يتسلل إلى نفوس المواطنين.