على مدار الساعة

للإصلاح كلمة توجيهية للمواقع والكتاب والمدونين

11 أبريل, 2020 - 14:35
بقلم الأستاذ / محمد بن البار

كلمة الإصلاح تحمد الله على أن أعطاها منطلقا في هذه الحياة تحاول الآن أن تنشره للعموم؛ لعل أن يكون فيه بإذن الله حظ لأعين ترى وآذان تسمع: ألا وهو حب الخير للجميع ونرجو من الله أن يكون مقرونا بالإيمان الصحيح والهدوء والسكينة الدائمين للكل.

 

وهذه المميزات الضرورية لسعادة حياة كل مسلم يتمنى أن يعيشها وإليها يطمئن قلبه؛ ويراها على غيره ـ إلا أن الشيطان المسلط أزليا على الإنسان كان قد أقسم أمام ربه أن لا يترك بين الإنسان وهذه المميزات بل يجلب على الإنسان بخيله ورجله ويشاركه في كل شيء يؤدي إلى شطحات من نزغاته حتى يخيل للإنسان فيها أنه يحسن صنعا؛ ويحول ذلك بينه وبين السعادة.

 

وقبل الاسترسال في سرد المعوقات التي تحول بين الإنسان وتلك السعادة بتلك المميزات أود أن أنبه مواطنينا إلى هذا الباب الواسع الذي فتح الآن ولله الحمد من حرية الكلمة وإيصال الرأي مع عدم الالتفات إلى أي متابع يخشى منه تحوير كلامه للإيقاع به أو تخويفه ممن لا تراه عينه؛ فالباب الآن مفتوح لكل مواطن مهما كان فكره أو لونه أو لغته أو شريحته بمعنى أنني الآن أتصور أننا نحن الموريتانيين كنا مختطفين أو محتلين احتلالا أهليا أو أكاد أقول شرعيا ليس من طرف عدو ولا دكتاتوري متسلط طاغية بمعنى الكلمة بل إننا اختطفنا من يوم 10 يوليو 1978 من طرف جيشنا المسلم الوطني المخلص.

 

وهذا يحتاج إلى التبيين والإيضاح لأن كلمة الاختطاف والاحتلال والإسلام والوطنية والإخلاص غير عادي عند السامع أن تكتب هذه الكلمات الخيرة وصفا للمعنى الأول.

 

وإيضاح ذلك يعنى أن انقلاب جيشنا الأول على الحكم المدني لم يكن استشرافا للحكم وليس عن سوء طوية؛ ولكن أملته ظروف لو لم يقع ذلك الانقلاب لا يعلم إلا الله ما ستكون عليه اليوم موريتانيا بعد هذه السنين الطوال.

 

وبعد ذلك الانقلاب الحتمي الذي تفضل الله على جماعة بالتفكير فيه للخروج من عنق الزجاجة التي دخلنا فيها لا عن سوء تقدير قيادتنا آنذاك ولا عدم صلاحيتها للتسيير المحكم العادل بروية ورزانة وحكمة إلى آخر ذلك من مواهب الله التي منّ الله بها على رأس تلك القيادة وأستطيع أن أقول مـنّ الله على أعضاء تلك القيادة كلها إلا أن موريتانيا آنذاك خضعت لقوله تعالى ﴿ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير﴾.

 

وبعد ذلك الانقلاب المنقذ وقع الشعب الموريتاني أسيرا عند أصدقاء لم يتعلموا قبل سقوطنا في أيديهم إلا منهج الدروس المسجلة تسجيلا حفريا في أفكارهم وهي الدروس التي لا تعني إلا من كان داخل الزي العسكري بمعنى الطاعة العمياء وهي: نفذ وأسأل بعد ذلك؛ والأوامر تصدر من الأعلى للأسفل ولا غير هذا الخط العملي إلا التفكير في الانقلاب فهو المخلص.

 

فدروس المدرسة العسكرية للأسلحة المختلفة في أطار هي المطبقة ولا مجال لأي درس من المدرسة الإدارية لتدار بها الدولة.

 

 

فكان من سوء حظ ذلك الانقلاب أنه وجد الساحة الموريتانية آنذاك كانت تغلي بدفعات حركات جاءت من كل جهة وبأيدلوجيات مختلفة ومتنوعة إلا أن الحكم الرشيد الذي كان يحكمنا تعامل مع تلك الحركات قبل الانقلاب بحكمة حتى أخضع غالبيتها للسير الموزون المنضبط.

 

وعندما جاء العسكريون لا يعرفون إلا تطبيق دروسهم العسكرية ظنوا أن في تلك الحركات ما يفيد الانتفاع منها للتسيير الإداري ولم يزالوا بهم حتى بثوا فيهم الأفكار الأيدلوجية كل حسب فكره وانقسم الجيش عليهم بأيدلوجياتهم العنصرية بمعناها الواسع؛ وأصبحت موريتانيا تكرر (راوح مكانك) بين عسكري وأيدلوجيات تعيش فكرا مبتورا عن كل تفكير في سياسة هادفة دائمة أو تطوير اقتصاد أو إدارة ثقافة وطنية جامعة حتى ضيعوا حتى الآن أجيالا متعددة من الشباب وأدخلوا الثقافة التابعة عادة للنصوص الدستورية في خلافاتهم حتى أضاعوها هي الأخرى إلى آخر ذلك من الاختطاف بين عسكر أصبح مرتبطا بأيدلوجيات تتجاذب في كل اتجاه ولا تفكر في التغيـير إلا بالانقلابات وبعد أن كنا تحت حكم عبدين صالحين من الجيش وهما: المرحوم المصطفى ولد محمد السالك و(هيدالة) أطال الله عمره وحفظه من كل سوء وانتهى حكمهما إلى عسكريين آخرين.

 

وبعد ذلك جاء دور التفكير في الانقلاب الذي نجى الله موريتانيا من فكره وآثاره المدمرة لو نجح لا سمح الله ذلك الانقلاب الذي لم يعامل فشله بحكمة بل العكس عومل بما نهى الله عنه في قوله تعالى ﴿ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾ فلولا فشله لكانت موريتانيا أثرا بعد عين ولكن يقول تعالى ﴿وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم﴾.

 

فقد انقلب ذلك الانقلاب إلى إرهاصات التفكير في الديمقراطية جبرا على القيادة التي جاءت فيما بعد بديمقراطية فوضوية عسكرية عرجاء.

 

فخطوطها العريضة هي أن جميع موارد الدولة مسخرة لشراء الأصوات بما فيها التعيينات السياسة في الإدارة والمؤسسات التي تدير الماليات الكبرى التي أصبح المطلوب منها هو أصوات المنتفعين من ذلك التعيين وأصبحت قاعدة (صوﯖـ فوﯖـ) هي السائدة حتى أوصلنا تـتبع هذا التسيير إلى الأمس القريب.

 

فالقيادتان العسكريتان الأخيرين قبل الموجود حالا لم يختلفا في هذا التسيير إلا أن الأول يريد النتيجة للبقاء فقط في المنصب نتيجة خطورة سوء تسيير فشل الانقلاب عليه أما القائد الثاني فالنتيجة يريدها له ومنه وفيه ومن حوله إلى آخر عملية صب الأنهار في المحيط.

 

فعلى القارئ الحاضر الموريتاني أن يفهم دون التفسير كيف توصلنا إلى هذه النتيجة أعلاه؛ وعندما أراد الله لموريتانيا بعد أن عاشت (كورة) الديمقراطية الفوضوية العسكرية أن تأخذ قسطا من الراحة بعد تجربتها لجميع ملاعب كرة القدم الديمقراطية الفوضوية جاءت هذه الانتخابات الخيرة التي أفرزت باختيار الله له هذا الحكم الذي يظهر أنه كان حكما مراقبا حاضرا لكل المباريات؛ وبما أن الله عندما أوجد نوع التدريب المقرر عند أهل الدنيا لم يوجد السلوك والتوفيق أو علي العموم لم يوجد لعطاء الله الذي لا يخطئ صاحبه ولا يمر بأي جهة كانت أي شرط.

 

فبدأنا بعد الانتخابات بذلك الخطاب الوليد ساعة كتابته غير منسوخ من أي أصل كان الموريتانيون يسمعونه في بداية أي حكم من قبل وجاء فيما قد ظهر حتى الآن أن الخطاب هو دستور الرجل الموجود في قلبه نتيجة للتربية إلى آخر ما قال - وأنا أقول إنه نتيجة لعطاء الله غير المفروض من أي جهة - فلو استمعنا بقلوبنا إلى قوله تعالى لرسولنا صلى الله عليه وسلم ﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾ ولقوله لنبيه سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ﴿هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب﴾ لأدركنا جيدا قوله تعالى في شان نفسه ﴿ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾ فلا معين لعطاءه إلا هو.

 

إذن فماذا علينا نحن إلا أن نساعد هذا الرئيس ليبدأ موريتانيا من 11 يوليو 1978 لا عنصرية من أي شكل كان ولا محاباة بأي وظيفة ولا خصوصية لأي نفس موريتانية إلا بما أتاها الله من نتيجة نقاوة الفكر والعمل والعلاقة مع الغير الخ.

 

ومن هنا أقف بعد الاضضجاع لأمد جميع أصابعي العشرة إلى عنوان هذا المقال وهو أن نتوجه جميعا إلى أصحاب المواقع والكتاب والمدونين لنناشدهم أن يسمحوا لهذا الشعب الطيب في هذا المكان الطيب أن يجني ثمار العمل الطيب من هذا الرجل الطيب ورئيس وزرائه الطيب وحكومته الطيبة إلى ما فقدناه ولمدة 43 سنة لأسباب سبق ذكرها لقيادة طيبة لا حركات أيدلوجية تغيـر طيبوبتها ولا عنصرية تكدر صفة تسييرها إلى آخره بل كل منا عليه أن يطلب الله أن يحيل بين قيادتنا وكل دولة أو أي شخص لا يرى من بين يديه ولا من خلفه إلا الدنيا ولنقول له ما قال الله عن أولئك ﴿فاعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم﴾.

 

فالخلاصة أننا الآن أخذنا منطلق طريق لاحب ومعالمه واضحة وأعظم موجه فوق معالمه أن يسير كل منا على اتجاهه الصحيح بتلك الكلمة في المواقع أو فوق الأوراق أو (فيس بوك أو تويتر) إلى آخر الإلكترونيات.

 

فهؤلاء العاملون الآن في حقل هذا العالم أكثرهم يعبث يمينا وشمالا وشرقا وغربا في لحظة واحدة ليتصادم الجميع وسلاحهم المفضل الإعلام الإلكتروني والإذاعات والتلفزيونات الحرة في إفساد كل شيء يراد للإصلاح.

 

فعندما انتهت صحافة (البشمركة) الورقية التي كانت تحمل معها مدحها أو ذمها للمسؤول في مكتبه للطمع أو التخويف أتى الله بمصائب أخرى وهي بشمركة المواقع والكتاب والمدونين والإذاعات والتلفزيونات الحرة.

 

أيها الإعلاميون أنتم تعرفون أن المثل يقول (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها) وتعطى الحرية ما تأباه المروءة؛ اتركوا هذا الرئيس الطيب الذي جلبت له سيرته الطيبة يسار المعارضة من أقوى الأحزاب في الوطن؛ واتركوا للوزراء عملهم بدون تقييم حقيقي أو كاذب؛ فهناك المفتشون الرسميون؛ واتركوا النواب فمدتهم محدودة وجميع العيون ترصد عملهم بمعنى أنكم اتركوا التعديلات الوزارية الوهمية واتركوا الهجوم المباشر وغيره واتركوا الخبر الكاذب والخبر الاحتيالي لفتح المواقع فأنتم تنشرون أخبار الدول احتيالا كأنها بديهة وطنية إلى آخره.

 

وبما أن من الشعر لحكمة: فمن تلك الحكمة ما قاله شاعر موريتاني عندما فهم الطيبون من قربائه أن خصمه قال له في قصيدة

 

(وإذ الكريم بسبه قد رامنا *** فحلومنا فلالة لذبابه)

 

ففهم أهل هذا الخصم أن صاحبهم ذم باللؤم فنبهوه عليها فقال لهم البيت يقول: وإذ الكريم بسبه قد رامنا فقالوا له: الكريم لا يسب فهو يعنى: وإذ اللئيم بسبه قد رامنا... الخ.

 

ولذا فكثير من هذه المواقع تنطلق من قلمه رصاصة شتم أو اهانة في نظره فيطن أنه عائد بصيد سمين برميته تلك؛ والواقع أنه ذهب إلى الشارع ونزع عنه ثوب مظنة الرجولة والعفة... الخ.

 

فإذا هو يحمل عيبا أرشده الله لستره بقوله تعالى: ﴿يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى﴾ فاختار هذا الإعلامي تأويل رفض أمر قوله تعالى ﴿يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما﴾.

 

فعلينا جميعا نحن الموريتانيين أن نحمد الله على هذه الفترة التي رجع فيها من كان منفيا ورفع الحظر عن كثير من المؤسسات الخيرية التي تتعلق بالضعفاء كانت قد أغفلت إلى آخر ذلك من الاتجاه الصحيح

فاتركوا كلمة: جماعة الرئيس أو مؤيدي الرئيس فالجميع موالاة ومعارضة بالفهم السابق شعب الرئيس ومؤيدون للرئيس حتى يثبت العكس لا قدر الله فالاصطلاح القديم ليس بلازب لقول المسلم.

 

فعلينا جميعا ما دمنا في الدنيا أن نشجع من يفعل الخير ومن يحب الخير ولا نتبع خطوات الشيطان فالله يقول: ﴿ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر﴾.

 

ولعلم المعنيين بالعنوان أن كثيرا من القراء لا يقرءون مواقعهم ويقولون فيها ما يقولون ومن امدحه الوصف بـ(ببشمركة المواقع).

 

فالجديون في القراءة يفتحون 5 آو 6 مواقع فمن قرأ المواقع الأخرى معناه أنه لا وزن له أو لا عمل له يشغله عن قراءة الفضول.

 

وأخيرا: ومن جهة بعيدة عن العنوان فإني أرجوا من السيد الرئيس إذ انتهت الصحة من فحص المتهمين من كورونا وكانت النتائج سلبية فليأمر وزير العدل بفحص سجناء السلفيين فمن وجد منهم نتيجته سلبية من الأفكار التي سجن عليها فسجنه بعد السلبية محل نظر أخروي لا يتجاوز إلا إذا كان قد جني على الغير فليقدم لصاحب الحق للعفو أو القصاص؛ وغير هذا ظلم والله يقول ﴿ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا﴾.