لا تسبوا عزيزا وحده

لا تسبوا عزيزا وحده.. بل سبوا زمرة المفسدين جميعا مصاصي وناهشي ثروات هذا البلد المساكين أهله .

 

عزيز الذي تخلى عنه رفاقه وتبرؤوا منه في أحلك الأوقات وهو "الذي أطعم وآمن" كما زعموا سابقا لحاجة في نفس يعقوب وأي حاجة؛ إنه الشقاق والنفاق، من انشق عنه ومن بقي ومن يحكم كلٌّ سارقون.

 

لكن الرئيس عزيز في عشر سنين قفز بموريتانيا كثيرا في شتى الأصعدة أمنا وسياسة، كان رجلَ مرحلة ومضت، لم يغير الدستور، وسلم السلطة لرئيس منتخب ولو لم تكن للرجل إلا هاتين النقطتين لشفعتا له رغم أنه كان يحكم زمام كل شيء وليس مرغما.

 

دعونا من مسألة الفساد، موريتانيا منذ استقلالها وإلى اليوم يتعاقب عليها اللصوص والمفسدون في كل القطاعات، لا أستثني أي قطاع، سواء كانت شركة أو إدارة أو وزارة، دأب سياسيوها إلا من رحم ربي وقليل ما هم على النهب والسرقة والخداع والنفاق، كلما جاء نظام جديد رأيتهم خلفه يتهافتون ويتنكرون كالحرباء في أثواب جديدة مخادعة، همهم في ذلك الاحتيال والنصب على ما بقي من ثروات هذا الشعب التي استنزفوها من قبل إن كان بقي منها شيء.

 

ساسة موريتانيا يأتون على الأخضر واليابس لا يتركون أي شيء مثل يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون، إنهم يا قوم مافيا الفساد في موريتانيا كلما دخلت أمة لعنت أختها ...

 

لا تحاسبوا الرجل وحده، وهل هو إلا من غزية؟ أم أنهم أتوا من كوكب آخر؟

 

للرجل محمد ولد عبد العزيز كثير من المواقف المشرفة، صنع العديد من الإنجازات، لست هنا في موقف المدافع عنه، كلا، فالرجل غارق في الفساد لكنه ترك بصمات خالدة وراءه، شيد المطارات، وقصور المؤتمرات، والمستشفيات، والطرق، والمنتزهات، وأسس وطور وعصرن الجامعات، فك العزلة عن الكثير من الضعفاء والمساكين، أنار المدن والقرى، قضى على عشوائية الصفيح التي كانت مستعصية، استضاف القمم والمؤتمرات وقد استعصت على من كان قبله، ترأست موريتانيا في عهده القمة العربية والإفريقية، كان العرب ينظرون إلينا نظرة ازدراء وأننا لسنا على المستوى الذي نستطيع أن ننظم القمم جعلهم أمام الأمر الواقع، وقف وقفة رجل، وقال: أنا لها، استضاف القمة تحت خيمة لكنها خيمة على تراب موريتانيا، نالت موريتانيا في فترة حكمه حظا لم تنله من قبل من الدبلوماسية على الصعيد الدولي، انتشل الرجل موريتانيا عام 2009 من مستنقع كانت قاب قوسين أو أدنى من الوقوع فيه، وأنتم تعرفون ذلك على الحدود المالية الشرقية لبلادنا الأمر الذي لم تنجح فيه العديد من الدول المجاورة ذات الإمكانيات الأقوى منا، قطع العلاقات مع الكيان، طور الإعلام السمعي البصري في البلد وأعطى الحريات لذلك .

 

وفي عام 2019 ترجل الرجل وترك السلطة طواعية لرفيق دربه الذي كان يشاركه ويتقاسم معه الكعكة من جميع جوانبها.

 

خرج الرجل عزيزا من الباب وترك وراءه بعضا من الإنجازات التي يجب ذكرها للرجل، مع كثير الفساد والنهب والسرقة والاحتيال المستشري في كل مرافق الدولة، ولن يتغير شيء، الداء ينخر جسد الدولة من الهرم إلى القاع .

 

فهل تكون هناك أمة ينهون عن السوء حتى لا يشملهم العقاب؟