على مدار الساعة

كامور المغاضبة إلى أين؟

15 يوليو, 2018 - 15:59
الب معلوم

المناظر الطبيعية الرائعة والتضاريس الجميلة ليست هي كل ما يميز كامور، فالأرض هنالك تحتضن جمالا من نوع آخر.

 

إنه جمال اللحمة والانسجام التام بين الساكنة، وتواضع الفاعلين على قيم وتقاليد تحكم اللعبة السياسية بعيدا عن المؤامرات والصراعات العبثية التي فتكت بجيرانهم ومحيطهم، ولا يعني هذا أن لونا سياسيا واحداً هو الذي صبغ الناس في كامور، بل لقد عرفت البلدية مع الانفتاح الديمقراطي تنوُّعا وحراكا غنيا، لكنه أسفر في نهاية المطاف عن وجود جماعة من الوجهاء والأعيان تشرف على إدارة اللعبة السياسية وتقف مع الأنظمة والحكومات في مقابل حضور لافت للإسلاميين ورثه فيما بعد حزب التجمع الوطني للإصلاح تواصل الذي ينشط بقوة ويعزز مكانته يوما بعد آخر.

 

وما يهمني الآن أن كامور التي طالما كانت استثناء لا نظير له، وصمدت في وجه عواصف سياسية هوجاء دكّت جارتاها كرو والغايرة، تشهد الآن تململا غير مسبوق، ومغاضبة ضد النظام على غرار أصقاع عدة في الوطن.

 

وقبل محاولة تلمس الوجهة التي قد تسلكها البلدية في الاستحقاقات المقبلة يجمل بنا التذكير بجملة من الخصائص ميزت السلوك السياسي لجماعة الأعيان والوجهاء في هذه البلدية ذات الموقع الاستراتيجي والمتنفس السياحي:

 

أولا: غياب التنافس على المناصب والمكاسب، والاتفاق على الوفاق بأي ثمن.

ثانيا: منع أطر المقاطعة من الدخول على خط اللعبة السياسية، وهو ما حصّن البلدية من حروبهم وتجاذباتهم المهلكة، وجعلها واحة استقرار عجيبة.

ثالثا: مع أن جماعة كامور كانت دائما في ركب أحزاب السلطة وتمضي في خيارات الأنظمة إلا أن شيئا من الحذر والحرص على التمايز عن أحزاب السلطة كان ملاحظا على نطاق ما، وخاصة في المناسبات العامة عندما يحرص وفدهم على تقديم نفسه باسم جماعة كامور فقط بعيدا عن مظلة حزب السلطة.

رابعا : أن الأعراف الاجتماعية والتقاليد السياسية أهم من المصالح المادية وتغلب على كل اعتبار.

 

ويظهر آخر نشاطين سياسيين دعت لهما السلطة مدى تعلق البلدية بخيارات النظام ودعمه، ففي الانتخابات التي جرت في 5 أغسطس 2017 للاستفتاء على التعديلات الدستورية وصل عدد المسجلين على اللائحة الانتخابية في البلدية 4819 ناخب موزعين على 10 مكاتب أهمها: البلدية، وباميره، وكيفة، وقد صوت لصالح التعديلات أكثر من 3000 آلاف ناخب.

 

أما حملة الانتساب التي قام بها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية فقد أسفرت عن انتساب حوالي 2200 من سكان البلدية، وهو رقم غير مفاجئ لمن يعرف أن كامور واحدة من أهم معاقل الولاء للسلطة، وطالما أرقت المعارضة.

 

تلكم إذا هي الملامح السياسية لبلدية كامور قبيل الإعلان عن خيارات مرشحي حزب السلطة في المقاطعة.

 

أما الآن فإن وضعا جديدا يلوح في أفق كامور، وقد تكون له تداعيات جديدة. وما يرشح من معلومات يصب في اتجاه واحد، وهو أن أهل كامور هذه المرة عاقدون العزم على الانتقام من النظام في الاستحقاق القادم، ومستعدون للتحالف مع الشيطان في سبيل إلحاق الهزيمة بحزبه.

 

إن هذه فرصة سانحة لحزب التجمع الوطني الإصلاح تواصل للفوز بعقد تحالف ظرفي معهم في هذا الموسم على الأقل، كما أنها فرصة لا تعوض لأهل كامور فلا يوجد حزب سياسي قادر على هزيمة مرشحي حزب الاتحاد غير التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل.