على مدار الساعة

الله أكبر.. اكتبوا هذا التاريخ بحروف من ذهب

24 يناير, 2024 - 00:40
أسامة ولد معلوم

أخبروني ماذا أقـول؟ وهل أنا في حلم أم في علـم؟ إن كنت في حلم فرجاء اتركوني أعيش هذا الحلم الممتع وهذا السيناريو المجون وإن كنت في علم فهل سمعـتم يوما بأن من جدَّ وجـد ومن زرع حصـد..؟!

 

كـرة القـدم كانت دائـمـا وما زالـت لا تعتــرف بالمستحيـل، ونحن أصلا لم نعشقها عبثا، وإنما لمثل هذه المفاجآت وهذه السيناريوهات المجنـونة، إنمـا حدث اليـوم هـو شيء سيذكره التاريخ، وسيسجله في سجلات كرة القدم، إن جمهور المرابطون سيحتفظ للمدرب (أمـيـر عبدو) بهذا الإنجاز التاريخي، أما اللاعب (يلالي دلاهي) فقد نقش اسمه في ذاكرتنا بحروف من زبرجد.

 

ولم لا، وقد أهدانا الأمل، ووهبنا السعادة، هل كنت ستصدق في السنوات الماضية عندما يتجرأ أحـدهـم ليحكي لك مثل هذه الخرافة؟ لقد أصبحت الخرافة واقعا، والنصر ممكن بل تحقق، موريتانيا تفوز على الجزائـر في أمم إفريقيا، وتتأهل إلى الدوري 16، صار بعد اليوم المستحيل ممكنا، وأصبح المرابطون فريقا قويا يتربع على عرش النصر.

 

قبل اليوم كان يعرفنا الأشقاء العرب ببلد المليون شاعر، لكنهم اليوم سيعرفون ببلد الفائزين على بطل إفريقيا بإذن الله، لقد كانت كلمات: "محمد عدنان الذي قال بأننا تأهلنا بشق الأنفس، وأنه من الصعب علينا الذهاب إلى دوري 16 موغلة في الابتزاز، أسمعوه أننا فزنا وتأهلنا على الجزائر، أخبروا المعلق محمد بركات أنني لم تنسني هذه الفرحة العظيمة كلمته وهو يقول كنوع من التقليل والانحياز للجزائريين بأننا نلعب على طريقة الطليان، أخبروه إن كان لا يعلم بأن إيطاليا أحد عمالقـة القارة العجـوز، ونحـن عاجلا إن شاء الله سنكتب التاريخ ونكون أحد كبار القـارة السمراء).

 

وفي الأخيـر، أريـد أن أشكـر كل من سالت منه قطرة عرق في سبيل الدفاع عن المنتخب، وكل من سعى جاهدا في سبيل إسعاد هذا الشعب الذي هو وبكل تأكيد يستحق هذه الفـرحة العظيـمة.

 

كما أبارك لكل مواطن موريتاني فوق أيِّ أرض وتحت أيِّ سماء بهذا الانتصار العـظـيـم الـذي هو وبلا شك شيء سيبقى خالدا في ذهن كل مواطن موريتاني، هو انتصـار بحد ذاتـه للكرة الموريتانية وللشعب الموريتاني بشكل عام.

 

حبذا لو وصلت رسالتي هذه لكل من يمثل هذا البلد العـظيم أحسـن تمثيل بأننا وراءه نسانده وندعـمـه في السراء والضـراء، فرؤيتي اليوم لذاك الشيخ الذي يفرح وكـأنـه في سنِّ 25، وذاك الشاب الـذي عاش هذ الواقع ولأول مرة، وذاك الطفل الذي ستتفتح مداركـه العقلية ويروى لـه أن منتخب بلاده كتب التاريخ في ليلة 23/01 /2024.

 

أسامة ولد معلوم