على مدار الساعة

للإصلاح كلمة تكتب عن مرور ثلاث جمعات على طوفان الأقصى المبارك

30 أكتوبر, 2023 - 15:29
الأستاذ محمدو بن البار

والآن، أبدأ المقال بما قاله الشاعر العربي في بيتيه:

 

جزى الله يوم الروع خيرا *** لأنه أرانا على علاته أم ثابت

أرانا مخبآت الخدور ولم نكن *** نراهن إلا عبر نعت النواعت

 

فكذلك نقول، جزى الله يوم السابع من أكتوبر خيرا حيث أجاب كثيرا من العرب والمسلمين عن سبب التكرار الدائم لهزائم جيوش ما يسمون أنفسهم بالعرب المسلمين في كل الحروب مع شرمذة قليلة لقطاء في الأرض.

 

لقد انهزموا في حرب 1948 و1967 وغيرهما من الحروب هزيمة شنيعة قتلت فيها الأرواح واحتلت فيها الأرض التي سحب فيها قادة العرب على أنوفهم صاغرين، مع أن عدد جيوشهم كثير، وهم عدة دول ومحاربهم دويلة واحدة صغيرة تعرف باليهود الذين مسخهم الله بسبب معصيتهم له قردة وخنازير وأسكن فيهم وصف الخيانة والجبن.. بما كانوا يصنعون.

 

ونتيجة لهذا اليوم المبارك السابع من أكتوبر فقد رأى العرب المسلمون بأم أعينهم الإجابة الواضحة عن سبب تلك الهزائم الواضحة الفاضحة بأنه عدم خوف القادة من الله كمسلمين والذلة والمهانة كعرب، فلقد قال ذلك اليوم المسلم الشجاع أن العرب كانوا ينتصفون بأوصاف الشجاعة والإباء والكرامة وحب الموت دونها والذود عن الحريم ولذا اختارهم الله لأداء آخر أوامره ونواهيه التي تصدر من السماء إلى الأرض الى يوم القيامة، وجعل في امتثال ذلك أكبر سبب للنصر عند ملاقاة العدو لما أعد ووعيده لمن قام بذلك من النصر في الدنيا والفوز بالجنة العليا.

 

ولقد ظهر للجميع أن من تمسك من العرب بالصفتين وصف العروبة أعلاه ووصف النصر باتباع أوامر الإسلام أن صاحبهما لا بد منتصر لا محالة {إن ينصركم الله فلا غالب لكم}، ولو كان العدد قليلا {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله}، {وإن يخذلكم..} - كما فعل لدول الطوق والجزيرة العربية - {فمن ذا الذي ينصركم من بعده} إلخ الآية.

 

ومن هنا بالذات رأى وسمع وفهم العرب والمسلمون سبب الهزائم المتكررة على أولئك المهزوم أوائلهم مع كثرتهم، وتبعهم في ذلك أبناؤهم فها هو العالم كله كافره ومؤمنه يقرأ في هؤلاء الأبناء المنكوسة وجوههم لا تتحرك خجلا موكدا إلا بالتصريحات الملوثة بكل نوع يدمي قلب أي بشر من الصمت المطبق إلا عما لا يرضي الله من إعانة اليهود على المؤمنين حقا.

 

ليكون مع ذلك الخور والجبن ورمي الأخلاق خارج العقل ليشكل ذلك محرقة للإنسان مع بقائه حيا ينظر الجميع إلى نار كل سيء تخرج من لسانه تاركة جسمه يعيش في ثلاجة الدنيا ينظر إليها الحي مع موته القلبي السريري في جسمه.

 

وقد رأينا في نفس الوقت ما تعجب منه هذا العالم وهو أن دول االطوق والجزيرة ترك لهما المولى قلبا ويدا يمنى يتصرفان دونهما لم يصبهما ما أصابهم من كل سوء لأنه فصلهما عن جسمهما المريض سريريا من جبن وكراهية الموت وأعراضا عن أي وصف يميز المسلم العربي من غيره واختصاصهم بحصر بأسهم في تخويف وقتل شعوبهم واستسلام مهين لعدو الجميع.

 

وهذا القلب واليد اليمني المفصولان عن جسمهما هما دولة قطر والكويت.

 

فهاتان الدولتان نجاهما الله من صيرورة ضرر محيطهما المتصفين بالجبن وعدم الشعور بالمهانة كمن يضرب نفسه ليهلكها ويظن أن الضرب واقع على غيره.

 

وبناء على ذلك، أبين للعالم أشد وأصدق الاعتذار عن شعوب دول الطوق والجزيرة.

 

فلا شك أن عروبة وإسلام كل فرد منهما يحترقان الآن في قلب كل فرد منهم، فهم يجودون بأرواحهم في سبيل الله الشامل للعزة والكرامة، ولكن الله قضى في أزله أن صفة فرعون كما قال الله عنه {إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين}، هي صفة تنطبق على كل من حكم تلك البلاد، وقد ذكر الله سبب ذلك أنه {استخف قومه فأطاعوه}.

 

ولذا، فجميع العالم الآن قد ترك قادته لشعبه هامشا من الحرية يكثر ويقل حسب طغيان الحاكم إلا شعوب دول الطوق والجزيرة، فهم يعيشون خارج كل هامش للحرية في أي شيء ولكن في نفس الوقت إذا أراد الله لهذه الدول خيرا جعل الله حاكمها يحب الخير، ومسلما يخاف الله كما وقع عدة مرات.

 

فتعود للكنانة إشادة الرسول صلى الله عليه وسلم بإيمان سكانها وتذكرهم بأوامره صلى الله عليه وسلم بإخراج الكفار من جزيرة العرب.

 

والآن، نعود إلى شرح ما قاله لنا اليوم الأغر السابع من أكتوبر، ويتلخص فيما يلي:

أولا: النصر أو الشهادة خصلتان خصهما الله بمن يخافه، وكانا من نصيب حماس وشكلها من المجاهدين أعانهم الله وسدد ضرباتهم لعدونا جميعا.

 

ثانيا: من لا يخاف الله يذهب بمضمون قوله تعالى: {أولئك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم}.

 

ثالثا: موقف قادة دول الطوق والجزيرة لا يمثل شعوبهم، لأن الشعب يعرف تلطخ أيديهم بقتلهم وإهانتهم لمن يأمرون بالقسط من الناس، وذلك وصف الله به اليهود، فلا يصح أن يقبل وصف قتال وصفه ولا سيما إذا كان أصحاب الوصف القياسي يزعم أن الموصوف المباشر يقاتل عدوهما المشترك.

 

وعندئذ لا بد أن نقول للطرفين ما قاله الفرزدق لما تجاهل أحد أمراء بنى أمية أحد أبناء آل الرسول صلى الله علبه وسلم: "فشركما لخيركما الفداء".

 

ونكرر قوله تعالى: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين}.