على مدار الساعة

لعصابه: الإعلام الجهوي... مخاض النشأة وتحدي الصمود!

30 أغسطس, 2023 - 19:54
محمد ولد زروق - المدير الناشر لموقع كنكوصه اليوم

بدأت بواكير العمل الإعلامي الجهوي بولاية لعصابه مع بداية العقد الأول من هذا القرن (الـ21) و كانت في ذلك سباقة على مستوى الولايات الداخلية، من خلال منتديات لعصابه اينفو والتي كان يديرها نخبة من أبناء مقاطعة كيفه المغتربين – أساسا - حيث تمكنت على مدى سنوات من مواكبة الشأن المحلي إبرازا للمقدرات وتسليطا للضوء على أهم مشاكل السكان.

 

ومع تقدم التجربة الموريتانية في استخدام الشبكة العنكبوتية، ظهرت أساليب مبتكرة في الإعلام المحلي من خلال المدونات المجانية والتي اتخذت شكل مواقع إخبارية من خلال معالجة الأحداث وإعداد الملفات والتقارير الاستقصائية بحرفية (مدونتا كنكوصه اليوم وكنكوصه اينفو ومدونة لعصابه اليوم)، ثم وفي تطور لافت جاء الإعلان 2009 عن ميلاد وكالة كيفه للأنباء التي شكلت رافعة للتجربة الإعلامية المحلية سواء من حيث المؤسسية أو من حيث الحرفية والحضور.

 

وشهدت السنوات الأولى من العقد الثاني الإعلان عن ظهور موقعي كنكوصه اليوم والوسط الإخباري ليتعزز الحضور الإعلامي الجهوي ميدانيا ومؤسسيا، فيما شهد النصف الثاني من نفس العقد وبداية سنوات العشرينيات ظهور عدة مواقع ووكالات من أبرزها :

- وكالة لعصابه الإخبارية

- وكالة وطني

- وكالة كيفه ميديا

- وكالة كيفه أون لاين

- صحيفة كيفه للأنباء

- الوطني للأنباء الموريتانية

- وكالة لمسيله ميديا

- كيفه انيوز .....

 

إضافة إلى عدد من المنصات النشطة على الفيسبوك، وذلك في تعددية تلعب دون شك دورا هاما في الإحاطة بالأحداث وكشف جوانب معاناة السكان وإخراج الصورة الناصعة عن مقدرات الولاية في مختلف المجالات...

 

الواقع المر ...

رغم انقضاء حوالي عقدين من الزمن، على بداية تجربة إعلامي محلي واجه القائمون عليه جملة عراقيل وتحديات من أبرزها :

التصنيف: إذ لا ينجو أي فاعل في مجال الصحافة المحلية بلعصابه، من سعير التصنيف (فكريا أو قبليا أو سياسيا)، رغم الجهود الكبيرة في سبيل إثبات المصداقية والمهنية وهي جهود مشهودة واضحة للمنصفين وأنتجت قناعة لدى السلطة والفاعلين بتأثير الإعلام المحلي وانحيازه للمواطن – في كثير من تجليات أداءه  –

 

غياب السند: ظلت كل التجارب الإعلامية المحلية في لعصابه – إلى الآن – تفتقر للسند الحقيقي المحايد الدائم سواء من أبناء الولاية في مراكز النفوذ في الدولة أو من رجال الأعمال والمتدخلين من خلال توفير اشتراكات مالية تضمن الحد الأدنى من إمكانية البقاء في مسار العطاء الطويل والمرهق.

 

غياب التكوين: كما تعاني مؤسسات الإعلام المحلي في لعصابه من نقص التكوين بما يؤهل كوادرها التحريرية للقيام بعملهم بمهنية وإحكام، وإن كانت فرص أتيحت مؤخرا من طرف "الهابا" لبعض المؤسسات استفاد منها أقلية من هذه الطواقم.

 

تحدي الصمود ..

تعتمد أغلب مؤسسات الصحافة الجهوية في لعصابه على عائدات التغطيات الصحفية – على قلتها وضعف تعويض المعوض منها – ومخصصات صندوق دعم الصحافة (السنوية)، وهو ما يجعل قدرتها على الصمود والاستمرار في أداء مهامها وقوفا مع المواطن – دون عداء أو مناهضة للإدارة – وإبرازا لمقدرات الولاية التنموية (سياحية زراعية ورعوية) ولعبا لدورها رافعة تنموية حقيقية، غير واردة.