اكناته النقرة: مسيرة مفكر بين الإمامة والسياسة   

تتداخل في شخصية القيادي في حزب تواصل ومرشحه لبلدية دار النعيم في العاصمة الأستاذ اكناته ولد النقرة أبعاد متعددة يغلب كل منها بحسب الساحة التي يبزر فيها، حتى إن بعض من يعرفه بصفة من هذه الصفات قد يتفاجأ حين يطلع على تميزه في مجال مقابل لها.

 

ولد النقرة المولود سنة 1971 في مقطع لحجار وسط البلاد، انتمى في ريعان شبابه للتيار الإسلامي وظل طوال مسيرته داخل هذا التيار شخصية قيادية في ميادين متعددة شملت الفكر والدعوة والسياسة، مع أن هذه المجالات تتباين في الظاهر ويصعب بروز شخصية تتميز فيها جميعا.

 

جسر ولد النقرة المسافة بين الطابع النظري المثالي للفكر وبين الطابع العملي الواقعي للسياسة، بآراء فكرية ملتصقة بهموم الواقع ومواقف سياسية منطلقة من مقولات الفلسفة السياسية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك مقالاته ومواقفه من إشكالية الهوية في الدولة الوطنية الحديثة.

 

كما جسر ولد النقرة المسافة بين مرجعية الإمام والمربي، وبين تنافس الحزبي، ففصل بين موقعه إماما في المسجد ومدرسا في المدرسة وبين موقعه مرشحا حزبيا فحيد المسجد والفصل عن التنافس السياسي الانتخابي، وحتى حين وصل لمنصب العمدة بين سنتي 2013 - 2018 فقد فصل بين موقعه كعمدة لجميع الساكنة وبين موقعه كقيادي في حزب معين، وهو أمر يشهد به السكان وتشهد به الإدارة التي كان تعامله معها مهنيا لأبعد الحدود رغم توتر العلاقة بين المعارضة التي ينتمي إليها والنظام المسيطر على الإدارة.

 

ولد النقرة حاصل على باكلوريا العلوم الطبيعية ومتريز في الاقتصاد شعبة التخطيط، ثم ماستر في العلوم الإدارية، لكن المطلع على كتاباته الفكرية يظن أنه أدبي التكوين فلسفي المنزع، أو أنه على الأقل متخصص في العلوم السياسية.

 

وقد أثبتت تجربة الأستاذ اكناته في البلدية كفاءته وأمانته، وهو أمر شهدت به الجهات الوصية على البلدية في تقاريرها الإدارية والرقابية، كما أثبتت تجربته في الحزب قياديته العالية، وظل اسمه من بين الأسماء المطروحة لرئاسة الحزب في مؤتمراته الماضية.

 

لم يشغل العمل السياسي في الحزب والعمل التنفيذي في البلدية الأستاذ اكناته عن مواصلة الكتابة والبحث فقد أصدر كتابا عن "الطوارق: من الهوية إلى القضية" وقد لاقى هذا الإصدار قبولا واسعا في الإقليم وخارجه لأنه عالج هذه القضية بحصافة المفكر وموضوعية المؤرخ، حتى أصبح الكتاب الذي صدر سنة 2013 من أهم الكتب التي ألفت حول هذه القضية، ولديه عملان آخران قيد الإصدار هما:

1. السياسة الاقتصادية الإسلامية: الأهداف والوسائل

2. آليات تطوير الميزة التنافسية في مؤسسات الأعمال

 

كما لم ينشغل ولد النقرة بالسياسة عن الإمامة فبقي إماما لواحد من أهم مساجد المقاطعة كما ظل طيلة مأموريته في بلدية دار النعيم يقدم الدرس لتلامذته في إحدى ثانويات المقاطعة، كما كان طيلة 27 سنة هي عمره الوظيفي في التعليم، وكان لشخصية المثقف الإمام - استحداث جائزة سنوية بعنوان: جائزة التميز الثقافي يرأس لجنة تحكيمها الدكتور محمد الحافظ ولد أگاه.

- مجلس استشاري للأئمة يتدارس الشؤون المتعلقة بهم على مستوى المقاطعة فيما يتعلق بالدعم البلدي

- تشكيل مجلس أعلى للشباب،

-  رصد كأس سنوية للفريق الرياضي الفائز بعنوان كأس العمدة

- وقف صالة كبيرة على أنشطة المجتمع المدني ومنظمات (مجانا دون تأجير لاحتضان فعالياته حتى من خارج المقاطعة).

  

ومن المؤكد أن سكان دار النعيم اليوم لن يجدوا صعوبة في قبول ترشح اكناته لبلديتهم فقد عرفوه في ساحاتها الدعوية والتعليمية والسياسية والخدمية فكان في كل ساحة فارسها الأبرز ورجلها الأول.