على مدار الساعة

الأخطاء الأربعة الكبرى للحركة الإسلامية باب أحمد محمد القصري

15 أغسطس, 2019 - 15:38
باب أحمد محمد القصري

ساءني كثيرا (في ذكرى رابعة) ضعف اعتبارنا بالواقعة واستفادتنا من دروسها، إذ لم نتجاوز ذرف الدموع والتغني بالتضحيات، وكأن الحادث مسجل ضد مجهول!.. صحيح أن #رابعة قضاء وقدر، وأنه أحد أخاديد العمل الإسلامي المعاصر، لكن ذلك لا يعفي أهل الرأي من دراسة الموقف والاستفادة الواعية من دروسه.

يضيع الحق غالبا بين الغالي فيه والجافي عنه، وهو ما حصل في حالتنا: انشغل فئام من الناس في التغني بالجماهير ونسج البطولات، وتلميع القادة القابعين خلق القضبان، بينما استخف فرعون بآخرين فأطاعوه، ولم يروا إلا ما يرى.

ورابعة – في تقديري - جزء من مسار ارتكبت فيه الحركة الاسلامية مجموعة أخطاء كبرى، هي الأخطاء نفسها التي عصفت بكل التجارب الإسلامية سلما وحربا، وأهمها أربعة:

1. ضعف قراءة الواقع (وتحليل البيئة داخليا وخارجيا: نقاط القوة – الفرص / نقاط الضعف – المهددات): لذا لم يكن تقدير الإمكانات والتحديات واقعيا، وتم اتخاذ جملة قرارات دون القدرة على المفاضلة بين البدائل، خاصة على المدى الاستراتيجي.

2. حالة التيارية: يواجه الإسلاميون التحديات - في كل البلاد - بعقلية ونفَس التيار (بما يستتبعه ذلك من انطواء وتخندق)، وهو ما سبب حالة من العجز عن استيعاب بقية الصف الإسلامي، ناهيك عن وجود مشروع جامع يمكنه استيعاب الأمة، وفي حالة مصر بالذات لمع نجم عقول وكفاءات إسلامية كانت فوق التيارية، ومع ذلك لم تتم الاستفادة الواعية من رؤاها التي اتضح لاحقا عمقها وأصالتها، وأذكر على سبيل المثال قادة التيار الإسلامي العام / وحازم صلاح أبو إسماعيل.

3. مداهنة الخصوم / أو الجبن في مواجهتهم: الانكفاء التياري عن الإخوة في الصف الإسلامي يقابله في الغالب صمت مريب وسذاجة في التعاطي مع الخصوم من اليمين إلى اليسار، وفي حالة مصر كانت خطة الانقلاب وتأليب الرأي العام تتم جهارا دون أن تواجه، وكلما صعَّد الخصوم رفعت لهم لافتة ساذجة: "سلميتنا أقوى من الرصاص"، وكان "إعلاميو التهريج" يمارسون البلطجة دون أن يوقف أي منهم، وهذه الظاهرة "الطِّيبة" أضحت منهجا يسري في أوصال العمل الإسلامي.. وقد قال جل من قائل: "ودوا لو تدهن فيدهنون".

4. يدفع الإسلاميون كل مرة ثمن تقصيرهم في استغلال الفرص المتاحة، والعمل ضمن مشروعات شاملة تحقق نفاذا إلى قاعدة المجتمع، في شتى مجالات التعليم وخدمة المجتمع.. لقد كان الرهان على الجماهير خاسرا، وهي إحدى مواطن سوء تقديرنا، حيث كانت الدعاية الساذجة كافية لتوجيه المسار.. إن العمل الشامل الممتد في قاعدة المجتمع يعتبر خط الدفاع الأول عن المكاسب، وليس من الحكمة ولا من عمق الفهم ما نراه من "تخفف" لدى بعض الاتجاهات، التي بدأت تنادي بالفصل بين السياسي والدعوي.

 

آثرت تدوين هذه "العوائق الكبرى" على عجل في انتظار تعميق الكتابة حولها بإذن الله.