على مدار الساعة

للإصلاح كلمة تناقش رئاسة الرئيس للشعب الموريتاني وما يطلبه الشعب من الرئيس (ح: 4)

6 مارس, 2018 - 01:24
بقلم الأستاذ / محمدو بن البار

قد تقدم في الحلقات الماضية أن هذه الحلقات بمثابة تنبيه للرئيس أنه برئاسته لموريتانيا لم يعتقد أو لم يعمل إلا على أساس أنه رئيس لوزارة المالية وحدها، وأَضاف لها فيما بعد وزارة الدفاع أو الأمن الخارجي، أما الأمن الداخلي ووزارة الصحة ووزارات التموين والسياسة: كل هذه المواضيع لم يترأس فيها الشعب الموريتاني وهي ألصق شيء بحياته ولا سيما الفقراء منهم، وها هو قريب وقت مغادرته للرئاسة وإن كنا نتيقن أن الثلثين من الرئاسة سيبقيان تحت مراقبته عن قرب، ولذا كتبنا في الحلقات الماضية نتيجة تدارك رئاسته لباقي الشعب الموريتاني، وتقدمت مناقشة قضية الأمن الداخلي ووزارة الصحة والآن أًصل إلي وزارات التموين والسياسة، وهنا أعني بوزارة التموين كل وزارة تصدر منها مادة يحتاج لها الفقراء يوميا مثل وزارة البيطرة بلحمها ووزارة التجارة وموادها الغذائية ووزارة الصيد وسمكها، ووزارة الطاقة ووصايتها على الغاز والكهرباء والبنزين، ووزارة المياه وعلاقتها مع المواطنين.

 

السيد الرئيس،

إن جميع هذه الوزارات هي التي تتعلق بها حياة الشعب يوميا، ومن المعلوم أن الشعب تقال أساسا للسواد الأعظم من السكان، ويتمثل في الفقراء أساسا ولا سيما في موريتانيا لأن شعبها مستهلك وليس منتجا، وأساس استهلاكه يطلبه من جهة السلطات وما تدره عليه سواء من نفع عام أو خاص، وانتم السيد الرئيس: عند أخذكم للحكم ضربتم تماما علي وتيرة هي التي فتحت شهية كثير من الشعب إلى رئاستكم حيث أعلنتم في ذلك الاتجاه أنكم سوف تكونون رئيس الفقراء ولم تفهم هذه الرئاسة طبعا إلا أنك سوف تضخ المال داخل بيوت الفقراء، كما أنكم عينتم أين يوجد المال وأنه في خيرات هذه الأرض، وكان لصوص موريتانيا رجال الأعمال الفاسدين ورجال السياسة الفاسدين آنذاك أيام وصولكم للرئاسة، وهم كثيرون وكثيرون جدا موضوع لهم الحبل على الغارب، طلبا للولاء الفوضوي في الديمقراطية الفوضوية، وكانوا يحتوون على الأخضر واليابس، وأعلنتم أنكم ستبنون السجون وتملئونها منهم، وتسحبون ما عندهم من المال العام وتضيفون إلى ذلك ما تدره بلادنا من الخيرات كل سنة، وكان الشعب يظن أن هذا سيعود عليه بالرخاء، وفعلا عينتم المفتشين ووقفتم وراء ذلك بحزم وعزم وقفة الجندي المنفذ لأوامر رئيسه، ولكن في قضية المفسدين أكلة المال العام فقط، وأرجعتم الكثير من هذا النوع وصرفتم منه الكثير والكثير في البني التحتية للدولة وأنشأتم كثيرا من المنشآت الجديدة الضرورية للدولة، ولكن سمعت إيعازا عسكريا وامتثلته بطاعة فائقة وهو: "هنا قف"، فالصحة من ناحية الدواء تقدم تقصيركم عن إزالة الضرر فيها والأمن الداخلي تركتموه على عاتق الدرك وحده، بدون معرفتهم للأمن الحضري وقد تقدم إيضاح ذلك، أما التعليم ووزارات التموين المذكورين أعلاه فإن من يصدُقُكُم - لا من يصَدّقُكم في كل شيء – يقول لكم إن مردوديتهم في زمنكم أخذت تنزل من الدروج إلى أسفل لا إلى أعلى، فلم يبق من التعليم إلا أن السنة تفتح عند تاريخها وتقفل كذلك، والروتين أن الأساتذة والمعلمين يسجلون أسماءهم عند أول حضور وأكثرهم بعد ذلك يتفرغ لأعماله الخاصة وأكثرها المدارس الحرة، فالتفتيش قليل والنجاح قليل، وهنا أطرح على سيادتكم هذا السؤال، كم جرّد من مدير من التعليم نظرا لقلة نشاطه التعليمي؟ (لا أحد)!، ثم إن التعليم يجب أن يتوحد نظامه أو يتقارب في الدولة، فالمواطنون المقتدرون ذهبوا إلى التعليم الحر، من غير أن يقيد ثمن محدد للتعليم وللعلاج والفحوص، وأصبح كل ذلك كارثة على الفقراء، وأنتم السيد الرئيس عينكم لا تنظر إلا على الفساد المالي.

 

ومن هنا أًصل إلى وزارات التموين أعلاه ومردوديتهم على الفقراء: السيد الرئيس فقراء البلد تقال لمن لا يدخل عليه في بيته إلا ما على الدولة أن تدخله عليه، لا يستطيع العمل بيده، وليس له قريب ينفعه إلى آخره، فإذا زيدت الرواتب فلا ينتفع منها ولا ينتفع من مساعدة التأمين الصحي (اكنام) لأنه ليس عاملا في أي قطاع ومعني ذلك أنه لا ينتفع إلا من خفض الأسعار ولا سيما خفض أسعار السلع الضرورية للحياة اليومية، هذه الكلمة قطعا لم تحضرها في أي جارحة من جوارحكم من يوم رئاستكم ونرجو أن لا تذهب حتى تجعلها هي شعارك ظاهرا وباطنا.

السيد الرئيس،

لا شك أنك حاولت بإنشائك لحوانيت الأمل ولمؤسسة التضامن إلي آخره أن تفصل بذلك انتفاع الفقراء عن الأغنياء ولكن مستشاريك في الموضوع أغبياء، فأنتم إذا رميتم ملايين الأوقية في الشوارع وقلت للفقراء هذا مشاع بينكم سوف يذهب إليه الأقوياء القريبين من موضعه فقط، وإذا بقي فقير واحد سواء كان لونه أسود أو أبيض أو أشقر لم ينتفع وما أكثر من لم ينتفع فكم بقي من فقير موريتاني مات جوعا، فحوانيت الأمل لم ينتفع منها إلا قليلا يستطيع أن ينتفع بوسائل أخرى ليست عند الفقراء الآخرين، وكان أولى من هذا وأعم أن تميز المواد الضرورية السائلة، مثل جميع الألبان ولا سيما (كلوريا مثلا) وحليب الأطفال والألبان المجففة إلى آخره، ومن ناحية المواد الغذائية تفتح أسواق المدينة للحوم والدجاج والسمك وتخفض أسعار جميع هذه المواد بدعمها وتجعل أثمانها على المواد الكمالية كالسيارات والآلات الإلكترونية ووسائل الترفيه والسلع الغالية من لباس ونعل، إلخ، فأسعار المأكولات إذا انخفضت وانتفع الأغنياء من ذلك فسوف ينتفع الفقير تلقائيا، لأن الغني سوف يشتري منها وينفق منها كثيرا بعد ما أصبحت طعاما.

 

السيد الرئيس،

لقد كان انخفاض أسعار المحروقات في السنوات الماضية وما زال نسبيا فرصة ذهبية لتخفيض الأسعار من خلال دعم المواد أعلاه، فإن أكبر خطإ فعلتموه السيد الرئيس هو إصراركم على عدم تخفيض سعر البنزين وظننتم بأن تخفيضه ينتفع به الأغنياء المستعملين له، وفائض ثمنه تنتفع به الميزانية العامة، ولكن الواقع أنه أًصاب إصابة مباشرة أكثر الفقراء في موريتانيا وهو أن الفقير في العاصمة كان يركب بمائة أوقية واحدة من الترحيل إلى سوق العاصمة والآن لا يصل إلا بثلاثمائة أوقية على الأقل، فمن أين له ثمن التنقل لطلب رزقه، السيد الرئيس إن الكارثة العظمي التي يراها الشعب ولا يتكلم هي وجود عاصمة موريتانيا على ساحل هذا البحر الذي ملأه الله من اللحم الطري وأباحه لنا وجعله غذاء صحيا لا داء فيه، ومع ذلك تركتم جميع الدول – من الصين أبعد نقطة إلي السنغال أٌقرب نقطة مرورا بأوربا وغيرها – تركتموهم يجلبونه لمعيشة شعوبهم، والحكومة هنا كأنها لا تشعر بذلك أو أن شعبها لا يستعمله، فلماذا لا تفتح وزارة البيطرة ووزارة الصيد أسواقا لهذه المواد الضرورية داخل كل مدينة وتكون بجانب حوانيت أمل، وتبيع اللحوم بأخفض سعر كما هو الحال في كل دولة فجر فيه المولي عز وجل خيرات فإنها تخفضها جدا لشعبها مثل البنزين في الجزائر وغيرها إلا في موريتانيا فإن كيلوغرام لحم السمك يكون تارة أغلى من اللحوم الحمراء، وتلك ثمنها يزداد ويزداد بدون التفات من الحكومة إلى الفقراء في هذا الصدد، ومن مظاهر عدم التفات الحكومة على كل مواد الاستهلاك من طرف الشعب هو أن شركة سوملك والمياه، ووزاراتهما الوصية عليهما لا لوصية لهما فعلية، وأكثر ما يتعلق به الشعب هو خدماتهما وهو أهون شيء يتلاعب به الموظفون وهو تسييرهما المادي، ومع ذلك كل يوم تقوم معركة بين المواطنين والموظفين في مراكزهم وكأن الشعب والمؤسستين ليسا في دولة تحكمها قوانين، ومعلوم أن الراعي المباشر في كل الدول لمشاكل الشعب في الفصل بينه في هذه القضايا هو الحاكم أو الوالي، ومعهم القوة العمومية الخاصة والمختصة إذا فعلت مهنتها، وهي وضع جميع أعمال المراكز في الكهرباء والمياه تحت رقابتها لإيصال الحقيقة إلى الإدارة الإقليمية، ولكنكم السيد الرئيس أنتم من جعلتم هذه الإدارة الإقليمية – التي هي أًصلا ساعد الحكومة الأيمن وهي وحدها المحددة للسلطة التنفيذية في الدولة – جعلتموها قريبا من حبر على ورق بمعنى رجالا على كراسي نزع الله الرعب من قلوب المواطنين في شانهم ونزعوا – هم – أنفسهم من المسؤولية، فأشهد أمام الله أني أتيت حاكما، وقلت الحي الفلاني من العاصمة وهو تابع له، جاءه جرار من الشركة الوطنية لصيانة الطرق "أنير" وقطع جميع أنابيب مياهه وأسلاك كهربائه الأرضية، والمواطنون يتصايحون عطشا، فأجابني بأن الشركات لديها مدراء وعلى المواطنين أن يشكوا لهم، وحاكما آخر حضرت خصومة في قطعة أرضية فأجاب: اذهبوا إلى الوكالة الحضرية فنحن حرام علينا الكلام في الأرض، بمعنى أن على صاحب الشكوى أن يكون شاكيا من السماء!.

 

السيد الرئيس،

ملخص عدم رئاستكم في جميع البنى التحتية للشعب هو حذفكم للجهاز التنفيذي من الخدمة للشعب وأعطيتموها لاجتهاد بعض القوة العمومية التي لا يعنيها أصلا إلا التنفيذ وهي الدرك والحرس كل فيما يخصه، أما الإدارة الإقليمية فزدتم رواتب جيبها الشخصي وقلتم لهم اقعدوا مع القاعدين ونفضتم اعتمادهم لتسيير مصالح الشعب وقلتم لهم أصبحتم في غنى عنه فهذه الوضعية التي نحن فيها وهي التي لم تترأس السيد الرئيس فيها موريتانيا ونرجو أن لا تذهب من هذه المأمورية حتى تترأسها وترؤسها يكون كما يلي:

 

قضية رعاية الأمن الداخلي تقدم تفسيرها وكذلك الصحة إلى آخره، أما التعليم وما ينتفع به الفقراء كلهم من الدولة فهي أن تلبس بذلتك الأولى عند أخذك للحكم لمنع الفساد وتساند معركة تحقيق رئاستكم في كل شيء عن طريق السلطة التنفيذية للإدارة الإقليمية لتفتح أسواق المواد الغذائية من اللحوم الحمراء وتأخذ خبراء لفتح أسواق السمك بأخفض سعر حتى يعيش فيه كل فقير وتخفض المواد الضرورية من أنواع الألبان وتشرف على هذا قوة إدارية مباشرة، عندها قوة عمومية مختصة صارمة، وكذلك تكون الرعاية المباشرة للكهرباء والمياه للحد من تسلطهم واحتيالهم على المواطنين، وكما عثرتم في بحثكم عن من يساعدكم في حفظ الأموال العامة، وعثرتم على ولد اجاي، فابحثوا عن كثير من "اجايات" حتى تجد لكل سوق وكل إدارة إقليمية وخصوصية "اجاي" آخر يجعل رئاستك على الجميع رئاسة حقيقية سوف تسأل عنها سؤالا مباشرا، فعمر بن الخطاب قائد مسلم مثلك واحتياجه للفوز في الآخرة مثل احتياجك، هذا الرجل قال قولا وفعل فعلا خوفا من الآخرة قال إنه لو عثرت بغلة في صنعاء لتيقن أنه سيسأل لَم لم يسو لها الأرض ليلا تتعثر، أما عمله فهو تحسسه بالحاء ليلا في المدينة للفقراء الضعاف الذين لا يبلغون حوائجهم حتى عثر على المرأة التي تشتكي من غياب زوجها كثيرا فأمر بقصر غياب الأزواج في الجهاد على أربعة أشهر فقط.

 

ومن هنا أصل إلى رئاستك للسياسة في موريتانيا وهي أبعد ما تكون عن نوع السياسة العادية للمسلم، فلا هي سياسة الديمقراطية الحقيقية الغربية العادلة التي لا يقوم بها المسؤول الأول إلا بكثير من استشارة زملائه الخبراء المقتدرين الذين لا يخافون منه ولا يهابونه بالوقوف عند آرائهم، ولا ديمقراطية الديكتاتوريين العرب الذين عندهم أدواتها رسميا مثل البرلمان ولكن لا كلام في أي شيء مع الرئيس ومن تكلم انتهى من الدنيا، فأنتم من ناحية ما صممتم عليه من الإنجاز فلا كلام معكم ولكن كثيرا ما تسامحون مسامحة غير ديمقراطية من يتجاوزون حرمة القوانين من التصريحات المحرمة، أما الكارثة في سياستكم العامة فهي إنشاؤكم لحزب حاكم جعلتموه أصدقاء وقبولكم معارضة جعلتموها أعداء، والجميع من الشعب الموريتاني وعاملتموه على ذلك الأساس "الصداقة والعداء"، والحال أن ليس فيه أصدقاء وليس منهم أعداء، فمثلا ما معنى الحزب الحاكم في موريتانيا؟ ما معنى هذا الحكم؟ فهو لم ير واحد منه يتدخل لمنع جريمة أو لمعرفة سببها، إلى آخره، فالدستور فيه أن الرئيس هو الذي يعين ويعزل في الحكومة باستشارة الوزير الأول ولا معنى لحزب حاكم إلا في الديمقراطية الغربية التي يستوي فيها رأي الرئيس ومجلسه التنفيذي وهي التي تنفذ الحكم، أما المعارضة الحقيقية الديمقراطية فعملها مراقبة العمل الحكومي والتنبيه مثل حكومة الظل، ولكن الواقع عكس ذلك فالحزب الحاكم لمدح الرئيس والمعارضة لعيب الرئيس، ومنفعة الشعب من كل من الحزب الحاكم والمعارضة أصفارا يتقاسمها الجميع، وهنا أعطي مثالا لأسأل الموريتانيين ماذا نفع به الحزب الحاكم والأغلبية رئيس الدولة، وماذا أضرت به أحزاب المعارضة رئيس الدولة؟ اللهم إلا إذا تكلم رئيس الحزب الحاكم أو أحد الأغلبية ومدحوا الرئيس بما لم يفعله كله ليكون حسرة عليهم يوم القيامة، لأننا مسلمون والله يقول: {فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين} وكذلك يقف أحد رؤساء المعارضة ويعيب كثيرا من أعمال الرئيس التي أنجز فيها ما لم ينجز أي رئيس وينكره المعارض كذلك وهو سوف يسأل عنه يقول تعالآ: {ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين}، وبالمناسبة فإني أذكر كثيرا من الموالين أنهم يكتبون ظانين أننا مختلفين أًصلا أن الرئيس صمد كثيرا أمام الربيع العربي، وشعارات "ارحل ارحل" فالموريتانيون ليس فيهم جميعا شعب "ارحل"، وإذا وقع من ألسنة أشخاص في أوقات معدودات فلا معنى له إلا النطق بحروفه، والربيع العربي الذي ينعت بالفشل محول عنه إلى معنى الربيع الإسلامي، مع أن الإسلام لم يقع منه ربيع ولا ينبغي أن يكون للإسلام ربيعا داخل الدول الإسلامية لأن الإسلام لا يعني إلا المؤاخذة والمجازاة في الآخرة بما عمل الجميع في الدنيا، وذلك لا خصوصية فيه لحزب عن حزب، بل ولا شخص عن شخص، فلا معنى لقول مسلم، أنا مع الإسلاميين أو أكره الإسلاميين إلا إذا كان ممن لا يؤمن بالغيب وهم عن الآخرة هم غافلون.

 

وملخص السياسة في موريتانيا أن أغلبيتها لا مردودية لها في منفعة الشعب، ومعارضتها لا دفع لها لأي ضرر عن الشعب، وهنا أصرح – وأنا الحاضر – أن أيام الهياكل الموحدة للشعب والرئيس آنذاك لا فرق عنده بين أفراده، وكذلك حزب الشعب أيام الرئيس المؤسس الذكي المخلص الذي نرجو من الله أن يحول جميع أعماله الخيرة إلى عمل المتسابقين بالخيرات وهم لها في الآخرة سابقون، تلك الأنظمة أحسن بكثير من تخبطنا نحن هنا في مدح الحكومة بما لم تفعل وهو وحده عمل الحزب الحاكم، وعيبها بما فعلت من ما ينفع الناس من طرف المعارضة لأجل المعارضة، وهنا أقول ماذا نفع محمد بن عبد العزيز من كلام المدح المنمق من طرف رئيس الحزب الحاكم أو الفضيلة، وماذا ضره من تفنن عيب رئيس تواصل وقوى التقدم في السنوات الماضية والله يقول للجميع على حد سواء: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون}.

 

وأخيرا السيد الرئيس إذا كان في ذهنكم الرجوع إلى موريتانيا وقد علمتم أنكم رئيسا للجميع وأولها الفقراء، فكما أنكم ولله الحمد أعطاكم الله مسحة إسلامية قذفها في قلوبكم مثل أغلب الضباط الموريتانيين خاصة من دون ضباط الدول الأخرى، فإننا نرجو أن يبدل الله سيئاتكم حسنات، وإذا كنتم تستعدون للرجوع وتحملون نفس سياستكم الأولى أغلبية ومعارضة نسيانا للفقراء فإنا لله وإنا إليه راجعون، وسوف نكرر قوله تعالى: {وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل}، وإذا ذهبتم قريبا احتراما لدستور الدنيا وأتيتم بزميلكم الفريق الغزواني كما يقال – ولا صعوبة طبعا في ذلك عليكم لأن شعبكم معروف – فمرحبا جدا بذلك القائد الذي نعده ممن لا يَظلمون ولا يُظلمون ولا أزكي على الله أحدا لا أعرفه إلا سماعا ولكن سيماهم في وجوههم من أثر السجود بادية على وجهه وتلك هي النعمة الكبرى والوصف الحقيقي للمسلم كما قال تعالي: {ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون}.

 

محمدُّ بن البار