على مدار الساعة

اقرأ وأنت كبير..

27 فبراير, 2018 - 16:56
الب معلوم

كثير من الناس الذين فاتتهم فرصة التعليم في مرحلة الصغر إما تقصيرا أو تأثرا بالبيئة المحيطة.. يصاحبهم بالندم والشعور بالحرج الشديد وقلة الثقة في النفس في كثير من المشاهد والمناسبات العامة. ولكن الغريب أن هؤلاء بدل الانهماك في تلاف الوضع لا يحركون ساكنا أبدا زعما منهم أن الجهل قدر كتبه الله عليهم إلى يوم يلقونه وأن التطفل على مائدة العلم شين ولا يليق بهم ولن يأتي بنتيجة مهما بذلوا من جهد وهذه حماقة أعظم من جهلهم عائذا بالله.

 

إن تحولات الحياة تجود على بعض الناس بفرص رائعة جدا يمكن أن يعوضوا بها كل ما خسروه من قبل ولكن العاقل فقط هو من ينتبه لذلك ويستفيد منه.

 

وهذه نصائح سريعة أذكر بها نفسي وأهديها لبعض الناس من أمثالي:

 

أولا: التحرر من الأفكار السلبية ومخاطبة النفس بكل ما هو إيجابي ونافع ومنه حثها على تنمية المهارات وإقناعها بالقدرة على ذلك "لا طالب علم محروم".

 

ثانيا: الإحساس بقيمة الوقت وخطورة هدره في العبث والباطل واللغو المحرم، فـ"الوقت من ذهب" كما يقول الأمريكان.

 

ثالثا: قدر من العزلة الإيجابية عن البيئة السيئة التي لا تعين على تحصيل المعرفة وتطوير الذات.

 

إن التطور المذهل في منجزات العلم ومخرجات الحضارة التي تغزو كل بيت تفرض على كل أحد مواكبة العصر بقدر من التأهيل الذاتي والوعي والقدرة على التواصل مع الآخر، وإلا يكون ضحية سهلة للاستغلال والخداع أو البقاء على هامش الحياة ويرضى بالدون من كان دونا.

 

وبعضهم بكل أسف كأنه يبخل على نفسه بدريهمات معدودات يطور بها نفسه، ولا يعرف هذا الجاهل أن ما ينفقه على تحسين قدراته يستعيده مضاعفا وبأقل جهد وأقصر وقت عندما يتعلم.

 

وأخيرا أيها المتجمّل بالمال والجسم جمّل نفسك بالعلم.

ورحم من قال العلم من المهد إلى اللحد.