على مدار الساعة

"حياة جديدة" بتوجنين: بين انعدام الخدمات أو ضعفها وغلاء الأسعار (فيديو)

13 فبراير, 2024 - 08:00

الأخبار (نواكشوط) - قال سكان منطقة الحي الجديد الذي أقامته الحكومة في مقاطعة توجنين بولاية نواكشوط الشمالية، وحمل اسم "حياة جديدة"، ورحلت آلافا من سكان الأحياء العشوائية إنهم يعانون انعدام أو ضعف الخدمات الأساسية، وغلاء الأسعار، وغياب المساجد.

 

وتحدث سكان الحي الذي دشنه الرئيس محمد ولد الغزواني في 13 أكتوبر الماضي، لفريق الأخبار عن معاناتهم جراء انعدام أو ضعف الخدمات من ماء وكهرباء، وكذا غلاء الأسعار في الحي، وضعف خدمات التعليم والصحة والأمن.

وعبر السكان عن استغرابهم لانعدام المساجد في الحي، في ظل وجود آلاف السكان لا يجدون مسجدا يؤدون فيه فرائضهم، وخصوصا صلاة الجمعة.

 

كما تحدثوا عن انعدام الأسواق في المنطقة النائية، وكذا بعد الحوانيت التي تبيع المواد المخفضة المدعومة من الحكومة.

 

وطالب السكان بحل أزمتهم المتعلقة بالمياه والكهرباء والسوق، قبل حلول شهر رمضان، معتبرين أن الوضع سيصبح صعبا إذا لم يعالج قبل حلول شهر رمضان.

 

أزمة في المياه والكهرباء 
وتقول اندي بنت محمود، وهي إحدى قاطنات المنطقة، إن الحصول على المياه في "حياة جديدة" يتم عن طريق السقايات التي ينظمها فاعلو الخير للسكان، مشيرة إلى أنها تنظم مرة أو مرتين فقط في الأسبوع.

وتضيف بنت محمود، أنه أكملوا الآن ثلاثة أشهر في الحي الجديد بعد ترحيلهم إليه من الأحياء العشوائية، مشددة على أن معاناتهم من انعدام المياه متواصلة منذ ترحيلهم.

 

وتطالب بنت محمود بحل هذه الأزمة، موجهة طلبها إلى الرئيس محمد ولد الغزواني ومؤسسة التضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر"، للتدخل العاجل.

 

عيش بنت منصوري، تحدثت لنا عن أزمة الكهرباء، وعدم توفره في المنطقة، مشيرة إلى أن انعدامه عطل مصالحهم، وتسبب في انتشار الجريمة في المنطقة، ويثير مخاوف السكان.

وتعبر بنت منصوري، عن صعوبة مراجعة أبنائهم لدروسهم، بسب انعدام الكهرباء، مؤكدة أن ذلك أثر على مستوياتهم المعرفية، بالإضافة إلى ما سببه من تعطل "لمصالح أخرى نحتاجها في حياتنا اليومية".

 

وعبرت بنت منصوري عن شكرها لولد الغزواني على منحهم قطعا أرضية، بعد أن كانوا يسكنون الأحياء العشوائية، داعية إياه إلى التدخل من أجل حل المشاكل التي يعانون منها، وحتى تتوفر في الحي أقل ضروريات الحياة والاستقرار.

 
غلاء الأسعار وانعدام الأسواق 

كما يشكو سكان منطقة "حياة جديدة" من غلاء أسعار المواد الأساسية، وانعدام سوق في منطقتهم، في ظل اتهامهم للدولة بــ"التخلي عن دعم دكاكين أمل لصالح تجار رفعوا الأسعار عن السقف المحدد لها".

 

ويقول دحمد ولد سالم فال، إن وضعية دكاكين أمل، "لا يمكن أن تحتمل، فبالرغم أنها المصدر الوحيد هنا للمواد الأساسية، إلا أن المواد غير متوفرة فيها دائما، فقد تأتي إلى الطابور صباحا وتنتظر دورك حتى الزوال، ويقال لك إن الكمية نفدت".

ودعا ولد سالم فال، إلى توفير سوق في المنطقة، من أجل تسهيل الحصول على المواد الغذائية والأساسية، وزيادة ودعم دكاكين أمل من أجل تخفيض الأسعار.

 

من جهتها، طالبت بنت عبد الله بفتح محلات لبيع السمك والمواد الغذائية، وآليات صنع الدقيق، مشيرة إلى صعوبة الحصول على هذه المواد في المنطقة البعيدة جدا عن وسط المدينة، وعن مناطق الأسواق.

 

ضعف التعليم والصحة
وتعبر بنت محمود عن استيائها واستياء السكان من عدم انتظام دراسة أبناء المنطقة، بسبب التغيب المستمر لأساتذة المدرسة الوحيدة في المنطقة، مؤكدة ضعف المنظومة التعليمة بالمنطقة.

 

وتدعو بنت محمود، إلى حل هذه المشكلة، وتمكين أبنائهم من الحصول على تعليم نظامي منتظم، داعية إلى تحذير معلمي المدرسة الوحيدة في منطقتهم من التغيب، والسهر على انتظام حضورهم، أو تبديلهم بغيرهم.

 

كما تؤكد بنت محمود ضعف الخدمات الصحية في المنطقة، وتدعو إلى زيادة الكادر الطبي في المركز الصحي الوحيد في المنطقة.

 

ولد سالم فال، يدعو إلى ضرورة توفير كادر طبي عارف بمجاله، مشيرا إلى أن الموجودين في المركز الصحي، ما زالوا في مرحلة التدريب ويحتاجون إلى مرافقة من يفوقهم علما في المجال. حسب تعبيره.

 

ويعتبر ولد سالم فال، أنه من الملح توفير أخصائي أمراض النساء والتوليد للمركز الصحي، معتبرا أن القابلات قد يقدمن وصفات طبية لا تمت بصلة لمرض المرأة الحامل، وهو ما قد يعرضها للخطر.

انتشار الجريمة 
وتؤكد بنت محمود انتشار الجريمة في الحي الجديدة، وترجعه إلى انعدام الكهرباء في المنطقة، داعية إلى حل هذه المشاكل، وعدم تعريض المواطنين لخطر اللصوص.

 

وتشدد بنت محمود على أن المعاناة يجب أن تتوقف مع "الحياة الجديدة" التي وعدتهم بها الحكومة، داعية إلى تلافي الوضعية المأساوية التي يعيشونها منذ ترحيلهم عن الأحياء العشوائية قبل ثلاثة أشهر.

 

ولد سالم فال، يؤكد مواجهة الحي خطر انتشار الجريمة في المنطقة، ويرى أنه قد يسبب غضب السكان وخروجهم عن جو السكينة والهدوء.

 

ويؤكد ولد سالم أن سكان المنطقة في عراك دائم مع اللصوص والمجرمين، الذين ينتهكون حرماتهم ويقتحمون منازلهم، داعيا إلى تلافي الوضعية الأمنية في المنطقة.

 

حي بدون مساجد
ويتحدث سكان الحي ضمن شكواهم من واقع الحي الجديد، عن عدم وجود مساجد في الحي الذي يؤدي آلاف السكان، ويؤكدون ضرورة بناء مسجد في المنطقة، "حتى يتمكن السكان من عبادة ربهم في بيته".

 

ويستنكر ولد سالم فال، في تصريحه، عدم وجود أي مسجد في المنطقة، مشيرا إلى أن أغلب ساكنة المنطقة يفوتون صلاة الجمعة بسبب عدم وجود أي مسجد لأدائها.

 

ويطالب ولد سالم فال، بضرورة بناء مسجد في المنطقة التي تقطنها 9118 أسرة، بالإضافة إلى ضرورة حل المشاكل الأخرى التي يحتاجها السكان من أجل الاستقرار.