الأخبار (نواكشوط) - دخلت كينيا مرحلة الصمت الانتخابي، استعدادا لتنظيم انتخابات رئاسية بعد غد الثلاثاء، يتنافس فيها 4 مترشحين على خلافة أوهورو كينياتا، من أبرزهم المعارض التاريخي رايلا أودينغا، ووليام روتو أحد أبرز أثرياء البلاد.
فمن يكون رايلا الطامح لخلافة كينياتا؟
هو وجه سياسي معارض، تولى رئاسة الحكومة في 2008، وشغل قبل ذلك عدة مناصب وزارية في حكومات سابقة، أما حاليا فيخوض السباق الرئاسي للمرة الخامسة منذ إقرار التعددية السياسية في كينيا عام 1991، وكان أول ترشح له في العام 1997.
ينحدر رايلا أودينغا المعروف بين أنصاره ب"بابا" من أسرة سياسية، فوالده جاراموجي أوغينغا أودينغا كان نائبا لجومو كينياتا أول رئيس لكينيا بعد الاستقلال، وهو والد الرئيس الحالي منتهي الولاية أوهورو كينياتا.
يعتبر البعض رايلا أودينغا المزداد عام 1935 في عائلة سياسية مشهورة من قبيلة "لوو" ذائعة الصيت في البلاد جمهوريا، والبعض الآخر يعتبره اشتراكيا، ويستند في ذلك بشكل خاص إلى دراسته الهندسة بألمانيا الشرقية الشيوعية، وإطلاقه اسم "فيديل" على ابنه الأكبر، إعجابا بفيدل كاسترو.
وبغض النظر عن طبيعة توجهه، يمتلك أودينغا الطامح لرئاسة كينيا تراثا اقتصاديا هائلا، من خلال نشاطه في عالم الأعمال، خصوصا في قطاعي الإيتانول والبترول.
بدأ أودينغا مشواره السياسي أوائل الثمانينيات، وخاض حملته ضد نظام الحزب الواحد، وقد اعتقل في ظل نظام الرئيس دانيال أراب موي لأول مرة عام 1982 مع والده للاشتباه في ضلوعه في محاولة انقلابية، ثم أعيد سجنه في 1988، ثم في 1990 دون محاكمة.
وعند الإفراج عنه اختار أودينغا المنفى في النرويج، وبقي هناك إلى أن أقر الرئيس أراب موي التعددية السياسية، حيث عاد إلى البلاد وخاض الانتخابات الرئاسية.
أسس رايلا عام 2005 حزب "الحركة الديمقراطية البرتقالية"، وترشح من خلاله للرئاسة سنوات 2007 و2013، و2017 وقد فشل فيها جميعا.
أسهم أودينغا بقوة في انتخاب مواي كيباكي رئيسا لكينيا، فأدخله الحكومة، قبل أن يصبح أحد ألد خصومه، فأقاله منها نهاية 2005 مع العديد من الوزراء عارضوا مشروع دستور تبناه الرئيس ورفضه الشعب الكيني بنسبة 60%.
وقد نافس أودينغا الرئيس مواي كيباكي في انتخابات 2007، وإثر خسارته شهدت البلاد أعمال عنف قتل فيها المئات، وانتهت باتفاق بين الرجلين تولى بموجبه رايلا رئاسة حكومة وحدة وطنية موسعة شهر ابريل 2008.
وقد ظل المهندس الميكانيكي أودينغا رئيسا للحكومة إلى غاية 2013، حيث نافس أوهورو كينياتا الذي كان وزيرا في عهد كيباكي، لكن خسر أمامه، ثم نافسه في 2017 وخسر مجددا، لكنه لم يعترف بالنتائج، وقاطع الانتخابات بعد إعادة تنظيمها، ونصب نفسه "رئيسا للشعب" في 2018.
لكن أودينغا سرعان ما تصالح مع كينياتا، وأبرما اتفاقا سياسيا، يبدو اليوم أن من نتائجه دعم أوهورو الذي لا يحق له الترشح لولاية ثالثة، لرايلا الذي لا يكل من معاودة الترشح من أجل تولي الرئاسة.
حاول رايلا أودينغا خلال الحملة الانتخابية الأخيرة الاقتراب أكثر من الفقراء، الفئة الأوسع في البلاد، فدافع عن الرعاية الصحية لصالحهم، ووعد بإنشاء مساعدة مالية شهرية بقيمة 48 أورو للأسر الأكثر هشاشة، كما أعلن استعداده للتفاوض بشأن تخفيف الديون، ووضع مكافحة الفساد ضمن أولويات برنامجه الرئاسي، في حال انتخبه الكينيون الثلاثاء.