على مدار الساعة

سكان وادان يشكون أضرارهم ويستغربون عدم مساعدتهم (فيديو)

23 يونيو, 2022 - 09:51

الأخبار (وادان) ـ "كانت ليلة عصيبة، انهار فيها جانب الغرفة التي كنا داخلها لننتقل إلى غرفة أخرى.. ثم ما لبثنا أن بدأت تنهار هي الأخرى لنلجأ لغرفة كانت مخصصة لتخزين المتاع".

 

هكذا بدأت خديجة بنت أحمد لعبيد، والتي عرفت نفسها بأنها زوجة مؤذن المسجد، حديثها مع فريق الأخبار، وصفها للأوضاع في المدينة ليلة الأحد الماضي، ومستوى الأضرار الذي خلفته.

وتضيف بنت أحمد لعبيد أنهم عاشوا قرابة ساعتين من المعاناة خلال الليلة الأولى من تهاطل الأمطار الغزيرة، ومحاولة منع السيول من اقتحام المنازل، في سيطرة الخوف عليهم من انهيار ما بقي من البيوت في أي لحظة.

 

أضرار بالغة

فيما تصف مريم بنت الشيخ أحمد الأضرار التي لحقت بمنزلهم والحانوت الصغير الذي يمتلكون بالبالغة، مشيرة إلى أن ما تعرض لهم منزلهم دفعهم للجوء لمبنى مفتشية التعليم غير بعيد من منزلهم.

 

وتضيف بنت الشيخ أحمد أن بيوت المنزل انهارت تباعا، وكان آخرها الحانوت الذي انهار على ما فيه، ليقرروا استغلال المبنى الحكومي المجاور للاحتماء من الأمطار والسيول، وتوفير مأوى للأشخاص في ظل المخاطر التي أحدقت بهم، وأضرت بالممتلكات ضررا بالغا.

أما المولود ولد حمود فيقول إن البيت الذي كانوا يخصصونه لتخزين قوتهم، سقط بشكل كامل، وأفسد ما كان بداخله.

 

ويضيف ولد حمود أن البيت كان يضم ثلاجة، وبعض المواد الغذائية، وقد تكسرت الثلاجة، وتلفت المواد الغذائية، مشيرا إلى أن غالبية جيرانه تضرروا من الأمطار إما بانهيار منازلهم أو تلف قوتهم اليومي المتمثل في القمح والسكر وغيره.

 

احتياج للمساعدة

وتؤكد بنت الشيخ أحمد حاجة سكان وادان الملحة للمساعدة في ظروف الأصلية، فكيف سيكون حالهم في ظل هذه الأضرار الكبيرة والمنتشرة بشكل واسع، مرفة أنهم كأسرة فقدوا منزلهم الوحيد، وتلف كل ما بداخله من أمتعة.

 

وتستغرب بنت الشيخ عدم وصول أي مساعدات من الحكومة لهم، معتبرة أنها لا تعرف ماذا ينتظرون؟

 

فيما يركز المولود ولد حمود – وهو من سكان حي "تن لب" بضاحية المدينة على حاجة أصحاب المشاريع لدعم عاجل، ومساعدة آنية، مؤكدا أن الضرر الذي لحق بهم سيكلفهم الملايين لاستعادة مشاريهم لطبيعتها.

 

ويضيف ولد حمود أن بعض الواحات غمرتها السيول، وأفسدت كل ما كان بداخلها من معدات فنية، وزراعية وغيرها.

 

إحصاء غير دقيق

كما انتقد عدد من سكان مدينة وادان الإحصاء الذي أجرته لجنة إدارية تتبع للمقاطعة، ورأت بنت أحمد لعبيد أن ما ورد وفي وسائل الإعلام الرسمية عن الأحداث في المدينة بعيد جدا عن الدقة، ويشكل إساءة بالغة ومضاعفة للمتضررين، وحين يضن عليهم بمجرد الاعتراف والتسجيل ضمن قوائم المتضررين.

 

وتقول بنت أحمد لعبيد إن الحاكم لم يكن موجودا في المقاطعة أثناء تهاطل الأمطار، مردفة أن إحصاء الأضرار الذي بدأ بعد تصريح حاكم المقاطعة لوسائل الإعلام الرسمية تجاوزها دون أن يتم إحصاؤها، كما تجاوز العديد من الأسر المتضررة.

 

أما ولد حمود فيقول إن الإحصاء الذي تم اقتصر على بعض سكان المدينة أعلى الهضبة أو الأحياء الطرفية فلم يصلها، معتبرا أن العديد من المتضررين في حي "تن لب"، ما زالوا ينتظرون، فلم يتم إحصاءهم بعد، ولم تصلهم أي مساعدات.

 

وقدر ولد حمود المتضررين في الحي القريب من منزله بـ22 أسرة، إما "فقدت منازلها كليا أو جزئيا، وبعضهم خسر حيواناته من أبل وأغنام كانت تشكل رأس ماله".

 

وبالطريقة تحدث العديد من ساكنة المدينة، ومن الأحياء الموجود في أطرافها، كالشاب عبد الله ولد خورو الذي فقد منزله بالكامل، فيما يتحدث الحافظ ولد الكوري، وأحمد البربوشي، وآخرين عن تفاصيل مشابهة في أحياء المدينة، وينتقدون موقف السلطة الإدارية مما يصفونه بمعاناة السكان.