على مدار الساعة

الناقلون والركاب جدل لا يتوقف بشأن "النظام"

9 يونيو, 2010 - 09:57

الأخبار (كيفة) - حرب كلامية لا تهدأ، ساحاتها مراكز النقل بين المدن، ونزل الاستراحة على طول الطريق الممتد بين العاصمة نواكشوط ومدينة النعمة شرق العاصمة، وداخل السيارات المنطلقة في الاتجاهين.

محور هذه الحرب، الخلاف بشان تنظيم النقل بين المدن فبين من يعتبره ضروريا لإصلاح القطاع الذي يعاني فوضى عارمة تجعل من اللازم وضع حدود وضوابط له تحميه من سطوة الغريبن عليه،
وآخرين يعتبرونه فرصة لفساد يمارسه نافذون يعطون بموجبه من شاءوا ويمنعون من أرادوا.

هذه الحرب الباردة و إن لم تنزل في أحايين كثيرة بردا وسلاما على المواطنين الذين يستغلون هذه السيارات : تضييعا لوقتهم و إهدارا لجهدهم و في بعض الأحيان ضياع أموالهم فإنها لا تفتأ تجتذب البعض منهم للمشاركة في حديث يقطعون به روتين السفر الطويل.

 

تباين الآراء .. تضارب المصالح

 

يحمل الناقل جدو ولد رمظان وهو صاحب سيارة لا يخضعها لنظام المرآب العام (أكراج)على المسؤولين عن تنظيم النقل الذين يقول إنهم أهدروا له خلال اليوم فقط_ وكان يتحدث معنا في وقت لا يزال مبكرا _ محاولتين لنقل أشخاص باتجاهين مختلفين معتبرا الأمر تعسف بالغ في تطبيق القانون فهو لم يقم من وجهة نظره بمخالفة فالأشخاص الذين حاول نقلهم لم يأخذهم من داخل (أكراج) و إنما مر عليهم بسيارته على الطريق وهو حقي الطبيعي يقول ولد رمظان أن احملهم بما اتفق وإياهم عيه .

أما محمد ولد دداش وهو صاحب سيارة تخضع للنظام العام في مدينة كيفة وهو عسكري متقاعد فيؤكد أهمية النظام بالنسبة للناقلين وللركاب فهو من ناحية يعمل على حماية القطاع من فوضى يمارسها البعض عليه من أناس بعيدين عنه ولديهم وظائفهم وقطاعاتهم التي يعملوون فيها وهو مهم بالنسبة للركاب صحيح أنه سيفوت عليهم فرصة تخفيض تذكرة النقل لكنه عوضا عن ذلك يوفر لهم الأمن على أشخاصهم وممتلكاتهم فهم مضمونون من طرف المسؤوولين في المرآب وكذلك أشيائهم لكن ولد الدداش لا يخفي قلقله عل مستقبل مهنته التي يخيفه عليها ما يسمعه من اعتماد شركة وطنية للنقل وهو ما يهدد حسب رأيه المئات من المواطنين من فقدان فرص عمل كانت مصدر رزق للعديد من المواطنين.
المواطنون الركاب أيضا مختلفون بشأن نظام النقل فمحمد ولد سيد عبدالله وهو مواطن يكثر التنقل بين ولايات ىالحوضين ولعصابة فيرى أنه من الأفضل أن تترك فسحة للنقل الحر وعدم إكراه الناقلين على الالتزام بنظام (أكراج) لأنه يفتح فرصا للعديد من المواطنين كما أنه يخفض التذكرة على المسافرين.

أما خديجة منت أعل سالم وهي مسافرة من مدينة كيفة في اتجاه نواكشوط فتؤكد أنها لا تأمن على نفسها أو رسائلها حين تسافر من دون الذهاب إلى المرآب مؤكدة أن النقل العشوائي يضر بالمواطنين وإن كان في ظاهره تخفيض لهم.

 

تاريخ من المحاولات

 

النقل بين المدن شهد عدة محاولات للتنظيم منذ تأسيس الاتحادية الوطنية للنقل نهاية القرن الماضي التي كانت تتولى تسيير القطاع على عموم التراب الوطني ويتهمها كثيرون داخل القطاع وخارجه بالتسبب في إفساد القطاع وعدم النجاح في إيجاد حل مستمر للنقل والاكتفاء بتحصيل أموال الضرائب التي تفرضها على الناقلين وهو الأمر الذي تسبب من وجهة نظر العديدين في ارتفاع اسعار النقل، قبل أن يتم حلها بعد الإنقلاب الذي اطاح بالرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع في أغشت 2005 لتنشأ بعد ذلك عدة محاولات لتنظيم القطاع لا تزال ضعيفة بشكل محلي.
وتتجه الأنظار اليوم إلى الشركة الوطنية التي أعلن أنها ستتولى تنظيم النقل بين المدن وداخل العاصمة والتي أعلن عنها منتصف فبراير الماضي من قبل مجلس الوزراء.