على مدار الساعة

ولد هارون: المجتمع استثمر في غزواني وأكثرهم تفاؤلا من يقول "لم يطرأ شيء" (فيديو)

19 أبريل, 2022 - 16:10
منسق "نداء الثامن سبتمبر" أحمد هارون الشيخ سيديا خلال حديثه لوكالة الأخبار أمس الاثنين

الأخبار (نواكشوط) – قال منسق "نداء الثامن سبتمبر" أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا إن المجتمع السياسي على وجه الخصوص استثمر في الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني، وبذل فيه جهودا مضنية لينطلق ويقلع، معتبرا أن التقييم اليوم بعد انقضاء أكثر من نصف المأمورية يقول إن أكثر الموريتانيين تفاؤلا اليوم يقول إنه لم يطرأ أي شيء.

 

وأضاف ولد الشيخ سيديا في مقابلة مع وكالة الأخبار تنشر لاحقا أن هذا عن تقييم ما مضى من مأمورية الرئيس ولد الغزواني، وإن المؤشرات تقول إن الباقي من المأمورية أصعب، وأكثر ضبابية.

 

وأردف ولد الشيخ سيديا أن هذه ليست أول مرة يخيب فيها ظن الموريتانيين في نظام جديد، وتحول سياسي يعلقون عليه آمالا.

 

وشدد ولد الشيخ سيديا على أن هذا ليس تثبيطا، ولا تشاؤما، لكن مما يحز في النفس أن تردى دولتك تتدهور أمام عينيك، والمجتمع يعاني، والسلطة تتخبط، والنخب  جامدة، والفرص تضيع يوما بعد يوم على بلد لديه هذه المقدرات الطبيعية والبشرية.

 

واعتبر ولد الشيخ سيديا أن ما قاله هنا ليس أكثر من فحص وتشخيص، والحلول موجودة.

 

وعن تقييمه للأوضاع العامة في البلاد، رأى ولد الشيخ سيديا على أن أحسن تقييم للوضع اليوم هو الرسائل البالغة والمؤثرة التي يرسلها المجتمع الموريتاني بلسان حاله ولسان مقاله، وتتخلص في ظروف معيشية غاية في الصعوبة، وثروة حيوانية وسمكية ومعدنية مهددة بالانقراض، ويعامل معها بطرق ضعيفة، وخدمات عمومية في الحضيض، وقطاعات حيوية تنهار، وتسير بطرق بدائية، ومنظمة سلطوية وتمثيلية ونضالية هشة ومتهاكلة، وتتراجع ثقة الناس فيهم.

 

وشدد ولد الشيخ سيديا على أن الحالة النفسية أصعب، بسبب خيبات الأمل وضبابية المستقبل، فالموريتانيون لا يدرون إلى أن يسيرون، والأبواب مغلقة أمام الشباب، وهو معبئ للمجهول من باسكنو إلى الركيز، ومن الركيز إلى نواذيبو، وقيادة البلد لم تنزل للميدان، ولم تعرف من أين تبدأ، والحكومات الثلاثة المتعاقبة في أقل من ثلاث سنوات فاشلة، سياسيا، وإداريا، واقتصاديا، وتنمويا.

 

ورأى ولد الشيخ سيديا أن أذرع النظام، وكذا ما أسامها "حوامت المخزن" منشغلة بـ"المخزنيات الخاوية"، وترداد السطر القديم المصطنع؛ أي القراءة في مضامين خطاب الرئيس، وقرب الإدارة من المواطنين، وكأن المواطنين هم من يرفض القرب من السلطة.

 

كما يتحدثون أن القيادة اكتشفت شيئا لم تكن تعرفه، وأن المفتشية ومحكمة الحسابات صدرت لهم تعليمات جديدة، فتمت إقالة شخص ما أو اثنين هناك أو هناك، وعثروا على بعض الوقود والسيارات، في حين لا سؤال عن تسيير المليارات!.

 

وذكر ولد الشيخ سيديا بأن ما يوجد في موريتانيا هو نظام عمودي، وتقاليد سياسية أبوية، فكل الأمور تأتي من أعلى، وما كان يقال يدخل في إطار تحميل القيادة مسؤولية الأخطاء والتعثرات للإدارة والأعوان، ويبدو أن الأعوان بدأوا يحملون مسؤولية فشلهم لمؤسساتهم ومن يعملون تحتهم، وهلم جرى.

 

واعتبر ولد الشيخ سيديا أنه لم ينتج عن كل هذا سوى تعديل حكومي محدود حدث بموجبه تبادل بين بعض الناس، بعضهم متقاعد، وبعضهم محدود ذهنيا، وبعضهم لا علاقة له بالشأن العام، كما أن بعضهم على قطاعات فنية حساسة لا علاقة لهم بها، ولا دراية، كما أن من بينهم من سيروا قطاعات عديدة خلال العقود الثلاثة، ونتائج تسييرهم كانت متواضعة، وبعضهم مرفوض من المجتمع بسبب الفساد أو الاتهام به.

 

وتحدث ولد الشيخ سيديا في المقابلة التي تنشر لاحقا عن رهانات التغيير في البلاد، وعن رؤيته للحل، وكذا معالم الخط السياسي الذي يدعو له.