على مدار الساعة

الكل مسؤول عن تطبيق الشريعة

28 يونيو, 2021 - 18:34

للإسلاميين ما لهم وعليهم ما عليهم كباقي مكونات المجمتمعات الإسلامية حيث لا يخلو العمل البشري من الأخطاء .

 

ومن الأمور التي لا أتفق مع  الاسلاميين فيها مجاملتهم الغرب والعلمانيين في عدم المطالبة بتطبيق شرع الله والسكوت على تعطيل حدود الله تعطيلا صريحا فلا تكاد ترى من بين قادتهم ولا نوابهم ولا كتابهم من يطالب مطالبة صريحة بتطبيق شرع الله في ارض الله على عباد الله

 

وأعتقد أن الإسلاميين لا يخفى عليهم عدم نجاعة هذه المجاملة حيث إن الغرب وأعوانه من المسلمين العلمانيين لن يرضوا عن الإسلاميين حتى يكونوا نسخة منهم، ولو تركوا صلاة الظهر مثلا إرضاء لهم.

 

وعليه فاعتقد أن من يجامل في عدم المطالبة في تطبيق شرع الله قد اقترف خطأ كبيرا فلا مساومة على حدود الله فمن ساوم على ذلك أقل ما يقال عنه من وجهة نظري المتواضعة أنه رضي بهذا الوضع أو رضي عنه، وإلا فكيف يفسر سكوته عنه وهو الذي لا يسكت إذا اغلقت جمعية خيرية او وقعت مجاعة او قتلت نفس مسلمة او اغتصبت مؤمنة او وقعت في بلدنا او العالم الاسلامي حادثة، ونحن لا نعيب عدم السكوت على اي نوع من انواع الظلم يمارس على اي نفس بشرية بل نؤيده ونشجعه.

 

ولكن أليس السكوت على تعطيل شرع الله وحدوده أولى؟ أليس السبب فيما تشهده البشرية جمعاء من ظلم هو تعطيل حدود الله؟ اهناك قانون افضل من شرع الله على وجه هذه المعمورة حتى نستبدله به؟ انستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير؟ انرضى الدنية في ديننا لترضى عنا اليهود والنصاري؟ {ومن أصدق من الله قيلا} {ومن أصدق من الله حديثا} وهو الذي يخبرنا انهم لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم .

 

ومن هنا آن الأوان وصار لزاما على الإسلاميين ان يراجعوا هذ الخطا الفادح وان يعلنوها مدوية لا مجاملة فيها رضي من رضي او سخط من سخط؛ # _نريد _تطبيق _شرع _الله _في _ارض _الله _على _عباد _الله، ولعل مما يعيننا في تلك المطالبة وبرفع عنا الحرج النص في اغلب دساتير العالم الاسلامي على أن الاسلام دين الشعب والدولة وان القوانين بعامتها أحوال شخصيه وجنائية ومدنية وتجاريه مصاغة من الفقه الاسلامي، وحبيبنا وقرة اعيننا صلى الله عليه وسلم هو الذي يقول بابي هو وامي "ان لم يكن بك غضب علي فلا أبالي" فاللهم ان لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي، لكن عافيتك اوسع لنا.

 

ومن هنا اتوب الى الله على ما مضي من عمري وأعاهد الله على ان اظل مطالبا بتطبيق شرعه على ارضه في عباده ما حييت،  ولكن ادعو الى ذلك بالتي هي احسن، لا آتي بمنكر في سبيل تغيير منكر،  ودعوتنا لتطبيق شرع الله لا تتنافى مع وسطيتنا وسلميتنا، وقد يصفنا البعض بالإرهاب بسبب ذلك ولكن ليكن فقد وصف قدوتنا صلى الله عليه وسلم بأشنع من ذلك وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يجامل انسا حين كسرت عمته ثنية جارية، وطلب اولياء الجارية القصاص بينما أحب الطرف الاخر أنس ومن معه الارش (التعويض المالى) ووصل الامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لأنس بكل وضوح: يا أنس كتاب الله القصاص وحصل مثله مع حبه وابن حبه أسامة ابن زيد فقد حمله أولياء المخزومية التى سرقت أن يشفع لها لمكانته عند الرسول صلى الله علبه ويكلمه حتى لا تقطع يدها فقال له غاضبا ومقرعا: يا أسامة أتشفع في حد من حدود الله" ؟ ثم قال عقبه كلمته المشهورة: "كان فيمن كان قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" (متفق عليه) وأنا اقول لكم يا إسلاميين أنجامل في حد من حدود الله؟ ثم لنعلم أن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ولكن يكلفها الوسع كله أليس في وسعنا أن نقول لحكامنا: يا حكامنا طبقوا شرع الله فينا، ألجموا المسؤولين وذوى الامانات عن المال العام، اختاروا اصحاب الكفاءة من الاقوياء الامناء، ارفقوا بالمرأة والضعيف والارملة والمريض واليتيم، لقد نطقها نبيكم يوما "اللهم انى أحرج في حق الضعيفين؛ المرأة واليتيم اقتلوا القاتل ففي ذالك حياة لنا طبقوا شرع الله فينا ففيه حل جميع مشاكلنا فيه الحرية والتنمية والعدالة والمساواة عند ذلك نكون من الذين ينجيهم الله بإذنه بنهيهم عن السوء ولا نكون من الذين يأخذهم "بعذاب بئس بما كانوا يفسقون" ولا من الذين يسكتون فيسكت القرءان عنهم، بكل بساطه ما هو مطلوب منا هو أمر حكامنا بتطبيق شرع الله، ولسنا مؤاخذين بعدم امتثالهم لذلك، فتلك معذرة إلى ربنا ولعلهم يتقون وأنا اخشي أن يكون تأخر التمكين لنا ناتجا عن هذ الخطأ الفادح .

 

وفي الختام أسألك يا عبد الله، وأسالك يا أمة الله؛ هل أنتما ممن يعتبرون الرجوع إلى تطبيق شرع الله نورا وتقدما ونجاحا وفلاحا؟ أم ممن يرون الرجوع الى تطبيق شرع الله وإقامة حدود الله رجعية وظلاما وتخلفا؟ وأنا على يقين أنكم ترونه فلاحا وصلاحا وخيرا ونجاحا وهذا السؤال طبعا موجه للجميع كما أرجو من الجميع إسلاميين وغيرهم داخل البلد وخارجه اثراء هذ المنشور وإبداء رأيهم فيه ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..