على مدار الساعة

تعزية من الشيخ محمد ولد الشيخ عبد الله

24 يونيو, 2021 - 14:10

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور}، القائل {أفحسبتم أنما خلقنكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} والقائل {له الملك وإليه ترجعون} {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}، وهي آخر آية نزلت على المشهور، والخطاب فيها موجه للأحياء والأموات داع للاتعاظ والاعتبار، ولذا قيل "كفى بالموت واعظا"، وحقيقة الرجوع إلى الله في الحياة قبل الممات بتقوى الله حق تقاته بامتثال أمره واجتناب نهيه، وبالإقبال عليه، وعدم الغفلة عنه، وبالخشية والإخلاص {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}.

 

أعزي أحباب الشيخ عبد الله رضي الله عنه في المغفور له بإذن الله تعالى كالِّ، وأعزي فيه الأسرة التي استحضرها الشيخ عبد الله في حضرته وهم غائبون، يوم قال في كلمة له يخاطب أحبابه في أغشوركيت: "ولم ننس أهل كالِّ فهم حاضرون معكم في كل ما أنتم فيه. قال لنا الشيخ رضي الله عنه مرة وقد أتينا متأخرين، فذكرت له ذلك، فقال لي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فبقي بعض أصحابه لأعذار، فقال صلى الله عليه وسلم "إن بالمدينة أقواما ما قطعتم واديا ولا سلكتم سبيلا إلا وهم معكم حبسهم العذر"، كذلك أهل كالِّ حاضرون معكم في إكرامنا وإحساننا، ورجاؤنا لهم من الله الشفاء والرجوع سالمين غانمين".

 

وقد كتبت معلقا على هذه الحظوة التي حظي بها أهل كالِّ عند الشيخ عبد الله رضي الله عنه، ومعرفا بهم من لم يعرفهم، ما يلي:

"أهل كالِّ أسرة من أحباب الشيخ رضي الله عنه في أغشوركيت، باعوا لله أنفسهم واشتراها بفضله وكرمه، بجنة الشهود، قال تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة}، أخذوا على الشيخ عبد الله رضي الله عنه الطريقة، وأخلصوا له الصحبة، وأخلص لهم رضي الله عنه المحبة والمودة، فاختاروا مما عند الله من ذخائر أن يكونوا عبيدا لله، واختارهم الله عبيدا له، وقمع عنهم غطرسة الشيطان وتجبره بقوله تعالى: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}، واختاروا لب العبودية ففضلوا الخدمة وفضلتهم، فكانوا معروفين بها كما كانوا معروفين بالصدق في جانب الله والتواضع لله والإخلاص في المعاملة مع الله.

 

تخلفوا عن هذه الزيارة لداع صحي، ولكن الله حاضر لا يغيب، وشيخهم وفيٌّ أمين، ولم ينس أهل كالِّ ولو لم يحضروا الحفل والزيارة لأنهم في خلده رضي الله عنه خالدون مقيمون. فهنيئا لأهل كال التوفيق.

 

فلتجعلوا من نهج كال مع الشيخ عبد الله رضي الله عنه نهجا لكم ولتحافطوا على عهده كما حفظه لكم.

 

حفظكم الله ورعاكم وصانكم وتولى أموركم ووفقكم لما يحب ويرضى، ودمتم وفق ما رمنا ورمتم.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

محبكم على الدوام إن شاء الله محمد ولد الخيم لكبير