على مدار الساعة

رسالة إلى رئيس الجمهورية: لإنصافنا في التنمية خلال معرض تمبدغة للثروة الحيوانية

29 مارس, 2021 - 16:31
المهندس محمد عبد الله اللهاه -  lamoslamosla@gmail.com

سيدي الرئيس الموقر،

بعدما يليق بجنابكم من التقدير والاحترام، يسرنا نحن جماعة الغنم بكل فصائلنا ممثلين غالبية ساكنة هذا البلد حيث يتجاوز عددنا 21 مليون رأس أن نشكو إليكم كل أنواع التهميش والإقصاء منذ استقلال بلدنا. رغم أننا نشغل أكثر من 60% من سكان الريف ونساهم في الناتج المحلي بنسبة معتبرة. ومع ذلك، لولا رحمة الله بنا فترة الخريف حين يسقينا الغيث وينبت لنا الأرض نرعى ونأكل، لقضى علينا الجوع والهزال طيلة باقي أشهر السنة. رغم أننا نكرم الضيف وننعش كل بيت وندخل السرور والفرحة على كل مواطن في كل موسم.

 

سيدي الرئيس،

نود أن يكون معرض تمبدغة الذي ستدشنونه مناسبة لإنصافنا ورفع الظلم عنا. فمطلبنا بسيط وغير مكلف. فقط زراعة بعض النباتات نأكل منها ونرعى كي نعطيكم عطاء أكثر. ولعلمكم الكريم، فإن تكلفة البرسيم الأخضر مثلا في أوروبا أقل من أوقية للكيل، فما بالكم بتكلفته عندنا في ظروف إنتاج أخفض كلفة باستخدام الطاقة الشمسية وطرق الإنتاج المعقلنة. وما بالكم بنباتات أخرى أقل كلفة من البرسيم وتعمر أكثر من عقد من الزمن نرعى فيها دون الحاجة إلى نفقات مكلفة وبرنامج تدخل استعجالي بعشرات المليارات لتخفيف وطأة الجفاف عندما يضرب أرضنا. وموكلنا يشهد على ذلك من أعلاف ذات جودة عالية وتكاليف منخفضة سبق أن جربت في بلادنا وأعطت نتائج عالية. ونحن نضع موكلنا رهن إشارتكم في خدمتكم وتحت تصرف مدير ديوانكم وكل القطاعات المعنية من أجل الإقلاع بهذه الثروة الهائلة وتوفير قيمة مضافة هامة.

 

سيدي الرئيس،

نحن أميون لكننا انتدبنا من يرفع لكم تظلمنا لأننا لا نريد توسيخ شوارع الرئاسة بعرصتنا وبولنا ولا نريد سد الشوارع بتظاهراتنا لأن مليونا واحدا منا سيسبب ذلك حين ننظم تجمهرا واحدا، بل إن بعض قرون الأكباش العاتية منا يمكن أن تسبب ضحايا إذا أخل بعضها بالانضباط ونطح مسؤولين أو مواطنين عزل لا قدر الله.

 

سيدي الرئيس،

إننا نطمح أن تكون بلادنا في ظل سيادتكم الرشيدة تتوج طلائع الأمم حتى تحتل المرتبة الأولى أمام كل دولة بما فيها نيوزيلندا التي احتلت مرتبة مرموقة في رعايتنا وتنميتنا والعناية بنا حتى أعطيناها فرصة تصدير لحومنا وألباننا إلى جميع الدول، رغم أن عدد سكانها مثيل لبلدنا.

 

سيدي الرئيس،

إن أبسط العناية بنا لا تتطلب صرف ميزانية ضخمة بعشرات المليارات لإنشاء مزارع علفية نرعى فيها ونستريح من رحلة الشتاء والصيف بحثا عن الكلإ، بل إن مليارا واحدا قد يكفينا لتعميم المزارع العلفية على كل الولايات كي نعطي حليبنا لكل رضيع ولحومنا لكل فرد وعائداتنا لكل فقير ونشغل كل عاطل ونواسي كل مسكين حتى نمكنكم من امتصاص البطالة ودمج الطبقات الهشة والقضاء على الفقر والعدل بين الناس في توزيع الثروة وتعزيز روابط الأخوة مع دول الجوار عبر إمدادهم بأضاحيهم التي بلغت العام المنصرم توقيع أكثر من 450 ألف كبش لبعض جاراتنا جنوبا. ونحن نستطيع أن نمدكم من خلال تكاثرنا لفترة وجيزة بملايين الرؤوس تصدرونها نحو دول الجوار وحتى دول أوروبا رفقة السمك. إن قدرتنا على التكاثر والتضاعف تفوق كل البهائم الأخرى، بل إن تزاوجنا مع أصناف أخرى من الغنم مثل الرومانوف سنعطيكم إثره فصائل مهجنة قد تلد أكثر من أربعة وخمسة توائم لنثري بذلك هذه الثروة المهملة ونمكنكم من مضاعفتها حتى تصبح الرقم الأول في العالم الشيء الذي سيصوب الأنظار إلى بلادنا ويسيل لعاب الاستثمار الوطني والأجنبي.

 

سيدي الرئيس،

نحن واثقون أنكم ستجعلوننا في همتكم وتكرموننا كما كرمنا الله بفداء نبينا إسماعيل عليه السلام وكرمنا الأنبياء حيث كنا موضع رعايتهم مثل يعقوب وموسى عليهما السلام ورسولنا محمد عليه الصلاة والسلام بل إن السيرة النبوية ورد فيها أن الله ما بعث نبيا إلا ورعى الغنم. وقد جعل الله فينا كثيرا من المعجزات كقوله تعالى {نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين} وكرمنا بأن نكون أضحية في أفضل عيد للمسلمين وأفضل موسم يقام فيه ركن من أركان الإسلام نساهم في فرحة وغبطة الصغير والكبير. ولا يفوتكم أن من سلك طريق الأنبياء ضمن له التوفيق والنجاح. ويمكنكم أن تدرسوا كل مطالبنا والمؤهلات الملائمة لنا مستعينين بمن وكلنا لكتابة هذا التظلم أو أي خبير يهتم بشؤوننا جزاكم الله خيرا وسدد خطانا وخطاكم.

 

على يد وكيلنا المهندس محمد عبد الله اللهاه