على مدار الساعة

الكارتي في موريتانيا بين أمس التتويج وتحديات اليوم

3 يوليو, 2020 - 16:45
أحمد عبد الله أمين ـ صحفي رياضي

منذ سبعينات القرن الماضي لم تشهد أي رياضة قتالية ما شهدته "الكارتى" من إقبال لدى الشباب الموريتاني استمر عقودا من الزمن وإن كانت الفترة الأخيرة تشهد تراجعا نوعيا في الإقبال على تلك اللعبة التي برز فيها العلم الموريتاني خفاقا في السماء الدولية منذ 1984 شاركت موريتانيا في أول بطولة إفريقية للكارتى وصلت فيها إلى منصات التتويج بفوزها بأولى الفضيات.

 

وبعد تأسيس اللجنة الوطنية للكارتى عام 1988 والحصول على ترخيص لإنشاء الاتحادية عام 1997 تواصل الحضور الدولي لموريتانيا بفئاتها السنية في لعبة الكارتى كان أبرزها عام ا2011 حينما حققت موريتانيا أحد عشر ميدالية منها ثلاث فضيات والباقي بطعم لبرونز في بطولة غرب إفريقيا، وفي العام الموالي تذوقت موريتانيا طعم الذهب في مناسبتين بدكار في إحدى البطولات الإقليمية.

 

أما داخليا فتقام أربع مسابقات للكارتى سنويا تشارك فيها جل أندية العاصمة وممثلين عن الولايات الداخلية رغم الشح المادي الذي صاحب كل تلك الفترات والإنجازات والتي منها حصول الشارة الدولية في التحكيم في لعبة الكارتى، كما يوجد محترفون موريتانيون في اللعبة في عدة دول كالولايات المتحدة والإمارات وتركيا ليظل العلم الموريتاني حاضرا في مختلف جوانب تلك اللعبة.

 

كل ذلك الحضور الدولي والميداليات يعود الفضل فيه بنسبة كبيرة إلى المجهودات الذاتية في غالبه بحسب القائمين عليه.

 

ومع أن موريتانيا تشارك حاليا في المنطقة الأولى إفريقيا وهو التصنيف الأول للدول الإفريقية إلى جانب بطل العالم منتخب مصر وتونس والجزائر وهي أقوى المنتخبات على المستوى القاري.

 

 يظل الدعم المادي الحكومي لا يتناسب مع الطموحات ولا مع كل تلك الإنجازات المحققة، بل الأكثر من ذلك غياب شبه تام للجانب اللوجستي وللبنى التحية الضرورية لهذه الرياضة التي لم ينأ القائمون عليها جهدا في طلبه وهم من يسعى لتعزيز كل تلك الإنجازات وأبرزها أن يظل العلم الموريتاني خفاقا دائما في كل منصات التتويج الدولية.

 

غياب البنى التحية الضرورية لممارسة اللعبة هو أكبر العوائق التي تواجهها أسرة الكارتى بالبلاد، وإن كانت الاتحادية الموريتانية قد اقتربت جدا من تحقيق أهم مشاريعها التنموية في إطار النهوض باللعبة بعد أن أبرمت اتفاقا مع السفارة اليابانية تقوم بموجبه السفارة ببناء قاعات رياضية خاصة بالكارتى ولا يفصلها عن البدء في ذلك سوى إعطاء الضوء الأخضر من طرف الوزارة المعنية بالبدء في المشروع.

 

مما جعل القائمين على الكارتى بموريتانيا لا يفوتون فرصة إلا وجددوا الطلب  للوزارة بضرورة الإسراع في إعطائهم الإذن ببدء العمل بالمشروع قبل ضياع الفرصة التي قد لا تتكرر على المدى القريب.

 

أما اليوم فوطأة الجائحة زادت من متاعب أسرة الكارتى بموريتانيا بعد إغلاق الاتحادية منذ أشهر لجميع قاعات تلك الرياضة وتوقيف كل الأنشطة التي تعد مصدر عيش للكثير من رياضيي الكارتى ما بين المدربين والحكام واصحاب القاعات وغيرهم من اسرة الكارتى الموريتانية.

 

مابين تاريخ عريق وطموح كبير وتحديات جمة وأيام صعبة تعيش أسرة الكارتى بموريتانيا بين أمس التتويج وتحديات اليوم.