على مدار الساعة

الكورونا يحتم التعليم الرقمي في موريتانيا

31 مارس, 2020 - 13:02
محمد الأمين محمد المامي - صحفي 

منذ مايزيد على العقد من الزمن وجد مستخدم الأجهزة الإلكترونية نوافذ بديلة للتدقيق بنفسه في الأشياء، والتعرف على الأشخاص، والبحث في القضايا المهمة بالنسبة له، لزيادة الرصيد المعرفي وتطوير المهارات في الإختصاص، عبر مواكبة المستجدات من خلال منصات رقمية عدة، تقدم خدمات مدفوعة الثمن وأحيانا مجانية، وفي متناول الجميع حسب الاهتمام والمستوى المعرفي.

 

تطور الأمر مع الزمن، توفرت منصات رقمية مختصة في التعليم عن بعد، لتتحول  المقررات من الكتب الورقية إلى مواد رقمية، لصالح مستخدمي الهواتف الذكية، عبر حسابات مسجلة بالبريد الإلكتروني وبيانات خاصة بكل مشترك في الدورة التعليمية هذه أو تلك، إعتمادا على مناهج مصصمة بشكل "خاص ومحدد وفق التوجه"، كي تكون لائقة بالإنسان في زمن الثورة الرقمية، تتفهم ظروفه، التحديات أمامه، خاصة أنه يتعرض لكم هائل من المواد الرقمية عبر الوسائط المتعددة، ماجعله يضع آليات إنتقاء، لايتحمل متابعة أي شيء أعد له، الأمر الذي وضع على عاتق منتجي المحتويات التعليمية والتدريبية، ضرورة إبتكار نماذج وأساليب تنافسية من حيث مستوى وضوح اللغة مع الدقة والاختصار، عناصر التشويق، نجاعة أساليب التوصيل، مستوى الإفادة والمتعة كركيزتين أساسيتين لتماسك المنتج الإعلامي المكتوب /السمعي البصري وبشكل أخص "المادة الرقمية" التي استحدث لها مؤخرا قالب قصصي رقمي تفاعلي يستهدف جمهور المنصات الرقمية.

 

لم يكن أحدا يتوقع مفاجئة كورنا التي تفرض الآن الإستثمار في كافة الأشياء المتاحة، وخاصة الهاتف الذكي "الرفيق الأول للإنسان، أنسه وموضع ثقته"، وبالتحديد الفئة العمرية في المراحل الدراسية التي  أقعدها "الكوفيد 19 بحتمية التباعد الجسدي"، عن الحجرات الدراسية، ضمن جملة إجراءات وقائية لاتبرر هدر الوقت "رأس مال الإنسان" دون عائدات قيمة، خاصة مع ماتتيحه التقنيات الجديدة من فرص في متناول المهتمين، بل تفرض الظرفية إنشاء منصات رقمية للتعليم عن بعد، في متناول التلاميذ والطلاب كل حسب عامه الدارسي برسم السنة الجارية، يتطلب الأمر جهودا متضافرة يبذلها المعنيون رسميا بدعم فني من معلمين، أساتذة، تقنيين متمكنين من ناصية الأدوات الإلكترونية، يتمتعون بخبرة عالية فيما يتعلق بتنظيم التفاعل الرقمي وأمن معلومات المستخدمين، إضافة إلى تأطير الكادر البشري المشرف على العملية التعليمية وإشعار التلاميذ بضرورة متابعة الدروس المقدمة، وإجراء الإختبارات، والإمتحانات النهائية عبر الحسابات الخاص، التي تمكن من الدخول إلى المحتوى التعليمي والتفاعل عبر النافذة التي تخصصها المنصة للتبادل والنقاش بين المشتركين ومع المشرفين.  

 

هذه ليست دعوة للإبداع الخارق، إنما لاستثمار الممكن.. التجارب متعددة أطلقتها هيئات مجتمعية وأخرى حكومية، استهتدفت الأولى عامة الناس بمختلف الفئات العمرية وإهتماماتها بكافة التخصصات والمستويات، لفائدة تلاميذ، طلاب، ممرضين، مدربين، أساتذة جامعيين، وصحافيين، بعد مطالعة الدروس التعليمية وإجراء الاختبارات الأساسية بنجاح، إلى اصدار الشهادات من خلال الهاتف الذكي المحمول، أما التجربة الثانية التي أطلقتها جهات حكومية كانت وليدة الظرفية الحالية مع تزايد انتشار الكورونا في القارات والنصح بالتباعد الجسدي، خاصة وأن الانطلاقة ثانية ليست عيبا بقدر ماستكون عند التأخر كثيراعن صد التأثيرات السلبية للكورونا عن التلاميذ والطلاب في المراحل الدراسية حتى لا يجدوا أنفسهم في مصير مجهول بفعل الكورونا كوفيد19. 

هذا الأمر وأكثر، سهل للغاية بفضل التكنلوجيا والتطورات المتسارعة في نمط حياتنا الذكية، وتزايد النشاط الرقمي للأفراد بشغف بالغ، والحرص على اقتناء الهواتف الذكية باهظة الثمن، متعددة الخصائص، للتمكين من التقدم  من مرحلة لأخرى نحو الهدف، تحقيق تطلعات المستخدمين، فلايتطلب ذالك سوى تحديد الهدف والعمل في الاتجاه، باستخدام نموذجي للإنترنت، ذالك أن التواجد الرقمي لمكونات مجتمع المعلومات ليس ترفا.