الأخبار (نواكشوط) - اشتكى عدد من ساكنة حي تنسويلم التابع لبلدية دار النعيم في ولاية نواكشوط الشمالية من الضرر الحاصل لهم من تكدس القمامة وتراكم بقايا سوق الفحم، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل الفوري وإزالتهما عنهما.
فريق من وكالة الأخبار المستقلة تجول في الحي ورصد آراء الساكنة التي أجمعت على الضرر الذي ألحقته بهم هذه الأطنان المتراكمة من الفحم والقمامة، ومطالبتهم بضرورة إنهاء هذه المعاناة التي طال أمدها.
مرفق عمومي غير مستغل
المواطن محمد ولد أحمد وهو أحد ساكنة الحي الواقع قرب مستشفى وإعدادية تنسويلم قال إن الساحة التي يتضرر منها الساكنة كانت مستغلة في السابق لتجار الفحم، قبل أن تخرجهم البلدية منها العام الماضي.
وأضاف أن البلدية قامت بتنظيف السوق وتفريغه من الأوساخ وبقايا الفحم وهو ما خلف أطنانا أصبحت تشكل ضررا على الساكنة، رغم التزامها بإزالته بعد معاينتها وهو ما لم يحصل بعد، مردفا أن الشركة التي تولت نظافة نواكشوط رفضت إزالة هذه الأضرار بحجة أن السوق تتبع نظافته للبلدية.
وأشار إلى أن أطنان القمامة والفحم أصبحت مكبا للأوساخ والجيف، ومن المفارقة كونها تقع في وسط الحي وبها مرفق عمومي معطل بشكل كامل، وأمام هذه الأطنان المتراكمة بنيت ساحة خضراء، مستغربا من تجاهل الجهات المعنية لهذه المنشأة رغم إنفاق الملايين من أجل إنشائها.
وأكد أنهم أبلغوا العمدة بشأن هذه الساحة التي يتضررون منها وتعلل لهم بعدم وجود ميزانية من أجل إزالة هذه الأطنان، مردفا أن مسؤولية الجميع هي تكاتف الجهود من أجل القضاء على هذه الأوساخ.
أضرار مادية وصحية
المواطنة عيشة بنت عبد الوهاب قالت إن الساحة التي تتكدس فيها الأوساخ وبقايا الفحم رحل منها الساكنة عام 1994 من أجل بنائها، وما حصل هو بناء سوق بها عام 2003 ليتحول مكانها لاحقا لتجمع الأوساخ وقطاع الطرق، وهو ما انعكس سلبا على الأمراض التي انتشرت في الساكنة.
من جانبه أضاف محمد ميلود ولد عمر على أنهم يئسوا من إنهاء أزمة القمامة المتراكمة أمام منزلهم وكلما تكلفوا في نقلها عبئا ماديا عادت بنفس الحجم، وآخرها كان قبل أيام حيث تكلفوا 42 ألف أوقية قديمة في نقلها.
ونوه إلى أنهم تضرروا منها هذه القمامة لا سيما هو شخصيا الذي يعاني من مرض السكر.
ولفتت فاطمة بنت جيري إلى أنهم تارة لا يستطيعون النوم بسبب رائحة الأوساخ التي أمام منازلهم، ويقضون وقت يومهم الكامل في رقابتها حتى لا يزيدها أصحاب العربات، كما يقومون بجمعها وترحيل ما يمكن ترحيله عن أبواب منازلهم.
وأردفت أن هذه الأوساخ غالبا ما تندلع فيها الحرائق ويبيتون وهم يخمدونها، كما يتخفى فيها اللصوص.
وأكدت مناها بنت لقظف على أنها كانت من أوائل من سكنوا هذا الحي وأن أزمة الأوساخ قائمة منذ زمن طويل دون إيجاد حل لها، حيث أضحى مكانها تجمعا للصوص ورمي الجيف.
تدافع للمسؤولية ومطالبة بإزالة الضرر
المواطن محمد ولد أحمد أوضح أن ساكنة الحي أصبحوا ضحية لتدافع مسؤولية النظافة بين الشركة المكلفة بنظافة نواكشوط وبلدية دار النعيم، فيما لم تجد وعود الوالية التي أوصل لها الساكنة مظلمتهم في حلحلتها.
وشدد ولد أحمد على مطالبتهم الجهات المعنية إزالة هذا الضرر الذي أصبح يحاصرهم في منازلهم، وأن تستغل هذا المرفق العمومي المعطل والمهجور، من أجل تحويله إلى سوق أو مركز للتكوين.
وقالت عيشة بنت عبد الوهاب إن البلدية اقتصر دورها فقط على إخراج هذه الأوساخ من السوق وتركها في الساحة بعد أن كانت متوارية عن أنظار الساكنة في السوق، وتركتهم يواجهون أضرارها من الناحية الصحية والأمنية.
وأكدت مطالبتهم الجهات المعنية بضرورة إزالة جبل الفحم وتنظيف السوق من الأوساخ الموجودة حتى تعود الساحة إلى سابق عهدها، ويتمكن أبناء وبنات الحي من التجول فيها، حيث يحرمون منه الآن بسبب العزلة التي فرضها هذا الجبل واستغله اللصوص للتعرض لهم في الطرقات.
من جانبه شدد محمد ميلود ولد عمر على مطالبتهم الجهات المعنية بتوفير حماية من هذه القمامة، أو ببناء حائط خاص لها يكف ضررها عنهم.
وأكدت عيشة بنت أحمدو السالم مطالبتهم الدولة برفع هذا الضرر من أجل التمكن من البقاء في منازلهم، حيث أصبحت تحاصرهم رائحة الأوساخ وتمنعهم من فتح أبواب منزلهم، مردفة أنهم أوصلوا هذه المشكلة للبلدية ولم يجدوا منها أي تعاط جاد.

.gif)
.gif)













.png)