على مدار الساعة

مشاركون في معرض "مدائن التراث" يشكون ضعف الإقبال وغياب الدعم(فيديو)

22 ديسمبر, 2025 - 13:12

الأخبار (وادان) - بين أروقة المعرض المصاحب لمهرجان مدائن التراث، وعلى إيقاع العروض التقليدية وروائح الصناعات اليدوية، اصطفت منتجات حملها أصحابها من مسافات بعيدة، في مشهد تختلط فيه الرغبة في إحياء الذاكرة الثقافية بقلق المشاركين من ضعف الإقبال وغياب الدعم. 

 

عشرات العارضين، غالبيتهم من النساء، وصلوا إلى مدينة وادان للمشاركة في النسخة الرابعة عشرة من المهرجان، بعد أن تحملوا تكاليف السفر والإقامة من مواردهم الخاصة.

 

ويقول مشاركون إن حضورهم جاء إيمانًا منهم بأهمية المعرض بوصفه فضاءً لعرض التراث الوطني، غير أن الظروف المحيطة بالمشاركة هذا العام جعلت التجربة، بحسب تعبيرهم، أكثر مشقة من الدورات السابقة.

 

مشاركات على نفقتهن الخاصة

وقالت فاطمة بنت الحضرامي، وهي مشاركة في عرض للصناعات التقليدية، إن حضورها إلى وادان هذا العام تم دون أي دعم.

 

وأوضحت أنها تكفلت بجميع المصاريف "على أمل أن يتيح المهرجان فرصة لتسويق المنتجات التقليدية والتعريف بها".

 

من جهتها، أكدت لاله بنت عبد الله أن العديد من المشاركات قدِمن من مسافات بعيدة، معتبرة أن المشاركة في المهرجان "تحمل طابعًا ثقافيًا أكثر منه تجاريًا"، لكنها شددت على أن غياب الدعم "يثقل كاهل العارضات".

 

وتشارك في المعرض تعاونيات نسائية من المدن التاريخية الأخرى، ومن مختلف مناطق البلاد، وتتنوع المعروضات بين المنسوجات بأنواعها، وأدوات الزينة التقليدية.

 

ضعف الإقبال يخيّب الآمال

وأجمع عدد من المشاركين على أن الإقبال على المعرض هذا العام ظل محدودًا مقارنة بتوقعاتهم. 

 

وقال صمب جالو، وهو أحد العارضين، إن حركة الزوار "لم ترقَ إلى المستوى الذي يسمح بتغطية المصاريف".

 

وأضاف أن المعرض يشكّل جزءًا مهمًا من المهرجان، ويحتاج إلى مزيد من الترويج والتنظيم.

 

بدورها، رأت فاطمة السالكة بنت بمبه أن تجاهل الوزارة لمعرضهن تسبب في مشقة لهن في القدوم والسكن.

 

وتطالب بنت بمبه بتعويض من الوزارة يرد لها تكاليف التنقل والسكن أو يساعدها على الأقل في العودة من حيث أتت.

 

مقارنة بالأعوام الماضية

واستحضر المشاركون تجارب سابقة، حيث قال محمد ولد اطفيل إن وزارة الثقافة كانت، في دورات ماضية، تقدم دعمًا مباشرًا أو غير مباشر للمشاركين، سواء عبر التعويض أو توفير فضاءات العرض، معتبرًا أن هذا الدعم "كان عاملًا أساسيًا في تشجيع الحضور".

 

وأضاف أن غياب هذا الدعم هذا العام انعكس على عدد المشاركين وعلى حجم المعروضات، مبرزًا أن كثيرين اعتذروا عن المشاركة بسبب التكاليف.

 

وطالب المتحدثون وزارة الثقافة والجهات المنظمة بإعادة النظر في آليات دعم المعرض المصاحب للمهرجان، معتبرين أنه يشكل واجهة أساسية للتراث الموريتاني، وفرصة لتمكين النساء والفاعلين التقليديين من عرض منتجاتهم في إطار وطني جامع.

 

وأكدوا أن استمرار المعرض وتطويره "يتطلبان دعمًا مؤسسيًا يضمن مشاركة أوسع وإقبالًا أكبر"، بما ينسجم مع أهداف مهرجان مدائن التراث في صون الموروث الثقافي وتعزيزه.