على مدار الساعة

اتفاق خلال تخليد اليوم المدرسي لحقوق الإنسان بنواكشوط

21 مارس, 2024 - 15:37

الأخبار (نواكشوط) – وقعت مفوضية حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني ووزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، اليوم اتفاقا يتعلق بدرسين حقوقين خلال السنة، وذلك خلال حفل تخليد اليوم المدرسي لحقوق الإنسان بمدرسة "وجاهة" في منطقة الترحيل في مقاطعة الرياض بولاية نواكشوط الجنوبية.

 

مفوض حقوق الإنسان الشيخ أحمدو ولد سيدي أكد في خطاب بالمناسبة أنهم اليوم أمام قرار كبير يجعل من المدرسة الجمهورية نقطة انطلاق البناء الحقوقي الشامخ الهادف إلى ترسيخ قِيَم حقوق الإنسان في عقول الأطفال.

 

وأضاف ولد سيدي أنهم من سيقومون بذلك من خلال تلقين التلاميذ مبادئ المساواةِ والإنصافِ وحقِّ الاختلافِ والتّحابُبِ والمؤاخاة، ومن خلال اطِّلاعهم على القوانين ذات الصلة، وتثقيفهم ثقافةً حقوقيةً تنطلق معهم في بدايات حياتهم، ليكبروا وهم مسلّحون بمعاني ومضامين وروح المواطنة، مع ما يلزم من حفظِ وفَهمِ القوانين الوطنيّة والدوليّة، والاطّلاع على أهداف الآليات والهيئات الوطنية المكلفة بحقوق الإنسان.

 

 

ودعا ولد سيدي للعمل من أجل جعل المدرسة الجمهورية نقطة انطلاق رفض خطاب الكراهية، مذكرا بأن أكبر مِعْوَلٍ لهدم السِّلم هو خطاب الكراهية، وهو الكلام البذيء المسيء لفرد أو مجموعة بناءً على أحكامٍ مسبَّقة مزيفة مرتبطة بالفئة، أو العرق أو اللون أو الجنس، كما أنه الكلام المتعصّب، البعيد من مبدأ التّسامح واحترام الآخر، مهما اختلفنا معه.

 

وذكر ولد سيدي بأن الجميع الآن يعيش في عهد أصبحت وسائل التعبير فيه كثيرةً وسريعةً، لذلك أصبح خطابُ الكراهيةِ أخطرَ، لسرعة انتشاره عبر الصُّور، والرُّسوم، والرُّموز، والصّوتيات، مشددا على أن ذلك يجعل المدرسة الجمهورية أهمَّ مرحلةٍ لتسليح التلاميذ فيها لتفادي الصِّدام، ولترسيخ التسامح، ولتعميق ثقافة قَبول الآخر، ولتعزيز مبدأ الحوار البنّاء والمثمر والإيجابي، خدمة للوحدة الوطنية التي نسعى من خلالكم إلى تحقيقها كاملة، غير ناقصة.

 

 

ودعا ولد سيدي التلاميذ لأن يجعلوا من القانون دِرعَهم الواقي من التجاوزات والحصنَ الحصينَ المحصِّنَ لغيرهم من الانتهاكات، مذكرا بأن عليهم أن يفهموا باكرا أن القانون لا يقبل التمييز أبدا، ويقمع بقوّته وبنصوصه كلّ أشكالِ خطاب الكراهية، لأنه يُحرّض على العنف، ويقوِّض اللحمة الاجتماعية، ويمهِّد للاحتقانات والتوتُّرات والصراعات. إنه الطريق الأقصر لانتهاك حقوق الانسان، وأنتم تشكّلون أهمّ جدارٍ سيحْمي المجتمع من كل صُنوفِ الانتهاكات.

 

وشدد ولد سيدي على ضرورة تلبية نداء الرئيس محمد ولد الغزواني في وادان، والذي أكّد فيه أنه آن الأوان "أن نطهّر موروثنا الثقافي من رواسب الظلم الشنيع، وأن نتخلص نهائيا من الأحكام المسبّقة والصور النمطية التي تناقض الحقيقة، وتصادم قواعد الشرع والقانون، وتضعف اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية"، مردفا أن الحقوق مصونة بقوة القانون، "ولن يترتّب حق أو واجب على أي انتماء إلا الانتماء الوطني".

 

 

وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي المختار ولد داهي شكر مفوض حقوق الإنسان على هذه المبادرة، وتعهّد باسم العاملين في قطاع التهذيب بالحرص على حسنتين، هما حسنة تحيين المناهج والكتب المدرسية بكل ما يُمجد المشترك والمُثل والحقوق الآدمية، وحسنة انتظام هذا الدرس على عموم التراب الوطني مرتين كل عام دراسي.

 

وطالب ولد داهي المفوضية وشركائها "بالوعي بأن الحق الإنساني الأول هو التعليم فمن أراد علاج انتهاكات حقوق الإنسان فليستثمر ما لديه وما لدى شركائه في التعليم، فالتعليم وقايةٌ من خوارم حقوق الإنسان، والوقاية تأكيدا وتجريبا خير من العلاج".

 

ورأى ولد داهي أن اللقاء اليوم بمدرسة "وجاهه" بمقاطعة الرياض هو لتأسيس اتفاق سنوي مستديم بين الوزارة المكلفة بالتهذيب الوطني والمفوضية المكلفة بحقوق الإنسان يتضمن تقديم درس نموذجي مرّتين في العام الدراسي لفائدة تلاميذ السنتين الخامسة والسادسة من المستوى الابتدائي في موضوع حقوق الإنسان ونبذ الكراهية.

 

وأضاف الوزير أنه بموجب هذا الاتفاق سيَسهر القطاعان على انتظام هذا الدرس، وتملك التلاميذ لمضمونه وإشاعته كثقافة عامة تُحصن الأطفال - أجيال وقادة المستقبل ـ ضد غِوايات وشياطين التفرقة والكراهية والبغضاء بلا سبب.

 

ورأى ولد داهي أن اختيار المدرسة الابتدائية لتخليد هذه الدروس نصف السنوية هو اختيار موفق لأن المدرسة الجمهورية هي الخلية الأم للمواطنة والمساواة، ومن أراد المواطنة الخالصة وحقوق الإنسان الصافية والمساواة الراسخة فليبدأ بالمدرسة.

 

ونبّه ولد داهي إلى أنهم حرصوا - منذ بداية العام الدراسي - على تخليد القطاع لمختلف الأنشطة في المؤسسات التعليمية، مرجعا ذلك لجملة أسباب منها لفتُ الانتباه للتحسٌن المقبول الحاصل في المباني المدرسية.. وتقدير الطواقم التربوية التي هي عِماد التعليم والتي تبذل جهودا معتبرة من أجل الرفع من مستوى العطاء التعليمي وتحقيق المدرسة للأهداف المتوخاة منها وهو جهد مضنٍ ومتعب ينبغي لفت صنَعَة الرأي العام إليه.. وإرادة لفت الانتباه إلى بعض النواقص بالمؤسسات التربوية التعليمية.

 

وذكّر الوزير باستحداث قطاعه هذا العام رزمة من البرامج من شأنها مزيدُ تيسير حق التلاميذ كافة وخصوصا التلاميذ الذين هم أقل حظا في التعليم، منها برنامج "الامتياز الجمهوري" والذي مكّن من ولوج ما يزيد على 70 تلميذا موريتانيا - ذووهم مسجلون بالسجل الاجتماعي لتآزر - ثانوية الامتياز، ومنها "برنامج جسور" وهو برنامج يسعى إلى توفير دروس تقوية لفائدة السنوات الختامية – الإشهادية - خصوصا بالولايات الأقل نِسب نجاح، وذلك بهدف ترفيع نسب النجاح.

 

كما أن منها – يضيف الوزير - برنامج "مواهب"، والذي يسعى إلى تشكيل منتخبات وطنية في مجالات الرياضيات والفيزياء و العلوم، ويركز في استكشافه للمواهب على الأوساط الأقل دخلا حتى تتم رعايتها باكرا ويُحافَظُ على حقها الإنساني في تنمية المواهب التي حباها الله.

 

ووجّه وزير التهذيب الوطني نداء لكل الفاعلين المؤسسيين وغير المؤسسيين والأطر و"قدامى تلاميذ الثانويات والابتدائيات" بأن يتعاونوا من أجل استرجاع سُمعة المؤسسات التي تربطهم بها صلة تكوين أو صلة رحم جغرافي أو صلة غيرة على الوطن، وبقليل من التضامن يمكن صنع الفارق ورفع معدّلات النجاح في السنوات الختامية.