على مدار الساعة

سياسي مغربي للأخبار: نطمح لطي الخلاف بشأن الصحراء

22 ديسمبر, 2023 - 15:28

الأخبار (نواكشوط) قال الوزير المغربي السابق ورئيس حزب "التقدم والاشتراكية" محمد نبيل بنعبد الله، إن حزبه يطمح إلى طي الخلاف بشأن قضية الصحراء "واحتضان كل الأبناء والإخوة والأخوات الموجودين في المخيمات وأن نتمكن من أن نبني معا".

 

وأضاف في مقابلة مع الأخبار:" نحن لا نرى أو نقارب موضوع الصحراء انطلاقا من تعصب وطني ضيق شوفيني بقدر ما نرى ذلك في إطار ينظر إلى المستقبل ويطمح إلى طي هذا الخلاف".

 

وشدد على أنه "ليس بالإمكان أن نقوم بذلك إلا في إطار حل سياسي نتفق عليه لأن كل المقاربات الأخرى لم تفض إلى أي حل".

 

ولفت السياسي المغربي إلى أن الزيارة التي بدأها قبل أيام لنواكشوط تهدف إلى إجراءات لقاءات مع السياسيين الموريتانيين

 

وبخصوص الجمود الحاصل في اتحاد المغرب العربي، أكد أن الأحزاب السياسية يمكن أن يكون لها دور في تحريك الشعوب وتعبئة المجتمعات ليكون لها تأثير على قرارات الحاكم في اتجاه تفعيل هذا الاتحاد.

 

وتحدث رئيس حزب "التقدم والاشتراكية" في المقابلة عن مواضيع أخرى بينها العلاقات المغربية الإسرائيلية.

 

وأشار إلى أنه في ظل جرائم إسرائيل إزاء الشعب الفلسطيني "يصعب المضي قدما في علاقات قوية مع دولة ترتكب هذا النوع من الجرائم".

 

 

وهذا نص المقابلة:

 

الأخبار: نريد في البداية أن نعرف منكم أهداف هذه الزيارة لموريتانيا؟

 

شكرا لكم بداية على الاستضافة، أنا سعيد جدا أن تكون لي فرصة أن أُخاطب أوساط مختلفة من المجتمع الموريتاني الشقيق.

 

 الواقع أنني سعيد بالتواجد بموريتانيا لأول مرة، وهذا ربما تصحيح لما أكاد أقول إنه خطأ ارتكبته عن غير قصد، في عدم التمكن من زيارة موريتانيا منذ سنوات، وكانت لي هذه الرغبة فعلا، وهي رغبة شخصية، لكن أيضا رغبة حزبية وسياسية مرتبطة باقتناع راسخ ألا وهو ضرورة أن تكون للأحزاب السياسية الموريتانية والمغربية وعموما الأحزاب السياسية ببلدان المغرب الكبير، علاقات وطيدة وتُساهم من خلال هذه العلاقات في تقديم المسار التنموي لبلداننا المختلفة ولشعوبنا المختلفة.

 

 ثم جاءت الفرصة من خلال العلاقات التي نسجناها مع حزب الصواب في السنوات الأخيرة، بدءا بخطوات همت شبيبة الحزبين، وبعد ذلك كان لي شرف أن أستقبل عدة مرات، بالرباط وبمقر حزب التقدم والاشتراكية الأخ العزيز والصديق الكبير السيد عبد السلام ولد حرمة رئيس حزب الصواب، ثم بعد ذلك مؤخرا كانت لي فرصة أن ألتقي بالأخ العزيز أحمد ولد عبيد نائب رئيس حزب الصواب، في الاحتفاء بالذكرى الثمانين لتأسيس حزب التقدم والاشتراكية بكل من طنجة والدار البيضاء.

 

كلها مناسبات جعلتنا نتفق على أن تكون هذه الزيارة، وأن نُتيح فُرصة لتعميق العلاقات بين الحزبين، ولكن أيضا لتمكين حزب التقدم والاشتراكية من الالتقاء بعدد من الأحزاب السياسية بموريتانيا، سواء تلك التي لها عضوية في البرلمان، أو من الأغلبية أو من المعارضة، ولكن أيضا أحزاب خارج البرلمان وذلك ما قمنا به هذا الصباح من خلال اللقاء مع التجمع الوطني للإصلاح والتنمية من جهة، ومع اتحاد قوى التقدم، وهما لقاءان هامان مع أطراف مُختلفة من المجتمع السياسي والحزبي الموريتاني، وسنواصل هذه اللقاءات مع أطراف سياسية أخرى.

 

الأخبار: هذه اللقاءات الحزبية هل ترون أنها ستسهم في تحريك المياه التي ركدت منذ فترة باتحاد المغربي العربي والتكامل المنشود بين دول الاتحاد؟

 

طبعا القرار النهائي ليس لنا كأحزاب، نريد أن نقصد من خلال ذلك القرار الرسمي، مسألة اتحاد المغرب العربي مسألة مرتبطة بقرار لحكام مختلف بلداننا.

 

ومع الأسف تعلمون أن هناك مجموعة من الخلافات التي جعلت هذا الاتحاد لم يتقدم كثيرا، ولم يتح الفرص التي كانت تطمح إليها شعوبنا عند تأسيسه، ولم يفتح كل الجبهات التنموية التي كان بالإمكان أن نصل إليها.

 

 لكن كأحزاب لنا دور أساسا، في أن نحرك الواجهة الشعبية، وأن نعمل على تعبئة مجتمعاتنا ليكون لنا تأثير على قرارات حكامنا في اتجاه أن يكون هذا الاتحاد، وأن يُشكل تجمعا.

 

نعلم جميعا أنه في العالم اليوم تشكلت مجموعة من التجمعات الإقليمية، أو المتعلقة بالقارات بكاملها، مثل ما هو الشكل بالنسبة للاتحاد الأوروبي، أو أيضا بالنسبة لمناطق أخرى من العالم.

 

ويقيننا في حزب التقدم والاشتراكية أنه لا يمكن أبدا أن يكون لنا مكان وأن يكون لنا موقع في الحسابات الدولية، وفي التموقعات الجيوسياسية إن لم نعمل على توحيد جهودنا، وعلى تشكيل فضاء تنموي واقتصادي واجتماعي وثقافي وسياسي مشترك.

 

 بما لا يعني طبعا التفريط في سيادتنا، أو سيادة كل بلد على حدة، ولكن بما يُتيح فعلا أن نضع إمكانياتنا المختلفة في خندق واحد، وأن نُشكل قوة ضاربة على المستوى التنموي والاقتصادي العام، وأن يُشكل ذلك إمكانية لأن نُكثر من مداخيلنا الاقتصادية والمادية ومن توزيع هذه الخيرات، لفائدة شعوبنا وخاصة الفئات المستضعفة من شعوبنا.

 

 لذلك نعتبر أن لنا دورٌ، لنا دور في أن نفتح جبهة النضال المشترك الحزبي السياسي للدفع بهذه الأفكار، ولجعل أن مجتمعاتنا تتحرك بأن يكون لها مطلب قوي، مطالب عامة مُرتبطة بدَمقرطة مجتمعاتنا بسعينا التنموي من أجل اقتصاديات قوية بضرورة المساواة والعدالة الاجتماعية في مجتمعاتنا.

 

 مجتمعات قائمة على الحرية وعلى المساواة وغير ذلك، وكل ذلك يجمعنا مع حزب الصواب، لكن كذلك نسعى إلى أن نُوفر الإطار المناسب بين بداية المغرب وموريتانيا، لكن كذلك مع باقي بلدان وشعوب المنطقة التي ننتمي إليها سواء إذا تعلق الأمر بالجزائر، أو بتونس، أو بليبيا، في مسعى حقيقي لتجاوز الخلافات التي تطرقت إليها.

 

الأخبار: على ذكر الخلافات، العلاقات البينية، العلاقات بين موريتانيا والمغرب، نبيل الوزير، ونبيل السياسي ما هو تقويمكم لهذه العلاقات بين موريتانيا والمغرب؟ وهل أنتم راضون عن مستوياتها المختلفة؟

 

العلاقات بين المغرب وموريتانيا الحمد لله على أي حال علاقات سوية، علاقات تتفادى الخلافات، وتُدبر حتى عندما تكون هذه الخلافات، تدبرها بشكل ذكي، لكن ظروف موضوعية، وبعض الحسابات الموجودة على مستوى المنطقة التي ننتمي إليها، والمرتبطة ببعض الخلافات، خاصة على المستوى الترابي، ونعلم جميعا هذا الأمر وهو موجود في قلب علاقاتنا، ولكن أيضا مع الأشقاء الجزائريين.

 

 وهذا كله يجعل أننا نحن في حزب التقدم والاشتراكية نعتبر أن هذا الأمر مَضيعة للوقت وأنه في نهاية المطاف، مصلحة شعوبنا في وحدة الصف، مصلحة شعوبنا ليس في اتجاه مزيد من التشتت ومزيد من التجزئة، مصلحة شعوبنا عندما نرى ما يحدث عبر العالم، عندما نرى اليوم كيف يتعامل الغرب، وعلى رأس الغرب آمريكا، في دعم لا مشروط مكشوف مفضوح، وسنعود بدون شك إلى قضية شعب فلسطين لما يحدث في غزة، عندما نرى كل ذلك ونحن ليست لنا كلمة ليس لنا وزن، سواء تعلق الأمر ببلداننا، أو تعلق الأمر بكافة الأقطار العربية وحتى الإسلامية كلها.

 

 رغم احتجاجاتنا، رغم المواقف المعبر عنها من قبل حكامنا، رغم ذلك يتعين علينا أن نعي بأن الكلمة للأقوى، وقوتنا ستكمن في وحدتنا، وهذا الأمر يُحتم علينا أن نوحد الجهود، وأن نعمل على تشكيل فضاء مغاربي واسع، قوي، يُتيح شروط تنموية وديمقراطية فُضلى بالنسبة لبلداننا، لكن يضعنا على خارطة أصحاب القرار، على الأقل إقليميا.

 

ونحن في حزب التقدم والاشتراكية نريد أن نُسهم في ذلك دون تعصب، في إطار سعي إلى أن نُناقش وأن نتحاور حول ما يمكن أن يشكل خلافا، ونتمنى أن تفتح لنا هذه العلاقات مع حزب الصواب اليوم، لكن من خلال اللقاءات التي عقدناها أكدنا مثلا أنه بالإمكان أن نُنظم زيارة قريبة للمعارضة المؤسساتية بأحزابها الأربعة، وربما أن يُساهم فيها أيضا اتحاد قوى التقدم.

 

 على أساس أننا نحن أيضا في حزب التقدم والاشتراكية بالمغرب، لنا دور مركزي على مستوى أحزاب المعارضة بمجلس النواب بالبرلمان المغربي، وبإمكاننا أن نعمل على التقاء هذه الأحزاب في ندوة تهتم بهذه القضايا، ماهي التحديات المطروحة علينا اليوم؟ وكيف يمكن أن نعمل على رصدها بداية؟ وعلى التحرك حولها، عسى أن تفتح هذه المبادرة الباب للعمل أيضا مع أحزاب باقي دول المغرب العربي الكبير، سواء تعلق الأمر بأحزاب جزائرية، أو تونسية، أو ليبية.

 

الأخبار: أشرتم للمشكلة التي تُسبب إشكال كبير سواء على المستوى الرسمي أو مستوى أحيانا الشعوب، قضية الصحراء، هل لحزب التقدم والاشتراكية رؤية مُختلفة رؤية أخرى لحل إشكال قضية الصحراء؟

 

تعلمون أننا في حزب التقدم والاشتراكية، الذي يعود عمره اليوم إلى ثمانين سنة من الوجود، منذ أن تأسس سنة 1943 باسم آخر طبعا، لكن منذ هذا التأسيس أكدنا دائما على وحدة التراب الوطني المغربي، وعندما كنا نعيش في وضعية الحماية أو الاستعمار من قبل المستعمر الفرنسي والإسباني حسب أجزاء مختلفة من ترابنا، المستعمر الفرنسي أساسا في وسط البلاد، والمستعمر الإسباني في طرفي البلاد الشمالي والجنوبي.

 

كنا آنذاك نقول بأن استقلال المغرب يتعين أن يشمل كل الأقاليم، بما في ذلك طبعا مسألة واد الذهب والساقية الحمراء، ومنذ ذلك الحين ولنا مواقف على هذا الأساس، ومنذ ذلك الحين نؤكد على ضرورة أن نلجأ إلى الأمم المتحدة لطرح هذا الموضوع، من أجل جعل هذه القضية تدخل في إطار حق الشعب المغربي في الحصول على استقلاله، وذلك في إطار ترابه الكامل.

 

صدر عن الحزب وهو في السرية آنذاك سنة 1972 قبل أن تؤسَّس أي جبهة، أو أي حركة دفاعا عن أي تصور آخر، صدر كتاب لزعيم الحزب آنذاك علي يهتا، كتاب اسمه الصحراء المغربية الغربية، ومُنع هذا الكتاب في المغرب، تعلمون بأن ذلك أنه حتى رسميا لم تكن المسألة مطروحة لأن المغرب يُراعي مجموعة من التوازنات، منها علاقته بجيراننا، بالجزائر وكذلك بموريتانيا.

 

 وعلى هذا الأساس نعتبر اليوم أنه، بالطبع دخلنا في مسعى، تعلمون ذلك 1974 ثم 1975 وبعد المسيرة الخضراء وقع ما وقع وكان هناك اتفاق مع موريتانيا أيضا، من أجل أن يكون تدبير مشترك لأجزاء هذا التراب، وموريتانيا لأسباب داخلية.. سأعود لمسألة الگرگرات بسرعة.

 

 أقول إنه اليوم خلافنا ليس مع موريتانيا والحمد لله على ذلك، وهناك سعي حقيقي إلى أن نشتغل معا إذا سمحت بذلك أطراف أخرى، التي ربما لن ترى ذلك بعين الرضى، وفي ذلك أخطاء كبيرة ترتكب، لذلك اليوم عندما نرى ما يحدث، نحن نطمح إلى توحيد هذا الفضاء المشترك الذي نعمل فيه.

 

 نحن نطمح إلى توحيد مجهودات شعوبنا، نحن نعتبر بأنه في الظروف الحالية التجزئة والتفرقة ليست من مصلحه شعوبنا بل كل ما يمكن أن يشتت أكثر هذا الأمر أن ما يخدم مصالح دول الإمبريالية الغربية وربما حتى صهيونية لا تريد للبلدان العربية المختلفة أن  توحد جهودها.

 

ونعتبر بأنه هذا التطلع في نهاية المطاف وأنا أتكلم بصراحة، لأنني أمثل طبعا حزبا مناضلا، له أسس نضالية قوية وسبق لي أن تناقشت حتى مع بعض العناصر، إما المنتمية لجبهه البوليساريو أو التي تدعم هذه الجبهة حتى ولو أنهم قليلون من داخل التراب الوطني، وكنت أقول ما هو هدفنا في نهاية المطاف.. إلى ماذا نطمح إلى أن نسعد جميعا داخل تراب محرر ينعم بالديمقراطية والازدهار الاقتصادي وبالعدالة الاجتماعية، يكون قادر على مواجهة تحديات العالم.

 

 وعلى أن شكل قوه ضاربة على المستوى الإقليمي هذا ما نطمح إليه هل بالله عليكم بمزيد من التفرقة سنصل إلى ذلك، هل بالله عليكم هذه الظروف موفره اليوم في المخيمات؟، هل بالله عليكم تعتبرون أنه يمكن أن نثق في سعيد؟

نحن نعاني في بلداننا المختلفة لأننا نطمح إلى تشييد مجتمعات ديمقراطية حقيقية، وكل حسب أوضاعه يعيش بعض الإكراهات الكثير منها سلبية.

 

المغرب تقدم بعض الشيء في بنائها الديمقراطي.. موريتانيا على  أية حال أحسن مما كانت عليه لكن لم تصل إلى ما يطمح إليه الشعب الموريتاني والقوى السياسية الموريتانية، نحن كذلك في المغرب.. أعتقد أن الوضع مماثل في الجزائر وما حدث مؤخرا من حراك يدل على ذلك.

 

 ما يحدث في تونس يسير في نفس الاتجاه.. ليبيا تعاني من التفرقة الآن ومن خلافات داخلية كل ذلك يجعلنا نقول إذا كنا نريد أن نعيش في فضاء ديمقراطي وهكذا كنت أتوجه إلى هذه العناصر، هل لا تفكرون في أن مسارنا مشترك ونضالنا مشترك خاصة أننا كتقدميين وأناس نؤمن بالفكر التقدمي وبأفكار اليسار إذا كنا سنسير في هذا الاتجاه فممكن أن نعمل معا، وأن نوفر الإطار المناسب لذلك.

 

 أما أن نزيد من عناصر التفرقة ونكون لعبة بين أيدي مجموعة من البلدان التي لها أطماع استعمارية إلى اليوم لاستغلال خيراتنا المختلفة و لإذكاء مزيد من عناصر التفرقة فيما بيننا.. أعتقد أن هذا الأمر لا فائدة فيه.

 

هذا بغض النظر عن قناعتنا الوطنية الراسخة المرتبطة بالتاريخ والمرتبطة بالأمور التي لا يمكن لأحد أن يغيرها وعلى هذا الأساس نحن لا نرى أو نقارب موضوع الصحراء انطلاقا من تعصب وطني ضيق شوفيني بقدر ما نرى ذلك في إطار ينظر إلى المستقبل ويطمح إلى طي هذا الخلاف وإلى احتضان في هذا التراب كل الأبناء والإخوة والأخوات الموجودين في المخيمات وأن نتمكن من أن نبني معا، وليس بالإمكان أن نقوم بذلك إلا في إطار حل سياسي نتفق عليه لأن كل المقاربات الأخرى لم تفض إلى أي حل.

 

الأخبار: فلسطين عنوان عالمي الآن.. ليس فقط غزة ولا قضية فلسطين، أشرتم إلى انكشاف العالم.. ما هي مآلات القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى وما تقويمكم لما يدور الآن؟

 

دعني أقول لك بداية وأعبر لك عن سخطي الكبير وإدانتي القوية وإدانة حزب التقدم الاشتراكية وعدد من الأوساط المغربية السياسية والحزبية وغيرها، إدانتنا لجرائم الحرب والتطهير العرقي وحرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني الأعزل بغزة.

 

منذ ما يناهز شهرين ونصف هناك من يعتقد أن التاريخ بدأ يوم 7 أكتوبر وأن قبل 7 أكتوبر ليس هناك مشكلة اسمها حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية، والواقع أنه لا يمكن محو التاريخ هكذا بهذه السهولة.. الشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال منذ سنة ،1947 الشعب الفلسطيني يعيش مأساة ومآسي حقيقية  اسمها الاحتلال الحرمان من أجزاء من التراب الفلسطيني تدريجيا والحروب المختلفة التي عاشها الشعب الفلسطيني الاستيطان المتواصل.

 

 حتى في المناطق التي اعتبرت من قبل اتفاقية أوسلو ومدريد أنها مناطق تابعة للسلطة الفلسطينية.. القتل والتقتيل المستمر إزاء أي عملية للتعبير عن إرادة الشعب الفلسطيني في التحرير وفي الحصول على الاستقلال وفي الدفاع عن الكرامة.

 

 ما عشناه من مواجهات عسكرية عنيفة، بل ومن تسليح للمستوطنين في إباحة صريحة لقتل الفلسطينيين العزل من شبان وأطفال ونساء، دون حسيب ولا رقيب، واستمر الأمر هكذا دون أن يكون للمنتدى الدولي سعي حقيقي من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحماية الشعب الفلسطيني، والوصول فعلا إلى خطة سلام تفضي إلى حل الدولتين كما تنص على ذلك مجموعة من المقررات الدولية.

 

ثم جاء ما جاء من عمليات مشروعة للشعب الفلسطيني في الدفاع العداد في المقاومة يمكن أن يكون تيار سياسي معين يقوم بذلك في اللحظة الحالية، لكن كما حصل من قبل كانت هناك تيارات سياسية تمارس هذه المقاومة ببسالة وجرأة وبشجاعة وستأتي تيارات أخرى أو ربما حنى تعبيرات عفوية.

 

 لا يمكن للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي أن يعيش في أمن وأمان وسلام كما يدعيه لو تدعي الحكومة اليمينية المتطرفة الفاشية التي تحكم اليوم إسرائيل..  لا يمكن الوصول إلى ذلك دون إتاحة الإمكانية للشعب الفلسطيني في أن يعيش بدوره في أمان وسلام، وكل تعبيرات أخرى هي خاطئة ومخطئة في هذا الشأن.

 

 ولذلك  نقول اليوم أن المنتظم الدولي عليه أن يتحرك من أجل وقف فوري لإطلاق النار وايقاف هذه الحرب القذرة بداية كخطوة أولى.. إيقاف هذه الفاجعة الحقيقية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني.

 

هذا ما نراه من تدمير مطلق مختلف أجزاء قطاع غزة ومن تدمير للمستشفيات وللمدارس ولأماكن العبادة  للمباني المختلفة من قتل للأطفال للنساء للشيوخ.. في اعتقاد أن وراء كل هؤلاء  الأطفال والشيوخ والنساء والمباني المختلفة  هناك مقاومة فلسطينية وكل يوم نستمع إلى خرافة  حقيقية بان هناك قصف  لـ 300 أماكن توجد من داخلها  المقاومة الفلسطينية وبالغد  400 وقبل ذلك 200.

 

إذا كانت المقاومة الفلسطينية تتوفر على كل هذه الإمكانيات لو كان لها أن توفر على كل هذه الإمكانيات، لقضت على إسرائيل منذ زمن بعيد ولذلك هذه خرافة هذه الدعاية الصهيونية الفاشية التي تطمح في نهاية المطاف إلى بناء ما يسمى بدولة إسرائيل الخرافة  الدينية بناء إسرائيل من النهر إلى البحر هذا الأمر يتعين أن يتوقف.

 

 وهناك الحمد لله أصوات عبر العالم تنادي أكثر فأكثر إلى ذلك كانت أصوات شعبية اليوم أصبحت بعض الدول بما في ذلك الغربية تقول بذلك علما بأنه مع الأسف الغرب غض الطرف عن ذلك.

 

أمريكا تساند بشكل مفضوح ما تقوم به إسرائيل.. بعض من الدول الغربية الأخرى سايرت أمريكا في هذا الاتجاه.. اليوم كفى.. كفى  الأمر يتعين أن  يعيه الجميع وخاصة البلدان الغربية والحكام الغربيين والإسرائيليين بأنه لا يمكن القضاء على إرادة الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال لا يمكن برغم كل الحروب التي ستقام ضد الشعب الفلسطيني سيستمر الشعب الفلسطيني في حمل هذا المطلب لأنه مطلب عادل مطلب مشروع.

 

بالطبع نحن لا يمكن إلا أن نساند هذا المطلب، وان نعمل كذلك بالنسبة بقوانا المختلفة، وأعلم أن هناك بموريتانيا إجماع بين مختلف القوى السياسية حول الموضوع وأننا في المغرب نقترب أيضا من هذا الاجتماع ونريد أن نعمل معا إن شاء الله في هذا الاتجاه. 

 

 

الأخبار: لو استقبلتم من أمركم ما استدبرتم وتمت هذه العملية لما كنتم في الحكومة؟

 

كنا غادرنا الحكومة سنة 2019 غادرنا هذه  الحكومة بالنظر إلى خلاف مع عدد من مكونات هذه الحكومة وانطلاقا من الاعتقاد الراسخ وقلنا ذلك في مقرراتنا أن الحكومة لم تعد تسير في الاتجاه الإصلاحي الذي نطمح إليه.

 

واعتبرنا أنه لا يمكن أن نساير ذلك وهناك خلافات كثيرة كانت تميز العلاقات بين كثير من المكونات الحزبية المشكلة لهذه الحكومة، وغادرنا الحكومة آنذاك.

 

 و عندما تم هذا الاتفاق كنا إذا في المعارضة ومع ذلك بالطبع نحن اعتبرنا أن الظروف العامة مرتبطة بملف الصحراء تجعلنا في المغرب يعني سار في اتجاه.. على أي حال حاولنا أن تفهم في بداية الأمر.

 

قلنا طيب ممكن اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء من قبل أساسا الرئيس ترامب، أن هذه المسألة تشكل طفرة وتشكل تحول أساسي بالنسبة للمغرب ولكن كذلك للمنطقة التي ينتمي إليها.

 

لكن قلنا من الضروري أن تتوجه هذه الجبهة الجديدة مع إسرائيل في اتجاه فرض الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في حصوله على الاستقلال وفي إقرار حقوقه المشروعة وأذكر في هذا الباب أن يوم التوقيع على هذا الاتفاق والإعلان عنه كان هناك اتصال مباشر بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وبين الرئيس محمود عباس للتأكيد على هذا الموقف بالذات، ومن هذا المنطلق بقينا في التقدم الاشتراكية نقول في هذه الفترة أمام الاستفزازات والعمليات المنافية لحقوق الشعب الفلسطيني التي كانت تقام بمختلف أنحاء التراب الفلسطيني.

 

كنا نقول دائما نندد بإسرائيل وندين ما تقوم به ونؤكد على ضرورة أن توظف العلاقة بين المغرب وإسرائيل في اتجاه فيما يتم القيام به، لكن أيضا في اتجاه إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

 

واسمحوا لي أن أقول لكم إنه على أي حال ليست بالصيغة التي أعبر عنها أنا، ولكن بصيغ أخرى كان المغرب الرسمي يؤكد في عدد من المرات أنه لا يقبل الأعمال الإسرائيلية التي تكون منافية لحقوق الشعب الفلسطيني.. كل العمليات التي تمت ضد الشعب الفلسطيني كان التنديد بها من طرف المغرب، سواء تعلق الأمر بالقدس أو بالعمليات الاستفزازية في الأقصى أو بعمليات أخرى كانت تتم بغزة أو بالضفة، وصولا إلى ما يحاك من حرب ضد الشعب الفلسطيني اليوم.

 

ومع ذلك نحن نقول وقلنا في المغرب، إنه أمام هذه التطورات وأمام الطابع الفاشي اليميني المتطرف لهذه الحكومة وما اقترفته من جرائم وجرائم حرب إزاء الشعب الفلسطيني يصعب المضي قدما في علاقات قوية مع دولة ترتكب هذا النوع من الجرائم.