على مدار الساعة

افتتاح مؤتمر علمي بنواكشوط حول علوم وتقنيات "النانو"

19 يونيو, 2023 - 15:35
منصة افتتاح المؤتمر ضحى اليوم الاثنين بالعاصمة نواكشوط

الأخبار (نواكشوط) – انطلق اليوم بالعاصمة نواكشوط مؤتمر علمي حول علوم وتقنيات "النانو" منظم من طرف كلية العلوم والتقنيات بجامعة نواكشوط بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الإلكسو".

 

ويهدف المؤتمر الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام لتسليط الضوء على تقنيات وعلوم النانو التي عرفت في السنوات الأخيرة تطورا هائلا، حيث أصبحت تستخدم بشكل كبير في الكثير من التطبيقات المتعلقة بالحياة، سواء تعلق الأمر بالطاقات المتجددة، أو الإلكترونيات، والتطبيقات الطبية مثل معالجة الأورام السرطانية، كما تدخل في مجال معالجة المياه إلى غير ذلك من التطبيقات التي تمس حياة الناس اليومية.

 

وافتتح المؤتمر وزير التعليم العالي والبحث العلمي محمد الأمين ولد آبي ولد الشيخ الحضرمي، ونوه في كلمته بأهمية المؤتمر الثاني من نوعه في موريتانيا، مؤكدا أنه سيمنح الفرصة للباحثين الوطنيين المهتمين بهذه التقنية وطلاب الدراسات العليا (ماستر، ودكتوراه) لمناقشة آخر ما توصلت إليه الأبحاث في هذا الميدان.

 

وأكد ولد الشيخ الحضرامي أن العديد من الخبراء تمت دعوتهم لتقديم محاضرات في المؤتمر، ومن جامعات عالمية مرموقة من المملكة المتحدة والسنغال وتونس، والسعودية والمغرب، والجزائر وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى بعض الباحثين من مراكز الأبحاث الوطنية.

 

وأضاف وزير التعليم العالي أن اللقاء يشكل تكوينا وتدريبا لطلاب الدكتوراه والماستر حول طرق تحضير ودراسة خواص مواد النانو، وذلك بمشاركة خبراء وباحثين من خلفيات مختلفة كالفيزياء، والكيمياء، وعلم الأحياء.

 

وذكر ولد الشيخ الحضرامي بأن المسؤولية الملقاة على قطاع التعليم العالي والبحث العلمي تحتم عليه العمل على كل ما من شأنه تطوير البحث العلمي وتوفير الوسائل الضرورية للنهوض به لما لهذا القطاع الحيوي من أهمية بالغة جعلته في صدارة أولويات برنامج الرئيس محمد ولد الغزواني "تعهداتي"، والذي جسدته الحكومة على أرض الواقع من خلال وضع وتنفيذ العديد من الاستراتيجيات والمشاريع الخاصة بتطوير التعليم العالي والرفع من مستواه.

 

وأشار ولد الشيخ الحضرامي إلى أن قطاعه اعتمد استراتيجية وطنية للبحث العلمي والابتكار في أفق 2026، مدعومة بخطة عمل تؤطر وتبرمج تنفيذها، كما شهد ايضا إنجازات مهمة تمثلت، على سبيل المثال لا الحصر، في إنشاء الوكالة الوطنية للبحث والابتكار، التي بادرت إلى تنظيم المنتديات الوطنية للبحث العلمي والابتكار وساهمت في دعم العديد من اللقاءات العلمية، وحركية الأساتذة الباحثين والطلبة، وتمويل مشاريع بحثية من خلال توسيع الطاقات الاستيعابية لمدارس الدكتوراه وتفعيل المجلس الأعلى للبحث والابتكار وإنشاء صندوق لتمويل البحوث والابتكارات العلمية.

 

نائب رئيس جامعة نواكشوط الأستاذ محمد فاضل ديده عبر عن سعادته بمشاركة الخبراء الدوليين المتميّزين في المؤتمر الخاص بالجسيمات والتقنيات المتناهية الصغر في موريتانيا، مضيفا أنها تتعلق بمختلف جوانب الحياة وتلعب دورا مهما في تطوير التقنيات الجديدة والطاقة والبيئة والصحة.

 

وذكر ولد ديده بالمجهود الذي تقوم به جامعة نواكشوط في المساهمة في تحسين فاعلية وقدرات الطلاب وتطوير مواهبهم النظرية والتطبيقية.

 

رئيس لجنة تنظيم المؤتمر جاكانا ياكوبا كولي بالي أكد أن الهدف العام للمؤتمر هو الرفع من مستويات الباحثين والطلاب في مجال العلوم والتكنولوجيا، ورحب بالمشاركين الذين قدموا من دول شقيقة وصديقة للمشاركة في إنعاش محاور المؤتمر، داعيا إلى المشاركة الفعالة بغية الرفع من مستوى النقاش.

 

المتحدث باسم المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الإلكسو" محمد الأمين ولد محمد أشفاغه أكد في كلمة بالمناسبة أن تقنيات النانو أحدثت ثورة هائلة في العالم، كما أحدثت نقلة نوعية في شتى مجالات الحياة البشرية، نظراً لما تتمتع به من تطبيقات جديدة ومتجددة شملت المجالات الزراعية والطبية، والمياه والبيئة، وتقنيات المعلومات والاتصال، والبتروكيميائية والنفط والغاز، وفي مختلف قطاعات الصناعة وغيرها.

 

وأضاف ولد محمد أشفاغه أن الوطن العربي ليس بمعزل عما يحدث في العالم خاصة في هذا المجال الحيوي مما يحتم على دولنا العربية مواكبة التطورات العالمية في هذا المجال، والسعي الحثيث للحصول على التكنولوجيا الحديثة وتنمية القدرات الوطنية وتأهيل العاملين والمتخصصين في تقنيات النانو، والعمل على إنشاء مراكز متخصصة في تقنية النانو من خلال توفير البنية التحتية والأجهزة والمعدات المتخصصة، ودعم الباحثين وتشجيعهم وتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات فيما بينهم.

 

وأكد ممثل الإلكسو أن هذا المؤتمر يكتسي أهمية كبيرة نظراً للمحاور التي سيتطرق البحث فيها حيث تقع في صلب أولويات الدول العربية المتمثلة في تقنية النانو للطاقة المتجددة، ومعالجة المياه، والمواد النانوية للبيئة، وتقنية النانو للتطبيقات الطبية والحيوية.

 

وطالب ولد محمد أشفاغه في هذا الصدد القائمين على المؤتمر والباحثين والخبراء المشاركين بأن يتم النظر في دراسة التأثيرات المحتملة لتطبيقات النانو من النواحي الصحية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية ودراسة سبل وآفاق الشراكة مع القطاع الخاص في مجالات وتقنيات النانو الواعدة للمنطقة العربية.

 

وأشار ولد محمد أشفاغه إلى أن البحث العلمي، يعتبر عصب التطور التقني وقاطرة التنمية، مذكرا بأن الأمم المتقدمة لم تحقق تطورها في المجالات الصناعية والاقتصادية والتنموية إلا نتيجة لدعمها للبحث العلمي ومعرفتها لكيفية استثماره والاستثمار فيه مما جعل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تصر دائما على إدراج هذه القضايا ضمن سلم أولوياتها عاملة جهدها لتذليل الصعوبات التي تواجه المؤسسات البحثية والعلمية العربية، وساعية لاستثمار جميع نقاط القوة التي يمكن توظيفها للارتقاء بدور البحث العلمي في قضايا التنمية المستدامة بالبلدان العربية.

 

ونقل ولد محمد أشفاغه للمشاركين في المؤتمر تحيات المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم محمد ولد أعمر وتمنياته بالتوفيق والنجاح في تحقيق الهدف المنشود من عقد المؤتمر، مثمنا احتضان جامعة نواكشوط لفعالياته.

 

وتصنف "تقنية النانو"، بأنها هي العلم الذي يهتم بدراسة معالجة المادة على المقياس الذري والجزيئي، وتهتم بابتكار تقنيات ووسائل جديدة تقاس أبعادها بالنانومتر وهو جزء من الألف من الميكروميتر أي جزء من المليون من الميليمتر، وعادة تتعامل تقنية النانو مع قياسات بين 1 إلى 100 نانومتر أي تتعامل مع تجمعات ذرية تتراوح بين خمس ذرات إلى ألف ذرة، وهي أبعاد أقل كثيرا من أبعاد البكتيريا والخلية الحية.