ولد امين: تحضير الانتخابات كان نجاحا ونأمل أن تكون الانتخابات مقنعة (مقابلة + فيديو)

الأخبار (نواكشوط) – قال رئيس حزب التحالف الوطني الديمقراطي الدكتور يعقوب ولد امين إن حزبهم يرى أن التحضير الذي جرى للانتخابات بين وزارة الداخلية والأحزاب السياسية "كان ناجحا"، وإن الانطباع الذي أخذوه عنه كان انطباعا جيدا.

 

وعبر ولد امين خلال حديثه في برنامج "حزبك في خمسة أسئلة" - والتي تعده وتبثه وكالة الأخبار المستقلة – عن أمله في أن تكون الانتخابات القادمة جيدة، ومقنعة، وأن تكون كل الأطياف راضية عن النتائج، "ومن فاز فيها نهنئه، ومن لم يفز سيفوز في انتخابات قادمة".

 

وأضاف ولد امين: "وهكذا تتواصل العملية الانتخابية دون أن يكون هناك أي خلل".

 

وذكر ولد امين بأن التشاور الذي جرى حول الانتخابات أنتج وثيقة أساسية هي التي على أساسيها تنظم الانتخابات، لافتا إلى أن النقاش خلال هذه التحضير لم يعرف استقطابا بين المعارضة والموالاة، وإنما كانت الأحزاب تقدم آراءها بشكل منفرد.

 

وأدرف ولد امين أن كل حزب كان يدافع عن أفكاره وآرائه بغض النظر عن تموقعه السياسي.

 

وأكد ولد امين أنه انبثق عن الاتفاق وثيقة سياسية وقعها الجميع وتحتفظ بها وزارة الداخلية، كما أنتج إنشاء اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بشكل توافقي بين المعارضة والموالاة.

 

وعن توقعاته للنتائج، قال ولد امين إن حزبه سيكون من الأحزاب الأوائل في هذه الاسحقاقات، فيما توقع أن تكون تغييرات المشهد السياسي بشكل عام طفيفة، وأن تحافظ الأغلبية على مكانتها، وتحافظ المعارضة على مكانتها.

 

وهذه هي رابع حلقات هذه البرنامج الذي استضاف غالبية رؤساء الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات، ويهدف لتعريف الجمهور بالأحزاب السياسية من خلال حديث رؤسائها أو أمنائها العامين.

 

ويجيب الضيف خلال البرنامج على خمسة أسئلة موحدة، تم طرحها على كل الرؤساء، وهي:

- كيف تقدمون حزبكم للرأي العام الموريتاني؟

- ما هي معالم مشروعه المجتمعي وبرنامج الانتخابي؟

- كيف ترون التحضيرات التي جرت للانتخابات الحالية؟

- ما هي خارطة ترشيحات حزبكم؟

- كيف تتوقعون نتائج حزبكم في الانتخابات؟

 

فإلى نص المقابلة: 

الأخبار: كيف تقدمون حزبكم للجمهور وللرأي العام الموريتاني؟ 
يعقوب ولد امين: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه الكريم، حزب التحالف الوطني الديمقراطي حزب تأسس 2017، في فترة كان فيها استقطاب سياسي قوي بين المعارضة والأغلبية أو الموالاة، طبع الساحة السياسية.

وقد ارتأيت أنا وزملائي أساتذة في الجامعة، وأطر وشخصيات مهمة، أن الساحة السياسية تحتاج إلى رؤية وسطية بين المعارضة والأغلبية، بما يسمح لجميع الفاعلين بالمشاركة في بناء وطنهم، دون وجود تلك الثنائية العميقة، التي يتهم فيها البعض البعض الآخر باتهامات غير لائقة، فالمعارض يتهم بعدم حبه للوطن، والموالي بأنه مفسد ومن أكلة المال العام.

وهذه من الأسباب التي جعلتني وزملائي نفكر في مشروع الحزب، وقد شاركنا في الانتخابات بعد سنة، ولله الحمد والتحدث بالنعمة شكر، حصلنا على 4 نواب و4 عمد، و112 مستشارا بلديا، ومستشارين في المجالس الجهوية.

وهكذا بدأنا، ونحن ندرك أن السياسة تراكمات، وتحتاج وقتا لأن يأخذ المشروع والأفكار مكانتهما، وقد دعمنا خلال الانتخابات الرئاسية فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، فهو يتقاطع معنا في نفس التفكير، إذ يرى في مشروعه السياسي، بمشاركة الجميع، فالرأي يختلف ولكن التشاركية للجميع.  

 

الأخبار: ماهي معالم المشروع المجتمعي والبرنامج الانتخابي لحزبكم؟
يعقوب ولد امين: حزب التحالف الوطني الديمقراطي، حزب يدافع عن العدالة، والعدالة الاجتماعية، ونؤمن بأن الوحدة الوطنية من أهم ركائز المشروع المجتمعي، ونعمل من أجلها ومن أجل تحقيقها.

ولدينا رؤية اقتصادية، أشرحها في عجالة، فالدولة بالمعنى المتعارف عليه، يجب أن تركز على التعليم لأنه رافعة للتنمية، وعلى البنى التحتية، والاقتصاد والطرق، وتنظم القطاع الخاص بحيث يستقطب القوى العاملة، تكون لديها عقود وحقوق، وضمانات كما في العالم.

وهذه القوى العاملة التي سيستقطبها القطاع الخاص، تعطي نوعا من استقلالية الرأي، وتصلح فيما يتعلق بالتعاطي السياسي، حيث سيكون الاعتماد على الكفاءات والقدرات، والمبادرات، وإنشاء المؤسسات في القطاع الخاص، والدولة هنا والقانون يحميان حقوق القوى العاملة.

وهذا يساعد في أن يكون أي عامل مستقل برأيه، ويضعف مفهوم الدولة العميقة، وأن التشغيل لا يمكن أن يتم إلا عن طريق الدولة والحكومة.

إن التشغيل يجب أن يتم عن طريق الكفاءة، والقدرات، والمبادرات، والقطاع الخاص، فهذه الفكرة هي التي تنجح في العالم، وتساعد في بناء المؤسسات، وهي التي نؤمن بها في الحزب، ويجب على الدولة، أن تكون مسؤولة بالدرجة الأولى عن التعليم والبنى التحتية، فهي الرافعة للاستثمارات التي تحتاج لفترة طويلة من 20 إلى 30 سنة، وهذه الاستثمارات يتولاها القطاع الخاص، ويستقطب القوى الفاعلة.

إن هذا هو المنظور الذي لدينا من الناحية الاقتصادية، ومن ناحية العدالة، نؤمن بأن العدل أساس كل شيء، وأساس الملك، ولله الحمد وبفضل الله تعالى نحن دولة مسلمة، وفي دستورنا منبع القوانين الشريعة الإسلامية، وبالتالي يجب أن نركز على هذا الأمر ونفعله، ونتمسك به، ونستمر فيه، ونقويه قدر الإمكان.

هناك أيضا العدالة الاجتماعية، إذ ثمة الكثير من الفوارق في الماضي، وهو ما يحتم العمل والمواكبة، من أجل أن يكون الجميع على نفس المسافة، وفي نفس المكان.

 

كيف ترون التحضيرات التي جرت للانتخابات الحالية؟   
يعقوب ولد امين: نحن في حزب التحالف الوطني الديمقراطي شاركنا في التحضير، وقد أخذ وقتا طويلا وكان ناجحا، حيث كان هناك تفاعل بين المعارضة والأغلبية، بإشراف وزارة الداخلية، وفي لحظة معينة كان كل طرف يدافع عن وجهة نظره وأفكاره، بغض النظر عن تموقعه السياسي، حيث كان الموقف أحيانا يدافع عنه حزب موال ومعارض، ولم يكن هناك استقطاب في التحضير.

وقد انبثقت عن تلك النقاشات وثيقة تم عرضها على مختلف الأطراف بإشراف من وزارة الداخلية وتحتفظ بها كوثيقة أساسية للعملية الانتخابية التي نحن في وسطها الآن.

وكان من نتائج ذلك حصول توافق بشأن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، حيث ضمت طرفا من الأغلبية وطرفا من المعارضة، لقد كان التحضير حيدا، ولم ألاحظ فيه أية ملاحظة سلبية، وأرجو أن تواصل الانتخابات القادمة على هذا المنوال، وأن تكون مقنعة وجيدة، وتعرف جميع الأطراف   بنتائجها، نبارك لمن نجح، ونتمنى لمن لم ينجح النجاح في المرة القادمة، وهكذا تتواصل العملية الديمقراطية، دون أن يكون هناك خلل، لأن الانطباع الذي تولد لدينا هو انطباع جيد إلى حد الساعة، ولا ملاحظة لنا عليه.

الأخبار: ما هي خارطة ترشحاتكم في الانتخابات الحالية؟  
يعقوب ولد امين: نحن في حزب التحالف الوطني الديمقراطي حزب يعمل على الوقت، حزب يحاول التجذر والتأصل، وخارطتنا الانتخابية تعم التراب الوطني، ففي كل ولاية لدينا مجموعة مرشحين من النواب والعمد ومرشحين للمجالس الجهوية، وفي جميع موريتانيا حضورنا نتطلع لأن يكون أكبر في المراحل القادمة، وهو الآن حضور مقبول ونرجو أن يتحسن  في المستقبل.

الأخبار: ما هي توقعاتكم لنتائج حزبكم في هذا الاستحقاق؟
يعقوب ولد امين: توقعاتنا أن حزب التحالف الوطني الديمقراطي سيكون ضمن أوائل الأحزاب إن شاء الله، وأضيف لكم ضمن توقعاتي أن التغييرات ستكون طفيفة بالنسبة للمشهد السياسي، فالأغلبية ستحافظ على مكانتها والمعارضة ستحافظ على مكانتها، وستكون هناك تغييرات بسيطة على العموم، ونحن كحزب سنكون أحسن من المرة الماضية إن شاء الله، وتلك هي توقعاتنا إن شاء الله.