على مدار الساعة

مركز الآنكلوجيا.. عطل جهاز وصرخة مريضة وردود فعل متباينة (فيديو)

29 أكتوبر, 2022 - 21:29
واجهة المركز الوطني للآنكلوجيا بنواكشوط

الأخبار (نواكشوط) - تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وسما يطالب بإصلاح جهاز علاج للأورام السرطانية في مركز الآنكلوجيا الوحيد في البلاد لعلاج مرضى السرطان.

 

الوسم الذي اخلفت صياغاته واتحدت فكرته أطلق بعد بث مباشر للإعلامية ابتسام يحيى تجاوز 30 دقيقة تحدثت فيه عن واقع مرضى السرطان في البلاد ووضعية المركز العلاجي الوحيد. 

 

صرخة أمل..

 

الإعلامية ابتسام يحيى تحدثت في بثها المباشر عن معاناة فوق معاناة، وضعف الإمكانات، ومكابدة تبعات العلاج من مرض السرطان، بات يعانيها مرتادو مركز الآنكلوجيا في البلاد، جراء تعطل إحدى وحدات العلاج الضرورية فيه. 

 

ابتسام أجهشت بالبكاء وهي تعطي صورة قاتمة عن واقع مرضى بلا مال يعانون مر انتظار جرع من الكيماوي تأخرت عن مواعيدها المحددة، وآخرين على وشك فقد سندهم الوحيد في الحياة ولا يملكون حولا ولا قوة سوى تجرع مرارة انتظار غير محدد أمد النهاية. 

 

تجاهل المؤثرين في البلاد ورجال الأعمال ووزارة الصحة لواقع مرضى السرطان، وضعف الطاقة الاستيعابية للمستشفى الوحيد ومحدودية وسائله مقارنة بحجم المرتادين؛ أمور أثارتها ابتسام في بثها المباشر مطالبة بلفتة إنسانية إلى من يكابدون من أجل الحياة، وفقط ليبقوا على قيد الحياة. 

 

مؤازرة ومناصرة 

 

بعد انتهاء بث الإعلامية ابتسام وهي إحدى المصابات بمرض السرطان، تداول رواد موقع الفيسبوك الموريتانيين على نطاق واسع أوسمة مختلفة من بينها: #أصلحوا_جهاز_الأشعة_بمركز_الآنكلوجيا، و #جهاز_الأشعة_في__المركز_الوطني_للأنكولوجيا_خاسر، وتم تداول الأوسمة بشكل كبير على مجموعات وصفحات الفيسبوك الموريتاني. 

 

المخرجة والناشطة المجتمعية لالة كابر، ساندت ابتسام في مطلبها مضيفة أن ما تحدثت عنه في بثها المباشر بإمكان أي زائر لمستشفى الآنكلوجيا ملاحظته، "قصص وحكايات مرضى السرطان، الأطفال الشباب في عمر الزهور الكهول.. يعانون، النقل غير متوفر، عاجزون عن توفير التغذية اللازمة، والأجهزة متعطلة".  في كل مرة نواجه هذه الحالات. تقول لالة كابر. 

 

من زاوية أخرى المدون لارباس دحيد، كتب على صفحته بحرقة: "من استمع إلى مقطع الإعلامية ابتسام يحيى يدرك حجم الإهمال وسوء التسيير الذي يشهده المستشفى"، ويطرح تساؤلا وجهته ابتسام وتردد في كتابات عدد من نشطاء الفيسبوك الموريتاني مفاده: "أين وزير الصحة؟". 

 

تأكيد وتبيين

 

مستشفى الآنكلوجيا نشر توضيحا على صفحة وزارة الصحة وعززه بمشاركة الوزير له، جاء في التوضيح أن المركز يتوفر على مسرعَيْن (accelerateurs) لعلاج الأورام بالأشعة، معترفا أن أحد المسرعين وأقدمهم اقتناء أصيب بعطب وأن العمل جار على إصلاحه.

 

وأكد المركز في توضيحه أن المسرع الثاني جاهز ويعالج المصابين بكل الأورام ما عدا أورام الثدي و"التى يتواتر المتخصصون على أن تباعدا فى العلاج بالأشعة لا يشكل خطرا ما لم يتجاوز ثلاثة أشهر"، يقول المركز.

 

ويضيف: "المستشفى حريص على سلامة المتعالجين وشفائهم حفظهم الله ".

 

وفي رد على تناول المدونين لخبر عطب أحد أجهزته قال مركز الآنكلوجيا إن الطواقم الطبية وشبه الطبية يقظة جدا بهذا الخصوص والتشكيك فى نياتها وإخلاصها مردود والأولى بمن له استفسار أن يستنبئ أولا قبل التشهير فى مواضيع ذات صلة بفئة حساسة من المرضى وذويهم."

 

وعاد المركز من جديد بعد 24 ساعة من تداول الوسم ونشر فيديو على صفحة وزارة الصحة بالفيسبوك، قال إن القائمين على المركز، والمباشرين للعلاج بالأشعة فيه يوضحون من خلاله وضعية المسرعَيْن المخصصين لعلاج الأورام بالأشعة، "كما يتضمن أيضا آراء بعض المتعالجين في هذه الوحدة".

 

تعليق ورد 

 

وزير الصحة المختار ولد داهي شارك على صفحته بالفيسبوك توضيح المركز، فعلق المدون محمد ناجي أحمدو على منشور الوزير بما حمله منشور لناجي على صفحته الشخصية من تأييد لموقف المركز والوزير والنظام بشكل عام، وأضاف ناجي أحمدو في تعليقه مقترحا مفاده أنه من الضروري "في أقرب وقت اقتناء أكثر من مسرعين" بالمركز. 

 

لم يتجاهل ولد داهي تعليق محمد ناجي، ورد بقبول المقترح مضيفا: "فى غضون أيام سيتم تركيب scanner 32 barettes و جهاز mammographe haut de gamme  للكشف المبكر و الدقيق عن سرطان الثدي". 

 

الوزير ولد داهي أسهب في رده وأعطى مزيد تفاصيل مؤكدا أنه يبذل "جهدا لدى دول شقيقة وجهات مانحة وأخرى ممولة من أجل تشييد وتجهيز مستشفى حديث للأنكلوجيا بسعة 150 سريرا".