على مدار الساعة

"حساسية أمنية" من تدوينة عن "الانقلاب الشتوي"

22 ديسمبر, 2021 - 15:20

الأخبار (نواكشوط) – كشف المدون الدكتور الشيخ ولد أبن أن جهات أمنية موريتانية "تحسست" من تدوينة هزلية نشرها على حسابه في فيسبوك واتبع فيها "أسلوب التورية والإلغاز".

 

وقال ولد أبن في تدوينة على حسابه إن الجهات الأمنية قد تحسست من تلك التدوينة، مؤكدا أنه تلقى "بعدها عدة اتصالات من أشخاص قدموا أنفسهم كعناصر تابعة لإدارة الأمن وأبدوا امتعاضهم من تلك التدوينة".

 

وأشار ولد أبن إلى أنه تحدث في التدوينة عن "انقلاب وشيك" سيحدث خلال أيام قليلة قبل نهاية هذا الشهر من هذه السنة، لافتا إلى أنه "كان من الواضح أن المقصود هو "الانقلاب الشتوي" السنوي المعروف الذي حدث الثلثاء، والذي يحدث بداية فصل الشتاء من كل عام وفى توقيت ثابت دائما وهو 21 دجمبر".

 

واستغرب ولد أبن حصول هذا التحسس الأمني "رغم أن النص كان طافحا بالعبارات التي تحيل إلى المقصود بأسلوب يقرب من التصريح، كعبارة "الأفق" ، وعبارة "ليس كالانقلابات التي تعودنا عليها" وعبارة "على أعلى المستويات" وعبارة "لا تستطيع أي قوة أن تتصدى له" وعبارة "سيكون بردا".

 

وذكر ولد أبن "للمقارنة" أنه قام نهاية 2016 بنشر تدوينة مشابهة "كانت عباراتها أكثر غموضا وأشد إيهاما، ومع ذلك جاءت مجمل التعليقات عليها أريحية ومدركة لكون تدوينة من هذا القبيل لا بد أنها كتبت على سبيل الإلغاز والهزل، فالبعض تعرف على المقصود منها والبعض الآخر نحى بها منحى شخصيا فاعتبرها تشير إلى تغيير في الحالة الاجتماعية للكاتب، لكن أي أحد لم يأخذها على محمل الجد ، والأهم أنه لم يحدث مع تلك التدوينة أي تفاعل خارج نطاق الفيسبوك فلم أتلق حينها أي اتصال ولا استفسار من أي جهة كانت حولها!!".

 

وأضاف ولد أبن: "في المقابل فإنه بالنسبة للتدوينة الأخيرة - وزيادة على الاتصالات والاستفسارات المشار إليها أعلاه - فقد لاحظت تهيبا وضعفا في تفاعل الجمهور معها، حيث كانت التعليقات عليها أكثر حذرا وتخوفا و"تخويفا" وأقل أريحية من مماثلتها قبل سنوات".

 

ولفت ولد أبن إلى أنه لا يعلم "سببا لذلك غير أني قد علمت أن قانون "حماية الرموز" قد دخل حيز التنفيذ قبل أربعة أيام، مع أني لا أعرف أي رمز بالضبط قد انتهكته تلك التدوينة، لكن لا شك أن المراقب يلاحظ بجلاء أن النظام الحالي أكثر تحسسا وضيقا من سابقه تجاه النقد والفعل المعارض".

 

وهذا نص تدوينة المدون والدكتور الشيخ أبن

كتبت مساء أمس تدوينة هزلية، اتبعت فيها أسلوب التورية والإلغاز فتحدثت عن "انقلاب وشيك" سيحدث خلال أيام قليلة قبل نهاية هذا الشهر من هذه السنة، وكان من الواضح أن المقصود هو "الانقلاب الشتوي" السنوي المعروف الذي حدث اليوم الثلثاء، والذي يحدث بداية فصل الشتاء من كل عام وفى توقيت ثابت دائما وهو 21 دجمبر  !!

 

ورغم أن النص كان طافحا بالعبارات التي تحيل إلى المقصود بأسلوب يقرب من التصريح، كعبارة "الأفق" ، وعبارة "ليس كالانقلابات التي تعودنا عليها" وعبارة "على أعلى المستويات" وعبارة "لا تستطيع أي قوة أن تتصدى له" وعبارة "سيكون بردا" ، رغم كل ذلك يبدو أن الجهات "الأمنية" قد تحسست من تلك التدوينة، حيث تلقيت بعدها عدة اتصالات من أشخاص قدموا أنفسهم كعناصر تابعة لإدارة الأمن وأبدوا امتعاضهم من تلك التدوينة !!

 

وللمقارنة فقد قمت بنشر تدوينة مشابهة نهاية عام 2016، وكانت عباراتها أكثر غموضا وأشد إيهاما، ومع ذلك جاءت مجمل التعليقات عليها أريحية ومدركة لكون تدوينة من هذا القبيل لا بد أنها كتبت على سبيل الإلغاز والهزل، فالبعض تعرف على المقصود منها والبعض الآخر نحى بها منحى شخصيا فاعتبرها تشير إلى تغيير في الحالة الاجتماعية للكاتب، لكن أي أحد لم يأخذها على محمل الجد ، والأهم أنه لم يحدث مع تلك التدوينة أي تفاعل خارج نطاق الفيسبوك فلم أتلق حينها أي اتصال ولا استفسار من أي جهة كانت حولها !!

 

في المقابل فإنه بالنسبة للتدوينة الأخيرة -وزيادة على الاتصالات والاستفسارات المشار إليها أعلاه- فقد لاحظت تهيبا وضعفا في تفاعل الجمهور معها، حيث كانت التعليقات عليها أكثر حذرا وتخوفا و"تخويفا" وأقل أريحية من مماثلتها قبل سنوات، ولا أعلم سببا لذلك غير أني قد علمت أن قانون "حماية الرموز" قد دخل حيز التنفيذ قبل أربعة أيام، مع أني لا أعرف أي رمز بالضبط قد انتهكته تلك التدوينة، لكن لا شك أن المراقب يلاحظ بجلاء أن النظام الحالي أكثر تحسسا وضيقا من سابقه تجاه النقد والفعل المعارض، وقد قرأت للأستاذ أبو العباس براهام تعليقا في بداية الجدل حول قانون الرموز وصفه فيه بأنه قانون لحماية مشاعر "النظام" الذي يبدو أنه -بعكس سلفه- يقرأ المكتوب ويشعر به ويتألم منه، وهو يريد أن يستخدم الدولة لحماية مشاعره تلك، لقد كنا نخاف من نظام لا يقرأ ، والآن صار كل خوفنا من نظام "يقرأُ" كل شيء ولأي شيء ... !!!