تتواصل مظاهر التوتر بمدينتي آبيدجان وبواكي في ساحل العاج، فقد سمع فجر الاثنين دوي المدافع الثقيلة، وإطلاق النار في الهواء، دون حصول أي مواجهات.
وإلى جانب مشاهد التوتر المتواصلة منذ الجمعة، يتواصل إغلاق المداخل الرئيسية لمدينة بواكي ثاني أكبر مدن ساحل العاج، خصوصا الطريق الرابط بين العاصمة الاقتصادية آبيدجان ومدن شمال البلاد.
وقد ارتفعت حصيلة الضحايا إلى قتيل و20 جريحا، 6 منهم أصابتهم طلقات نارية في بواكي، من بينهم امرأة.
وقال وزير الاتصال المتحدث باسم الحكومة الإيفوارية ابرونو كوني في تصريح أدلى به إن "الحكومة بصدد إعادة الوضع إلى طبيعته، وتمكين الناس من مزاولة أعمالهم بشكل طبيعي" دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
السفارة الفرنسية تحذر رعايها
السفارة الفرنسية بساحل العاج دعت المواطنين الفرنسيين إلى ملازمة مساكنهم، وعدم الخروج، وقالت إن الدراسة في ثانوية ابليز اباسكال ومدرسة جاك ابريفير بآبيدجان متوقفة اليوم بسبب "الأعيرة النارية بمعسكر أكويدو، وإغلاق الطرق" داعية إلى عدم التحرك في هذه المنطقة.
وحذرت السفارة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على الفيسبوك الرعايا الفرنسيين من التحرك بالقرب من الثكنات العسكرية بآبيدجان وبواكي، كما دعت إلى عدم السفر إلى مدينة بواكي، وقالت إن بإمكان الفرنسيين الموجودين في المدينة الاتصال بالقنصل الفخري لدى فرنسا هناك.
أسباب التوتر
يطالب 8400 جندي معظمهم في مدينتي آبيدجان وبواكي السلطات الإيفوارية بدفع علاواتهم البالغة 12 مليون افرنك إفريقي، حوالي 18 ألف أورو، دفعت منها حتى الآن 5 ملايين إفرنك، حوالي 7500 أورو، ولا يزال الباقي لم يتم دفعه بعد.
وقد تجدد التوتر صباح الجمعة 12 مايو 2017 بعد أقل من 24 ساعة على لقاء ممثلين للجنود بالرئيس الحسن واتارا، حيث قدموا له الاعتذار وللشعب الإيفواري عن أعمال التوتر التي قادوها من قبل للمطالبة بدفع علاواتهم.
وكان الجنود قد احتجوا في 7 من يناير الماضي ببواكي للمرة الأولى مطالبين السلطات بدفع علاواتهم، وتحسين ظروفهم المعيشية، وقد تعهد الرئيس الحسن واتارا في 8 يناير بتسديد علاواتهم.
أصدقاء الأمس أعداء اليوم
ويوصف معظم الجنود المغاضبين، والمحتجين على عدم تسديد علاواتهم، بـ"المتمردين السابقين"، حيث ساندو الرئيس الحالي الحسن واتارا ضد الرئيس السابق لوران اغباغبو، خلال أزمة الانتخابات 2010 ـ 2011.
فقد رفض اغباغبو الاعتراف بنتائج الانتخابات التي منحت الفوز للحسن واتارا، ما أدخل البلاد في دوامة عنف، سقط خلالها حوالي 3 آلاف شخص قتيل، وكان معظم الجنود الحاليين قد وقفوا إلى جانب واتارا، خصوصا الموجود منهم بمدينة بواكي، التي توصف بمعقل التمرد في ساحل العاج.
غير أن الجنود الذين وقفوا إلى جانب واتارا بالأمس، يحتجون في وجهه اليوم للمطالبة بدفع علاوات، فهم يعتبرون أن الرئيس لم يرد لهم الجميل، وأنهم أضحوا يطالبون فقط بمستحقاتهم المالية.