على مدار الساعة

بعد توقيف طويل.. أحاديث وأحلام الصيادين التقليدين قبيل الاستئناف

14 ديسمبر, 2025 - 19:47

الأخبار (نواذيبو) – يستعد الصيادون التقليديون في مدينة نواذيبو شمال غرب البلاد لاستئناف أنشطتهم الليلة بعد راحة بيولوجية دامت 75 يوما، ويسابقون الزمن لإكمال تجهيزاتهم قبل ساعة الصفر.

 

وبين الاستياء من التعطيل الطويل، ومن المماطلة في الاستجابة لمطالبهم، والآمال بصيد ثمين مع بداية الانطلاقة الجديدة تتأرجح مشاعر المزدحمين على شواطئ العاصمة الاقتصادية.

 

أدى تدفق الصيادين من مختلف أنحاء البلاد انتظارا لهذه اللحظة  لحركية كبيرة ولافتة في مداخل الميناء الذي تحوّل إلى قبلة للصيادين التقليديين القادمين من القرى والأرياف من أجل العودة إلى مزاولة أنشطتهم، فيما ما يزال البعض منهم في طريقه إلى المدينة.

 

استعاد الميناء حركيته بعد شهرين ونصف من التوقيف البيولوجي، فيما تحولت مداخله إلى معارض للصيادين لاقتناء مستلزمات رحلات الصيد، وشرع البعض في تجهيز الزوارق، واقتناء الملابس قبل الإبحار.

 

عراقيل متعددة...

ويقول الصيادون التقليديون إن تأخر الأشغال في بعض أجزاء الشبكة الطرقية في الميناء ضاعف من معاناتهم خصوصا الوصول إلى المراسي لتجهيز الزوارق بعد بناء حائط لمنع تسرب المياه إلى الطريق الذي يجري العمل فيه.

 

ويقول الفاعل في الصيد التقليدي يسلم لكيرع إن الوصول إلى المراسي بات صعب المنال بعد تشييد الميناء لما أسماه بـ"حائط المكسيك"، في إحالة إلى الحائط الذي تقيمه الولايات المتحدة الأمريكية على حدودها، والذي عرف شهرة كبيرة في موريتانيا خلال السنوات الأخيرة بفعل قفز آلاف الشباب الموريتانيين عبره مطارة لأحلام الثراء السريع.

 

ويؤكد ولد الكيرع أنه لم يعد بإمكان الصيادين تجهيز زوارقهم، وباتوا يضطرون إلى حمل التجهيزات على ظهورهم إلى الزوارق على طول المراسي.

 

وأضاف ولد لكيرع في تصريح لوكالة الأخبار المستقلة أن تأخر موسم الانطلاقة بأسبوعين عن موعده الاعتيادي وضعهم في ظروف غير ملائمة من ناحية المناخ، وهو ما قد يؤثر عليهم في موسم الصيد الحالي حيث بدأ تدفق الآلاف من الشباب للعمل في الصيد التقليدي.

 

وجدد ولد لكيرع التأكيد على أن منح الصيد التقليدي "أسبقية 15 يوما" قبل الصيد الصناعي يعد مطلبا ملحا لكل الصيادين لتفادي الاحتجاجات، لافتا إلى أن إغلاق الشوارع بفعل الأشغال التي تجري في الميناء أثر عليهم، كما أنهم باتوا مضايقين في ميناء الصيد التقليدي.

 

شكاوى من الوسطاء...

أما القبطان عبد الله محمد الأمين فيؤكد أن الصيادين يواجهون ألوانا من المعاناة حيث أن الوسطاء "التبتاب" الذين يشترون الإخطبوط غالبا ما يمارسون مضاربات في أسعاره، وهو ما من شأنه أن يجعل قيمة منتوجهم تتراجع وحتى تتهاوى.

 

وطالب ولد محمد الأمين السلطات والوزارة بحماية صغار المنتجين، والوقوف إلى جانبهم، وتحديد أسعار الإخطبوط مسبقا للحيلولة دون مضاربات الوسطاء والتلاعب بهم من أجل الحفاظ على المنتوج.

 

كما طالب ولد محمد الأمين بوضع حد لعمل الأجانب الذين يزاحمون الصيادين التقليديين، مؤكدا وجودها بأعداد معتبرة، ومطالبا بمنعهم من مزاحمة العمال الموريتانيين، مذكرا بأن الدولة تعلن رسميا أن صيد الإخطبوط خاص بالموريتانيين.

 

فيما أكد الصياد التقليدي محمد اميمي أن معاناة القطاع معروفة، لكنه لم يجد لفتة من الحكومة من أجل حلحلة مشاكله وتصنيفه وتمهينه وضبطه، مشيرا إلى أن الأولوية هي حماية الإنتاج وضبط أسعاره والوقوف في وجه المضاربات.

 

وأشار ولد اميمي إلى أنهم كصيادين يطالبون بضبط أسعار الإخطبوط من أجل إعطاء قيمة للصيادين الذين يخوضون عباب المحيط ويركبون المخاطر في سبيل استجلاب منتوجهم.

 

واشتكى ولد اميمي من الاكتظاظ في ميناء الصيد التقليدي، مطالبا بتوسيعه ليستوعب أعداد الزوارق التي كسرت حاجز الآلاف في منطقة محدودة جدا، مشددا على ضرورة البحث عن حل لهذا التحدي الملح منذ سنوات.