الأخبار (نواكشوط) – قال النائب البرلماني زين العابدين المنير الطلبه إن سبعة أجيال بلغت سن الاقتراع منذ 2018 تاريخ آخر انتساب ينظمه الحزب الحاكم دون أن تجد إطارا قانونيا وتنظيميا للانخراط في الحزب.
واعتبر ولد الطلبه في تدوينة على حسابه في فيسبوك أن ذلك "أفرز حالة تباعد تدريجي بين الحزب وشرائح واسعة من المجتمع، وفي مقدمتها فئة الشباب والفاعلين الجدد الذين باتوا يمثّلون اليوم جزءا مهما من الحركية السياسية والاجتماعية".
وأكد ولد الطللبه أن هذه الحالة تتعمق أكثر إذا ما استحضرنا أن الهيكلة الحالية رغم مشروعيتها القانونية تظلُّ نتاج تلك المرحلة التنظيمية السابقة في حين أن الحزب عرف خلال السنوات الأخيرة توسعا ملحوظا في قاعدته الداعمة سواء من حيث الكم أو من حيث التأثير السياسي والانتخابي.
وشدد ولد الطلبة على أن قُوى وكتلا جديدة التحقت بخيار الحزب، وساهمت بشكل مباشر في صناعة الفارق خلال الانتخابات النيابية والرئاسية الأخيرة ودعمت بقوة المشروعَ الوطني الذي يقوده الرئيس غير أن غياب آليات الاستيعاب والتنظيم جعل حضورها انتخابيا أكثر منه مؤسسيا.
ولفت النائب البرلماني عن حزب الإنصاف الحاكم إلى أن التمديد للهيئات يطرح نفسه كخيار تنظيمي مشروع غير أن قيمته الحقيقية تظل مرتبطة بكونه إجراء انتقاليا لا غاية في حد ذاته إذ أن التمديد الذي لا يواكبه انفتاح وتجديد يتحول تدريجيا إلى عبء سياسي بدل أن يكون ضمانة للاستقرار.
وذكر ولد الطلبه بأن "الأحزاب الحية لا تحافظ على تماسكها فقط عبر انتظام هياكلها بل عبر قدرتها على تجديد دمائها وتحويل الزخم الشعبي إلى طاقة تنظيمية مستدامة".
ورأى النائب البرلماني أن الرهان الحقيقي لما بعد مؤتمر 25 الجاري لا ينبغي أن ينحصر في إعادة توزيع المواقع أو تثبيت القائم منها، بل في إطلاق حركية سياسية وتنظيمية جديدة تجعل من الحزب إطارا جامعا لكل القوى الداعمة للرئيس وقادرا على استيعاب الأجيال الجديدة والفاعلين الذين أثبتوا حضورهم في الميدان الانتخابي والاجتماعي ويرغبون اليوم في الانتقال من منطق الدعم الظرفي إلى منطق الالتزام المؤسسي.
وقال ولد الطلبه إن الدعوة إلى فتح الانتساب وتجديد الهيكلة وتوسيع التمثيل لا تنطلق من منطق الاعتراض ولا من التشكيك في الشرعية بل من وعي سياسي يعتبر أن قوة الحزب واستمراريته تمر عبر قدرته على مواكبة مجتمعه وتجديد أدواته التنظيمية بما يضمن له البقاء كحزب قوى حقيقي يمكن الرهان عليه في كل الاستحقاقات المقبلة ويجعل من المؤتمر القادم منعطفا يؤسس لمرحلة أكثر قوة وانفتاحا والتصاقا بخيارات الوطن ورئيسه.

.gif)
.gif)













.png)