مشاريع مفصلية تعيد رسم ملامح التنمية في ولاية لعصابة

تشهد ولاية لعصابة هذه الأيام حراكًا تنمويًا لافتًا، مع الزيارة الرسمية التي يؤديها رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ما بين 12 و14 ديسمبر.

 

طرق تربط الناس بالحياة:

يُعد تدشين المسار الفرعي لطريق الغايرة – مرتفع جوك إنجازًا يتجاوز مسألة فكّ العزلة وتحسين حركة النقل؛ فهو أيضًا خطوة أساسية للحدّ من حوادث السير التي حصدت خلال السنوات الماضية أرواحًا كثيرة على هذا المحور المعروف بصعوبته وازدحامه. فالتضاريس القاسية، وضيّق المقطع القديم، وكثافة الشاحنات العابرة جعلت الطريق نقطة سوداء في سجل السلامة الطرقية.

 

اليوم، ومع فتح المسار الجديد، تتغيّر المعادلة: انسيابية أفضل لحركة المرور، توزيع أكثر أمانًا للتدفقات، ومسار يوفر سعة إضافية تقلل الاحتكاكات الخطرة التي كانت تتكرر على الطريق القديم. هذا المشروع، حماية للأرواح واستعادة لطمأنينة المسافرين الذين ظلوا لسنوات يضعون أيديهم على قلوبهم كلما اضطروا لعبوره.

 

الألياف البصرية... نافذة لعصابة على العالم:

إطلاق مشروع الألياف البصرية على مقطع الغايرة – باركيول – هامد يمثل قفزة نوعية في مجال الاتصال. فالعالم اليوم يُدار بالمعرفة والسرعة، وتوفر الإنترنت عالي الجودة لم يعد رفاهًا، بل ضرورة للخدمات والتعليم والتواصل. هذا المشروع يفتح أمام الولاية آفاقًا جديدة للاستثمار الرقمي، ويساهم في دمجها بشكل فعّال في الاقتصاد الوطني الرقمي.

 

ماء كيفه... تنفس المدينة بعد عطش طويل:

يبقى مشروع سقاية كيفه عبر النهر أهم محطة في الزيارة؛ فهو مشروع حياة بكل ما تعنيه الكلمة. فمدينة كيفه، التي ظلت تعاني من أزمة عطش مستمرة، تجد اليوم بداية حل جذري مع وضع حجر الأساس لهذا المشروع من نقطة توميرت آفالان جنوب المدينة. هذا المشروع سيحقق أمنًا مائيًا طال انتظاره، ويتيح توسعًا عمرانيًا واقتصاديًا كان يتعثر بسبب شح المياه.

 

رسالة الزيارة:

المشاريع الثلاثة، رغم اختلاف مجالاتها، تحمل خيطًا ناظمًا واحدًا: تعزيز الثقة بين الدولة والمواطن. فحين يرى المواطن طرقًا تُفتح، ومشاريع اتصالات تُطلق، وحلولًا جذرية لأكبر مشاكله تُنفّذ، يدرك أن التنمية ليست مجرد وعود انتخابية، بل سياسة عمومية فعلية.

 

لعصابة في لحظة مفصلية:

تقف ولاية لعصابة اليوم على أعتاب تحول حقيقي. فهذه المشاريع بداية مرحلة جديدة يمكن أن تغيّر ملامح الولاية خلال السنوات المقبلة. التنمية حين تلامس حاجات الناس اليومية — طريق، ماء، اتصال — تصبح ذات معنى، وتُعيد للمواطن ثقته في قدرة الدولة على تحسين حياته.