"سوبرماركتات" تتزاحم على جنبات شوارع تفرغ زينة، وفنادق فاخرة لا يسكنها أغلب الأوقات إلا العناكب، وسيارات فارهة، وبنايات شاهقة، ومنازل مكتملة، وأخرى قيد الإنشاء، ومصانع جديدة تغطى كل المجالات، ونقود توزع وأخرى مخزنة في حسابات خارجية لتمويل وشحن عمليات القمار، وحفلات ساهرة ورحلات سياحية، استثمارات هندية تغذي من حسابات بنيجيريا..!!
وراء أغلب ذلك مما ترون وما غاب عنكم دم سوداني، فأغلب ما ترونه اليوم في نواكشوط من مظاهر لم تكن موجودة، وغنى فاحش غير متولد من نشاط إنتاجي مصدره غسيل أموال السلاح الذى يمد ميليشيا الدعم السريع، وقبلها اليمن السعيد عبر المنطقة التي يسيطر عليها نظام حفتر في الشرق الليبي الذى اصطنعته قوى معينة لهذا الغرض وعبر مطارات اتشاد..
فالذهب السوداني ينقل من المناجم الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الدعم السريع إلى الشرق الليبي واتشاد، ومن هناك إلى دبي بواسطة طائرات "اليوشن" المعدة لهذا الغرض، وهكذا أصبحت الإمارات تصدر الذهب للخارج من دون امتلاك مناجم له...
أما مداخيل الذهب المهرب فتمول صفقات الأسلحة التي تعقد تحت الطاولة لصالح ميليشيا الدعم السريع، وتمر الصفقات من المناطق آنفة الذكر إلى ميليشيا الدعم السريع بالسودان.
جدير بالذكر، أن قيمة عقود الأسلحة تدفع يدا بيد دون توسيط حسابات بنكية بحكم وقوع السودان تحت طائلة حظر بيع السلاح...
لقد تولدت عن عمليات التسليح تلك التي ترعاها دولة خليجية معروفة بمثل هذه النوع من الإعمال القذرة عشرات المليارات من الدولارات من النقود السوداء التي تبحث عمن يغسلها وجد فيها "فرسننا" ووسطاءنا.. ضالتهم المنشودة فراحوا يغسلونها بصور وأساليب تختلف من غسال لآخر، ولكنها تتقاطع كلها في الرعاية المحلية والأجنبية التي لولاها لما تمكن أولئك المجرمون من بلوغ مبتغاهم.
لقد كانت تلك الأموال وما زالت سببا في قتل الأطفال والنساء من السودانيين المسلمين الغافلين وتدمير بلد عربي مسلم بأسلحة إسرائيلية يعيش على ما يسيل بسببها من دماء أراذل من آكلي لحوم البشر ممن لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، وهي الأموال نفسها التي غرق الشباب بسببها في وحل شبكات القمار الإلكتروني والفساد الأخلاقي، وهي آثام سيلقى بها أولئك المخربون ومن يتعاون معهم ربهم وبيس المصير هم وكل من تعاون معهم أو أنبت لحما أو شحما من قاذوراتهم والعياذ بالله.
ثم إن قائلا قد يقول: إن هذا الكلام مجرد حسد على نعمة، وأن أصحاب هذه الأموال يسرحون ويمرحون في الشرق والغرب بلا مسائلة، ولكن هيهات فالغرب المنافق هو من سعى ودبر تخريب بلاد المسلمين بأيدي اليهود وأعوانهم من الأعراب، فمن الطبيعي أن يقف خلف أولئك من وراء الستار الآن.. على أن يتخلص منهم لاحقا متى ما شكلوا عبئا عليه...
من هنا، فإننا نطالب بتحقيق شامل عن مصادر هذه الأموال تحقيقا يشمل منظمات الشفافية المحلية والدولية والبنوك والقضاء حتى نبرأ إلى ربنا من أموال تلطخت بالدم السوداني ومن قبله الدم اليمني.. فلسنا بحاجة لهيئات خيرية أو استثمارات أجنبية تمول من دماء المسلمين.

.gif)
.gif)













.png)