على مدار الساعة

منطق حكامنا الأحول!

27 نوفمبر, 2017 - 10:52
الحسين ولد أعمر

دائما ما يتجلى غباء حكام العرب في الأوقات الحاسمة.

تحالف الشريف احسين  مع ابريطانيا ضد العثمانيين فباعه الغرب حينها وضيع حلمه بمملكة للعرب. دون أن يعلم أنه يلعب على المكشوف وهو يخفون ما يفعلون ويظهرون عكس ما يبطنون.

 

اترامب قال كلمة لآل سعود وأبدى لهم وقوفه معهم ما عليهم سوى أن يحاصروا قطر لكي تسقط إيران وأن يضربوا اليمن لتسقط إيران. ويحتجزوا الحريري ويتجهوا إلى لبنان لتسقط إيران. فعلت السعودية ما قالت أمريكا كما فعل أحسين حينها مع الانگليز سمع قولهم لكنه لم يعلم ما يخفون.

 

أمريكا في عصر الإعلام والاتصال استطاعت أيضا أن تعثر على عربي لا يفكر لتلعب معه لعبة لقتله وقتل أحلام دولته.

 

أمريكا اليوم وحتى روسيا يصادقون الكل أوحوا لعجوز آل سعود أن يقطع علاقته بجارته وأنهم معه. ففعل ولم يفعلوا.

 

اللعبة الآن  توضح مدى "غباء "حكامنا  يضربون كل أرض ليقضوا على دولة هي قائمة لم تسجل أجهزتها الأمنية أي محاولة اعتداء عليها.

 

طحنوا سوريا ليقضوا على إيران وخربوا اليمن ليقضوا. وقاطعوا إيران للقضاء على إيران. ولا حرج في التنسيق مع الصهاينة لأجل القضاء على إيران. ولا يجب التدخل في لبنان للقضاء على إيران.

 

وإيران لا تزال تعيش في سلام. تنعش اقتصادها، وتنشر فكرها. وتخصب اليورانيوم. وتصنع النووي.

 

إنها التبعية والغباء من يفعلان هذا. أضعنا أنفسنا يوما ونحن نريد القضاء على العثمانيين الذين ذادوا عن بلادنا وحافظوا على إسلامنا وقيمنا وأخلاقنا.

 

اليوم أيضا وبعد أن شهدنا فترة قصيرة طمعنا أنها بداية طموح ونهوض. ها نحن نسقط بفعل وحل الاستبداد والغباء. والاستماتة في الحفاظ الكرسي.  وأصبحنا نرى  بأعين الأغبياء.

 

الكيان الصهيوني صديق ويجوز التعامل معه. وإيران عدونا لأنها عدوة الولايات المتحدة الأمريكية.

 

إذ استمر الحال هكذا ستشرب السعودية من كأس العراق. حرب متهورة وتدخل دولي لضمان التوازن تقوده الولايات المتحدة أو روسيا واحتلال وانحطاط.

 

إن الغرب أذكى من أن يعادي إيران لأنه يعرف أنها تقول ولا تفعل. حتى منهجها لا يشكل خطرا على الغرب.

 

إنما العرب المسملون هم عدو الغرب بالأمس واليوم.

 

زرعوا جرثومة إسرائيل في جسد الوطن العربي لتعمل على قتل المناعات وتفكيك الأمة. وإرساء الحساسيات. فيما بينهم.

 

اليوم والعالم ينتظر أن تدان إسرائيل على جرائمها. يبرز صوت يقول أن الكيان ليس هو المشكلة وإنما المشكلة جماعات في دول ممولة من دول صغيرة!. تتصدر للأسف ذلك الصوت المملكة العربية السعودية مهبط الوحي وبذرة الدولة الإسلامية.

 

ويعلن في الإعلام وبكل جرأة أن التقارب والتفاهم مع الكيان الصهيوني أمر ضروري. وأن إسرائيل ليست دولة احتلال.

 

مهما اختلطت الأوراق وازدادت الصورة قتامة يظل العدو هو العدو والصديق هو الصديق.

 

الغرب كما إيران الفارسية أعداء للعرب. والمسلمين.

 

وما يجري الآن في الوطن العربي يدار من واشنطن وموسكو وطهران. ويفسح لأنقرة لأنها فهمت القصة والدرس.

 

أما العرب وحكامهم لا يفهمون ولا يأخذون العبر من الدروس الماضية.

 

حطموا حلمنا بوطن موحد، وقسموا الأراضي وأدخلوا إليها الغريب. وهاهم مستمرون في ذلك ونحن أيضا مستمرون في غبائنا.

 

لكن الحلم بالتحرر قائم دائما، ولا شك فيه. لأنه موعود الله للصابرين.