الأخبار (نواكشوط) – قالت وزيرة التربية وإصلاح النظام التعليمي هدى بنت باباه إنهم يعولون على المؤتمر القاري للتعليم الذي ينظم هذه الأيام في نواكشوط - في مستوياته المختلفة - للوصول إلى رؤية جديدة ومتكاملة للتعليم؛ من أجل تعليم يكسب القيم، ويطور المهارات، ويواكب المستجدات.
وأكدت بنت باباه خلال كلمتها في جلسة المؤتمر اليوم أن يعولون عليه "ليصنع لنا أجيالا قادرة على صناعة الفرق، وضمان مستقبل واعد، وأخذ زمام المبادرة، لتساهم قارتنا في خدمة البشرية، وتنهض بما يناسب دورها، وموقعها ومقدراتها، مع مراعاة خصوصيتنا ومقوماتنا الثقافية".
وذكرت الوزيرة بأن التعليم "يشكل – وحق له – أحد الأهداف الرئيسة في "أجندة إفريقيا 2063"، حيث ورد فيها ضرورة العمل على تحقيق التنمية المستدامة والشاملة في إفريقيا على مختلف المستويات، ومن أسس ذلك توفير تعليم جيد للمواطنين، يحقق ثورة مهارات مدفوعة بالعلم والتكنولوجيا والابتكار".
وشددت الوزيرة على أن يتعين على الدول الإفريقية "العمل على توفير تمويلات مستدامة لتعليمنا، وإصلاح وتحديث مناهجنا باستمرار، والرفع المستمر لمستويات مدرسينا، ووضع التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في قلب تجاربنا التعليمية، والرقي بحوكمة منظوماتنا التعليمية، وبهذا نضمن تحقيق أهدافنا، وكسب رهاناتنا".
وأكدت بنت باباه أن الشعوب الإفريقية تعول كثيرا على المؤتمر، وتنتظر منه "رؤى وخططا وقرارات تنعكس بشكل مباشر على تعليمها، وتضع منظومات التعليم في كل القارة على سكة الإنجاز والعمل، وتثري التكامل بين بلداننا، وتعزز التقارب والتعاون، وتتيح تبادل التجارب".
وعبرت عن أملها في أن يعمل المشاركون في المؤتمر القاري على ذلك، وأن يحققوه بحول الله تعالى.
وحددت الوزيرة هدف المؤتمر المنعقد هذه الأيام في نواكشوط في وضع قضية جوهرية تتصدر أولويات القارة، وتمثل أساس نهضتها ومحرك تقدمها وتنميتها، وهي قضية التعليم على بساط البحث والنقاش "ونحن نضع نصب أعيننا ضرورة تحقيق رؤيتنا المشتركة لـ"إفريقيا متعلمة مؤهلة للقرن الحادي والعشرين"، من خلال "إقامة أنظمة تعليمية قوية ترتكز على تعزيز الجودة والملاءمة والولوج إلى التعلم الشامل مدى الحياة في إفريقيا".
وأضافت أن القارة الإفريقية "بقيادتها الرشيدة، وشعوبها الشابة، ومقدراتها الواعدة، قادرة بمزيد من التخطيط، والتعاون، وتبادل التجارب على كسب كل رهاناتها، وتحقيق كل أهدافها، وتحويل تحدياتها إلى فرص واعدة، وإنجازات شاهدة".
وعبرت بنت باباه عن فخر موريتانيا "باستضافة هذا المؤتمر القاري المهم، والذي يترجم بصدق رؤية وتوجه فخامة رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الإفريقي السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في جعل التعليم أولى الأوليات، ومنحه كل الاهتمام، فهو يؤمن – وقد جسد هذا الإيمان عمليا – بأنه بالتعليم الجيد يتغير الواقع نحو الأحسن، وتتحقق التنمية، وتتقدم الشعوب، وهو ما تستحقه شعوبنا الطامحة لغد".
وأردفت أن ولد الغزواني حمل "هذه الرؤية هما ملازما له، فعلى المستوى الوطني أطلق منذ سنوات مشروع المدرسة الجمهورية، بما يحمله من إصلاح شامل، وتغيير جذري، وعلى المستوى القاري ساهم بقوة في متابعة تنفيذ قرار الاتحاد الإفريقي اعتماد 2024 عاما للتعليم، كما كان صوت إفريقيا المسموع في كل المنابر الدولية، حاملا لهمومها وأولوياتها، منافحا عن خياراتها ومطامحها".
وشددت الوزيرة على أن تبني التعليم خياراً وقراراً استراتيجياً على المستويين الوطني والقاري، يمثل الأساس لتحقيق الطموحات ومواجهة التحديات. فهذه الغايات الكبرى لا يمكن بلوغها إلا عبر نظام تعليمي نوعي، يمتاز بشموليته، ومراعاة خصوصية كل بلد، وغرسه لقيم الوطنية والإنتاجية، مع استثمار التقنيات الحديثة واعتماد أساليب مبتكرة تواكب متطلبات العصر وتحقق التنمية المستدامة.
وخاطبت الوزيرة ضيوف المؤتمر من رؤساء ووزراء وخبراء قائلة: "لا يوازي مستوى فرحنا بتشريفكم لنا، ومشاركتكم معنا في هذا المؤتمر المهم، سوى تعويلنا على مساهمتكم الفاعلة، ودوركم الرائد في رفع مستويات نقاشه، وإنضاج خلاصاته، وإنفاذ قرارته، ونحن على ثقة تامة أن هذا القرارات ستحدث نقلة نوعية على التعليم في كل بلدان قارتنا، وستساهم في صياغة المستقبل الذي نريده ونعمل عليه جميعا".