على مدار الساعة

المدرسة الجمهورية.. واقع معاش بالوهم وإنجازات ما تزال مفقودة!!

8 ديسمبر, 2024 - 18:34
الهادي بابو عموه – مدرس في ولاية البراكنة

السيد الرئيس،

السادة عمال قطاع التعليم..

 

يسرني أن أكتب حقيقة المدرسة الجمهورية التي ما تزال حلما يراود أبناء الطبقة الفقيرة لم يتحقق بعد... وما يزال مفقودا.!

 

ما تزال عوائق المدرسة الجمهورية التي يرى فيها ابن الفقير مكانته، عويصة ما دامت وزارة التربية تستنكر واقعها المأساوي الذي يعيشه الموظف، واقعا مأساويا..

 

الواقع المأساوي بدءا بالراتب، مرورا بالتعامل الذي يستقبله به "لوبي الوزارة الخبيث" يوميا، اللوبي الذي يعمل دائما على إنجازات وهمية، وما تزال تتواصل من نفخ الفواتير، والنهب الممنهج لوزارة التربية، التي يفترض أن يكون كل ما فيها فوق الشبهات..!

 

ما تزال التكوينات محدودة، والمراجع مفقودة والإهمال يتواصل منذ ثلاث سنوات !

 

والمعطيات مثل التقارير، التي تصل وزارة التربية، والداخلية معا تؤكد أن المدرسة الجمهورية حلم وأن الواقع الذي نطمح إليه ما يزال بعيد المنال..!

 

الزيارات الميدانية، للمدارس مفقودة، وأروقة الوزارة الوصية لديها نظرة غير جيدة عن المدرس، وهذا الأخير، تتراكم عليه القرارات الارتجالية، وغير المدروسة، وأصبح في واد، والمشغل في واد..!

 

ألا يعلم "لوبي الوزارة الخبيث"، وكل من جاء على رأس الوزارة وهو ليس المتحكم أن الحفاظ على الموجود وتطويره أولى من طلب المفقود؟ والاستماع إلى الرأي الذي يبكيك، أفضل بكثير من غيره.. وأن طمس الحقائق لن يزيد الطين إلا بلة!

 

الحقيقة المرة والواقعة الواضحة، هو أن الإنجازات التي يوهمكم بها عمال وزارة التربية ما هي إلا حبر على ورق وأن ما يؤكدونه لكم لا يعدو كونه أحلاما وأماني، وذلك تضليل لا منفعة فيه ترجى..!

 

السيدة الوزيرة،

إن المعلومات المغلوطة، والإنجازات الملفوظة، منذ 3 سنوات هي حبر على ورق، ويجب وضع الأمور في نصابها.. ونعطي لهذا الواقع فترة تأمل لنجني العبرة المستخلصة من هذا البؤس الذي تعيشه المدرسة، والتلميذ، والمدرس أيضا..!

 

نصيحتي لكم وللقطاع من بعدكم هو جعل المدرس في ظروف مادية ومعنوية معتبرة يستريح ذهنيا، وماديا ليفيدَ، ويستفيد، إلغاء كافة القرارات الارتجالية التي تزيد في التوتر، ولا تنفع الواقع بشيء، بدءا بقرار الشهر السادس، الذي يعلم الجميع أن ضره أكثر من نفعه، مرورا بالقرار الأخير لمدرس السنة السادسة، وجمعها مع الخامسة، وهي قرارات غير مدروسة، ولا مفهومة، وأصبحت ترهق التلميذ أولا، وتربك المدرس ثانيا.

 

إن المدرسة اليوم في المدينة والحضر، تعيش أسوأ حال لأن المدرسة الجمهورية على علاتها ما تزال حلما لم يجن منه نفعا، وأضغاث أحلام ولم تعدو كونها مشاريع على الورق جرفتها سيول الإهمال ليطويها عالم النسيان.

 

السيدة الوزيرة،

المشكلة الحقيقية في "اللوبي الخبيث" الذي يجعل لك كل شيء على ما يرام، ويغطي لكِ على الفشل والإهمال حتى يتم تغييرك في القريب العاجل، ويستقبل الوافد الجديد بوجه جديد، من أجل محافظته على منصبه، وتحكمه في واقع التعليم وعلى أكتاف الوزير يقع العبء في عدم مواصلة المشاريع؟

 

ما يريده آباء التلاميذ من المدرسة الجمهورية، هو مدرسة مجانية لن تحتاج إلى هذه الأوهام بل يعود التعليم فيها إلى ما كان في تسعينيات القرن الماضي، يصبح الجميع في واقع مريح وتصلك الأريحية وانتِ في مكتبكِ واللبيب من بالإشارة يفهم!

 

السيد الرئيس،

السيدة الوزيرة،

ما أشرت إليه من الفوضى، وما عجزت عن كتابته غيض من فيض وقليل من كثير من ما تواجهه المدرسة الجمهورية من مشاكل، وتوترات، لا يمكن الإصلاح معها وأباطيل لا يمكن الحكم عليها...  ارفعوا الحرج عن المدرسة الجمهورية، أو جدوا في الإصلاح الذي يريده هذا الشعب المغلوب على أمره!

 

اللهم بلغت، اللهم فأشهد!