الأخبار (نواكشوط) – قال حزب الصواب إن "ثقافة الشعب الموريتاني اليوم أصبحت - أو تكاد تصبح - رمادا تذروه رياح التآكل والاندثار في كل الاتجاهات"، معتبرا أن "آخرها رياح العبور المرعب نحو الجدار المكسيكي، وما نشاهده من بذخ وصفاقة في أوساط من نهبوا البلد وقذفوا بأبنائه إلى الجهل والجوع والموت في أعماق المياه وفي المنافي البعيدة".
وأضاف الحزب في افتتاحية نشرها على صفحته الرسمية على فيسبوك أن الثقافة الموريتانية "تخلت عن عباءة النبل والزهد والكفاف، وغدت ثرثرة فاقدة لكل مصداقية، توغل أيضا كل يوم في البعد عن قيم العصر وأخلاقه النبيلة ذات القدرة على بناء حزام معرفي يقي من الميوعة والتلفيق والخرافة ويعتمد المعارف الجادة القابلة للتوظيف في مسلسل الانتقال بالدولة والمجتمع نحو تحول إيجابي عميق وراسخ".
ورأى الحزب في افتتاحيته أن "الحقيقة التي لا مناص منها أن ما يطفو على السطح اليوم من ثقافتنا وثقافة نخبتنا هو النفاق والجبن والطمع والانهزامية"، مردفا أنه "مع ذلك فكل يوم نستحدث جائزة في الثقافة وحفظ المتون دون أن يمنع ذلك من ضياع الثقافة وضياع التعليم وضياع الأمانة وضياع المتون".
وأشار الحزب في افتتاحيته التي حملت عنوان "الضياع المتواصل"، إلى أن الثقافة اسم يفهمه الناس جميعا لكنهم جميعا يعجزون عن تحديد مسماه، مردفا بقوله: "دعونا نهرب كما هو متوقع من المستحيل إلى الممكن، والممكن هو: أن ننظر إلى الثقافة لا من حيث ماهيتها بل من حيث وظيفتها".
وأكد الحزب المعارض أنه "من السهل الآن تحديد ما إذا كانت الثقافة، أي ثقافة كاذبة أم صادقة نافعة أم ضارة، هادية أم مضللة، وهكذا نكتشف أن الثقافة يصنعها أهلها ويُصنعون بها ويخلقونها ويتخلقون بها".
وأضاف: "تقوى الثقافة وتتقد جذوتها فتوفر الضوء والحرارة وتنتج الأجوبة والحلول لإشكالات واختناقات الحياة فتصعد بأهلها ويصعد بها أهلها إلى عليين، وتضعف الثقافة وتتهافت وتتناقض مع نفسها ومع الحياة ومع اشتراطات التجدد والتطور فتنطفئ جذوتها وتحول أهلها إلى رماد".
ووصف هذا الأمر بأنه "جدلية مستمرة يتحول فيها السبب فيصبح نتيجة، وتتحول النتيجة فتصبح سببا".