على مدار الساعة

الثالث أغسطس.. يوم سياسي حافل في موريتانيا

3 أغسطس, 2017 - 09:35
العمل جار لإعداد المنصة الرسمية لمهرجان الرئيس ولد عبد العزيز مساء أمس (الأخبار)

الأخبار (نواكشوط) –  تمر اليوم الذكرى 12 على الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد الطايع، وتتصادف الذكرى هذا العام مع أنشطة سياسية متعددة ومتزامنة، مما يجعل منه أحد أكثر الأيام "ازدحاما" للأجندات السياسية في البلاد خلال الفترة الأخيرة.

 

وحرص الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز على استحضار "رمزية" أغسطس خلال حديثه في المهرجانات التي نظمها داخل البلاد، حيث تحدث عن اختيارهم "عمدا" لشهر أغسطس لتمرير هذه التعديلات.

 

وكما كان أغسطس موعدا للانقلاب الذي أطاح بولد الطايع يوم 03 أغسطس 2005، والذي كان الرئيس ولد عبد العزيز أحد القادة البارزين له، فقد كان موعدا للانقلاب الذي قاده ولد عبد العزيز  شخصيا يوم 06 أغسطس 2008 ضد الرئيس المدني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.

 

وحرص الرئيس ولد عبد العزيز على أن يكون أغسطس موعدا "دائما" لحفل تنصيبه في مأموريته الأولى (2009)، والثانية (2014).

 

اختتام.. ووعد بـ"المستور"

اليوم الخميس 03 أغسطس يختتم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز حملة التعديلات الدستورية التي افتتحها قبل 15 يوما من ملعب "ملح" في مقاطعة توجنين، كما تنتظر الجماهير في نواكشوط وعد الرئيس لها، بـ"كشف المستور" خلال هذا المهرجان الذي تقرر تنظيمه على الشارع الرئيسي قرب ملتقى طرق المطار القديم.

الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز

 

وتحشد العديد من الأطراف السياسية من الأغلبية والمعارضة المحاورة للمهرجان الختامي للحملة، وتعتبره التحدي الأبرز بالنسبة لها قبل يوم التصويت على التعديلات الدستورية، وقد وضعت خطة لضمان حضور أكبر كم بشري لهذا المهرجان، واستعين في هذا الخطة –حسب نشطاء - بكل الأطر  التي يمكن أن تساهم في إنجاحها، سياسية، واجتماعية، واقتصادية.

 

أول اعتصام..

كما دخل اعتصام الشيوخ داخل مقر هيئتهم يومه الثاني، وهو أول اعتصام من نوعه في البلاد، حيث دخل عدد من أعضاء مجلس الشيوخ منذ ظهر  الأربعاء في اعتصام مفتوح داخل مقر الغرفة العليا في البرلمان الموريتاني، وأكدوا مضيهم في الاعتصام لحين التراجع عن التعديلات التي يصفونها بـ"غير الدستورية"، ويرون أنها "تهدد أمن واستقرار البلاد، وتدخلها في نفق مظلم". حسب المتحدث باسمهم.

الشيوخ خلال مؤتمر صحفي ظهر أمس أعلنوا خلاله عن الاعتصام (الأخبار)

 

وقد أغلت الشرطة الموريتانية كل الطرق المؤدية إلى مجلس الشيوخ، ومنعت الشيوخ الموجودين خارج الغرفة من الوصول إليها قبل أن تتراجع وتسمح لهم بذلك مع حلول الظلام، كما منع الحرس الموجود عند بوابة المجلس إدخال أي وجبات للشيوخ المعتصمين.

 

كما منعت الشرطة قادة المعارضة المقاطعة من الوصول إلى مجلس الشيوخ لإيصال وجبات وكميات من الماء المعدني للشيوخ المعتصمين داخل مقر المجلس.

 

ومع ساعات الصباح أعادت الشرطة فتح الشوارع التي أغلقتها منذ مساء أمس الأربعاء دون أن تتيح الوصول إلى مجلس الشيوخ، وهي من الجنوب الشارع الذي يمر قرب إدارة شركة الكهرباء، والشارع الذي يمر من أمام وزارة الداخلية، ومن الشرق الشارع الذي يمر أمام وكالة سجل السكان والوثائق المؤمنة، ومن الغرب الشارع الذي يمر بين القصر الرئاسي والبنك المركزي الموريتاني.

 

واكتفت الشرطة صباح اليوم بإغلاق الشارع الذي يمر من أمام مجلس الشيوخ، ومن ركنه الغربي إلى الركن الشرقي، فيما تمركزت قوة منها أمام بوابة المجلس مباشرة.

 

وكان الشيوخ قد طالبوا خلال مؤتمر صحفي أمس بالتراجع عن التعديلات الدستورية، معتبرين أن سقطت نهائيا ولم تعد لها أي شرعية منذ رفض أغلبيتهم لها يوم 17 مارس، مشددين على أن الاستفتاء الحالي غير شرعي ولا دستوري.

 

ودعا رئيس لجنة الأزمة المشكلة من قبل الشيوخ وشيخ مقاطعة باسكنو الشيخ ولد حننا السلطة إلى التراجع الفوري عن الاستفتاء، كما دعا النواب في الجمعية الوطنية إلى التضامن مع زملائهم في البرلمان، والتوجه لعقد جلسة برلمانية يوم الخميس القادم لنقاش أوضاع البلاد، واتخاذ ما يلزم فيها، وتفعيل محكمة العدل السامية المخولة بمحاكمة الرئيس وأعضاء حكومته.

 

وتوجه ولد حننا في كلمته باسم الشيوخ إلى أعضاء لجنة الانتخابات، وطالبهم بوقف المسار الذي وصفه بغير القانوني، مذكرا "حكماء" اللجنة بأنهم اختيروا – كما يقول – في ظرف توافقي، ولم يعينوا من قبل أحد، مشددا على ضرورة استقالتهم في حال عجزهم عن وقف المسار، وعدم المشاركة في ما يمكن أن يهدد أمن واستقرار البلاد.

 

3 مسيرات رافضة

وخلال اليوم الخميس 03 أغسطس تنظم المعارضة المقاطعة للتعديلات الدستورية 3 مسيرات في ولايات نواكشوط الثلاث، رفضا للتعديلات الدستورية، وذلك ضمن سلسة أنشطة احتجاجية بدؤوها منذ الأسبوع الماضي، وواجهت الشرطة عددا منها بالقوة.

المعارضة الموريتانية خلال مسيرة سابقة لها (الأخبار - أرشيف)

 

وحددت هذه المسيرات نقاط انطلاق لها في عواصم ولايات نواكشوط الثلاث، وهي مقاطعة تفرغ زينة عاصمة ولاية نواكشوط الغربية، ودار النعيم عاصمة ولاية نواكشوط الشمالية، وعرفات عاصمة ولاية نواكشوط الجنوبية.

 

وتأتي مسيرات المعارضة في وقت تواصل فيه الأجهزة الأمنية توقيف أكثر  من 10 نشطاء معارضين في مدينة نواذيبو شمالي البلاد، أوقفتهم بالتزامن مع تنظيم الرئيس ولد عبد العزيز لمهرجان في المدينة الثلاثاء الماضي.